أبدى المسرحي الشاب صبري الشكيمي رغبة واستعدادا كبيرا للمساهمة في إنجاح الدورة القادمة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية ومحو جوانب من «الخيبات» التنظيمية للدورة الماضية وغيرها من الدورات السابقة، لاسيما في ظل التغييرات والإضافات الجوهرية التي أدخلتها الهيئة المديرة الجديدة بإدارة المسرحي حاتم دربال على المهرجان في نسخته التاسعة عشرة. وتجدر الإشارة إلى أن صبري الشكيمي هو عضو بهيئة هذا المهرجان وهو مسرحي وباحث تحصل على ماجستير في العلاقات الدولية في الثقافة من جامعة باريس 8. وهو أيضا بصدد الإعداد لرسالة دكتوراه حول العلاقات الدولية الثقافية وتحديدا فيما يتعلق بتونس وعلاقتها بالاتحاد الأوروبي. وموازاة مع ذلك يواصل اشتغاله على عدد من المشاريع المسرحية لعل من أبرزها مسرحية «آش بينا» وهو من نوع المونودراما. وفيما يتعلق بهذا العمل قال هذا المسرحي: «مسرحية «آش بينا» هي من نصي ولكني لم أحسم بعد في اسم المخرج باعتبار أن الأمر معروض على بعض الأسماء التونسية الرائجة في المجال. وهي تجسيد لفكرة فلسفية تتناول واقع تونس ووضعية نوعية من شبابها المتميزين في فرنسا انطلقت فيها من تجربتي الخاصة». واضاف حول نفس العمل قائلا: «أردت من خلال هذه المسرحية أن أبين للأخر الغربي تحديدا جانبا آخر من صورة تونس وواقعها المشرق لاسيما في ظل السوداوية التي أصبحت تميز المشهد الذي يروج له في الخارج. لذلك قدمت نسخة بالعربية وأخرى بالفرنسية لهذا العمل النوعي». وأوضح أن انشغاله ضمن فريق عمل أيام قرطاج المسرحية دفعه لتأجيل عمله المسرحي. وبين أن العرض الأول له في تونس من المنتظر أن يكون في مارس القادم بفضاء التياترو باعتباره الفضاء الذي سبق أن اشتغل معه في بعض الاعمال واحتضن تجاربه الأولى وآخرها مسرحية «تحوّل». وأفاد أيضا أنه تم تحديد مواعيد عرضها ببلدان اوروبية وذلك بالدخول في سلسلة من العروض بكل من بلجيكاوفرنسا وكندا وغيرها بداية من شهر جوان القادم. وأكد المسرحي صبري الشكيمي أن سير تنظيم الدورة القادمة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية يجري بنسق حثيث ومتسارع على النحو الذي أرادته وضبطته الهيئة المديرة. في جانب آخر من حديثه فسر محدثنا سبب نقص دعم الجهات الأوروبية تحديدا للانتاج الثقافي عامة والمسرحي خاصة في السنوات الأخيرة، باعتبار أنه أصبح ينتمي لهذا «المشروع» في شكله وتوجهه الجديد بحكم تخصصه العلمي والعملي، فبين أن السبب يعود لتغير الخارطة الثقافية والسياسية والاجتماعية في تونس خاصة في السنوات الأخيرة ليكون توجه الاتحاد الأوروبي في المستوى الثقافي إلى المراهنة على شريحة أخرى من المبدعين وهي فئة الشباب بدرجة أولى. وهذا ما يتطلب تغيير في استراتيجيا التعامل من خلال التوجه للتكوين والتأطير والمساعدة على الانتاج. دورة نوعية وفيما يتعلق بالدورة التاسعة عشرة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية التي ستقام بتونس من 8 إلى 18 نوفمبر القادم أفاد محدثنا أنها ستحدث نقلة نوعية في تاريخ المهرجان وذلك بفضل سياسة إدارة المهرجان وتوجهها الجديد الذي تحرص على تفعيله وقال في نفس السياق:»ستكون بحق دورة مهرجان المسرحيين العباقرة من خلال المراهنة على الكيف والجودة وليس الكم، وذلك بأن تكون نخبة النخبة حاضرة بإبداعاتها وعروضها مع التوجه للتقليل في عدد المشاركين مع المحافظة على البعدين العربي والإفريقي للمهرجان مع المحافظة على انفتاحه على المسرح العالمي النوعي». وبين صبري الشكيمي في نفس الإطار أن هيئة المهرجان ما انفكت تتلقى في المدة الأخيرة عديد المطالب من أجل الحضور والمشاركة. واعتبر في عودة المسابقة الرسمية للمهرجان بحرص من مديرها حاتم دربال عاملا ساهم في توسيع دائرة الراغبين في المشاركة نظرا لما تمثله من تكريم مادي ومعنوي للمسرحيين. وفيما يتعلق بقيمة الجوائز أوضح عضو الهيئة المديرة للأيام أن الهيئة المديرة لم تكشف بعد عن تفاصيل الجوائز ولم تحسم فيها بعد خاصة في ظل التراجع الكبير في حجم الميزانية المرصودة. ولكنه أكد أن القيمة الجملية للجوائز الخمس المقترحة ستكون في حدود 60 ألف دينار فيما ستكون قيمة الجائزة الأولى الخاصة بأفضل عمل متكامل في حدود ثلاثين ألف دينار. هذا بالإضافة إلى بعث جائزة سادسة أخرى تحمل اسم الراحل منصف السويسي. من جهة أخرى أفاد صبري الشكيمي أن الهيئة المديرة للمهرجان تسعى لتحقيق التوازن بين مختلف الأجيال وإدماج الشباب في «ماكينة» هذه الدورة بما يساهم في خلق جيل جديد من المسرحيين التونسيين لأخذ المشعل عن المدارس السابقة.