نشر مركز «بيو للبحوث» استطلاعا للرأي تناول فيه تمثلات مختلف مواطني عدد من بلدان العالم للديمقراطية التمثيلية والمباشرة واستخلص من جملة من الأسئلة الموجهة للمستجوبين مؤشرا أطلق عليه تسمية «مؤشر الالتزام بالديمقراطية التمثيلية» وفيما يتعلق بحجم المواطنين الذين هم على استعداد للنظر في الخيارات غير الديمقراطية فإن حجمهم مرتفع حول العالم ولكن في تونس، فإن حجم التونسيين الذين يصنفهم المركز حسب هذا المؤشر ملتزمون بالديمقراطية بلغ 12% وحجم الأقل التزاما هو 41% ولكن 32% من المستجوبين في تونس هم «غير ديمقراطيين» بحسب هذا المؤشر مؤيدون أكبر للديمقراطية حول العالم بشكل عام، وفي ال38 دولة التي تم إجراء الاستطلاع فيها، فإن 23% من المستجوبين هم ديمقراطيون ملتزمون، و47% هم أقل ديمقراطية، و13% هم غير ديمقراطيين، و8% لا يؤيدون أيا من أشكال الحكم هذه. أي غالبية المستجوبين في هذه الدول بشكل عام يؤيدون الديمقراطية التمثيلية في حين أن الآية تنعكس في تونس حيث يبدو حجم من صنفوا على أنهم غير ديمقراطيين أكبر من حجم الديمقراطيين الملتزمين ولتحديد تصنيف المستجوبين ضمن هذه الفئات الثلاثة «ملتزمون بالديمقراطية» أقل التزاما أو غير ديمقراطيين، صمم المركز مؤشرا للالتزام بالديمقراطية التمثيلية –كما اشرنا سابقا- ولا يقوم المؤشر على توجيه أسئلة مباشرة للمستجوبين فالملتزمون ديمقراطيا هم أولئك الذين يؤيدون نظاما يحكمه الممثلون المنتخبون ولا تؤيد هذه الفئة أن يحكم الخبراء أو التكنوقراط، أو زعيم قوي أو أن يحكم العسكر. أما المستجوبون الذين يعتبرون أن الديمقراطية التمثيلية جيدة ولكنهم يؤيدون في نفس الوقت شكلا - على الأقل - من الأشكال غير الديمقراطية في الحكم، فإن المؤشر يصنفهم على أنهم أقل ديمقراطية. أما من لا يؤيدون الديمقراطية التمثلية ويؤيدون في المقابل ولو شكلا واحدا من أشكال الحكم غير الديمقراطي» فإنهم يصنفون على أنهم «غير ديمقراطيين» الخبراء في السلطة ..»شكل سيئ للحكم» بخصوص الموقف من حكم الخبراء أو التكنوقراط، فإن رد التونسيين كان سلبيا بهذا الخصوص. وردا على سؤال «هل أن نظاما يحكمه الخبراء ويتخذون القرارات انطلاقا مما يرون فيه خير البلاد -وليس مسؤولين منتخبين- يكون شكلا جيدا أو سيئا للحكم؟» 57% من التونسيين اعتبروا أنه شكل سيء للحكم، مقابل 36% يرونه جيدا للحكم أما حول حكم زعيم قوي البلاد دون تدخل من البرلمان، فإن 60% من التونسيين اعتبروا أن الفكرة سيئة بالكامل. في حين أن 39% يعتبرونها سيئة جدا و33% يعتبرونها جيدة جدا. أما عن حكم العسكر فإن 54% يعتبرون الأمر فكرة سيئة تماما و39% يرون في حكم العسكر أمرا سيئا جدا و42% يعتبرون أنها فكرة جيدة جدا غالبية التونسيين غير راضين عن الحكومة رضا التونسيين عن كيفية اشتغال الديمقراطية في بلادهم محدود، ف61% من التونسيين غير راضين عن ذلك، مقابل 36% من الراضين عن آليات الديمقراطية في البلاد. أما عن ثقة التونسيين في الحكومة الوطنية وقدرتها على فعل الأنسب للبلاد، فإن 11% من المستجوبين يثقون بشكل كبير و18% يثقون في الحكومة إلى حد ما، أي أن 29% من التونسيين فقط يثقون في الحكومة في حين أن حجم عدم الثقة تصل إلى 56% من التونسيين المستجوبين و14% لا يثقون كثيرا في الحكومة غالبية التونسيين لا يؤيدون الديمقراطية المباشرة بالنسبة إلى اختيار المواطنين بشكل مباشر ،دون أن يتكفل بذلك الممثلون المنتخبون في الأحداث الوطنية والكبرى في البلاد أو ما سماه التقرير بالديمقراطية المباشرة الذي يتمثل بطبيعة الحال في استفتاء المواطنين بشكل مباشر بدل المرور بالبرلمان، فإنه يحظى بتأييد أغلب المستجوبين عالميا. ولكن الوضع مختلف بالنسبة إلى التونسيين ف57% لم يؤيدوا هذه الفكرة تماما، مقابل 45% من المؤيدين منهم 12% ممن اعتبروها فكرة جيدة جدا. وقد نشر مركز «بيو للبحوث» نتائج هذا الاستطلاع الذي شمل 38 دولة في تقرير تحت عنوان «عالميا، تأييد كبير للديمقراطية التمثيلية والمباشرة ولكن كثيرين أيضا يؤيدون البدائل غير الديمقراطية.» وبشكل عام أبرزت نتائج الاستطلاع أن هنالك تأييدا للديمقراطية التمثيلية والمباشرة حول العالم. وتجاوز أعداد الرافضين لحكم الزعماء الأقوياء أو العسكر أعداد المؤيدين بشكل كبير، في حين تبقى الآراء متقاربة على مستوى حكم الخبراء والتكنوقراط بين المؤيدين والرافضين في هذه الدول التي شملها الاستطلاع.