- اختتمت مساء الاربعاء فعاليات الدورة الثالثة لتظاهرة سينما المتحف التي اشترك في تنظيمها بداية من يوم 26 أوت الجاري جمعية افريقيا والمتوسط للثقافة والمركز الوطني للسينما والصورة بفضاء المتحف الأثري في سوسة. وقال مدير تظاهرة سينما المتحف، محمد شلوف، في تصريح لمراسل (وات) بسوسة إن الدورة الثالثة تميزت بتكريم المخرج الجزائري مرزاق علواش وذلك من خلال عرض النسخة المرممة من فلمه الطويل الاول "عمر قتلاتو" الذي أخرجه سنة 1976 والذي مثل قطيعة مع السينما الجزائرية التي كان اهتمامها مركّزا في تلك الفترة على ملحمة الكفاح من أجل الاستقلال. كما قدّم مرزاق علواش في اطار تظاهرة سينما المتحف عمله الأخير " تحقيق في الجنة "، وهو فيلم وثائقي روائي يشرح ما ترسخ في المخيال الجماعي عن الجنة التي نقلها الدعاة في المغرب العربي والشرق الأوسط، واعقب هذا العرض لقاء حواري جمع مرزاق علواش بجمهور التظاهرة للنقاش حول الموضوع الذي تناوله الشريط. وقد تخلّل العروض السينمائية، حفل موسيقي قدمته عازفة البيانو الايطالية فرانشيسكا بدليني وعازف الكلارينات التونسي اسكندر بن عبيد وعازف الايقاع السنغالي محمد مباسا فاي. وشكلت تظاهرة سينما المتحف مناسبة كذلك لاحياء الذكرى المائوية للمخرج الفرنسي جان روش وذلك بعرض فيلم " باباتو النصائح الثلاثة " الذي أخرجه سنة 1976 والذي وقع عرض نسخته المرممة في الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي (2017). وأضاف محمد شلوف ان الدورة الثالثة لتظاهرة سينما المتحف تميزت كذلك بالاحتفال بالذكرى السبعين لسينما تاك ميلانو من خلال برنامج عروض للعديد من الأفلام الصامتة التي عرضت لأول مرة في عشرينات القرن الماضي على غرار الشريط الصامت القصير " التقاليد والعادات التونسية " وأشار المصدر نفسه الى ان هذه التظاهرة نظمت بدعم قيم من وكالة تنمية التراث والترويج الثقافي والمعهد الثقافي الإيطالي بتونس وبلدية سوسة والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية الجهة والمركز السينمائي الوطني الجزائري والمركز الوطني للسينما الفرنسي، معتبرا أن تظاهرة سينما المتحف تسعى منذ ثلاث سنوات إلى تحسيس الجمهور التونسي بأهمية الاعتناء بالتراث السينمائي العالمي والوطني، داعيا بالمناسبة الى التعجيل ببعث هذه المكتبة السينمائية التي من شأنها أن تقوم بدور حفظ وترميم التراث السينمائي التونسي الذي يعاني حاليا من الاهمال وكذلك الى تعميم تظاهرة سينما المتحف في مختلف جهات البلاد.
