ضاحية العالية من معتمدية قصورالساف بالمهدية الواقعة على ضفاف البحر والمتاخمة لما يعرف بالممشى الروماني وهو عبارة عن قنال لتصريف مياه الأمطار من «سبخة النّجيلة» التي وقع استغلالها في العهد الروماني لتربية الأسماك، تم فيها تسجيل اكتشاف تاريخي بالقلعة الإسلامية لمحراب بيت صلاة ونقائش بالمكان لقائد عسكري زمن الحقبة الصنهاجية ولعمّة الأمير الزّيري المعزّ ابن باديس التي يبدو أنها ساهمت في بناء بيت الصلاة بالقلعة العسكرية الخاصّة بالحامية وأعوانها وقوّادها كرباط أو برج على غرار البرج الفاطمي بالمهدية الذي بناه مؤسس الدولة الفاطمية عبيد الله المهدي.. «الصّباح» تحوّلت إلى»العالية « حيث كانت الحفريات تجري على قدم وساق تحت إشراف الباحث في المعهد الوطني للتّراث الدّكتور: فتحي البحري أين قدّم لنا بسطة موجزة عن القلعة الإسلامية التي بنيت في العهد الفاطمي حيث كل المؤشرات تدلّ على الحركية الدّائبة التي كانت بها انطلاقا من خزّانات المياه وبيت الصّلاة وعديد الغرف الخاصّة بالجند والقادة ومربط الخيل، مؤكّدا تعرض المنطقة إلى الهدم ومحاولة طمس معالمها إبّان ثورة» أبي يزيد مخلد ابن كيداد « المعروف ب»صاحب الحمار» وهو من حاصر عاصمة الفواطم المهدية لتصل فلول جنده إلى العالية بعد عبور قصور الساف وما يعرف بسوق الأحد وصولا إلى ضواحي سلّقطة التي تعاقبت عليها عديد الحضارات منذ العهد البوني ومازال الغموض يكتنف جل معالمها ومقابرها لشحّ الاعتمادات المرصودة لتبقى عرضة للتّهميش والنهب والإهمال شأن المقبرة البونيقية بسلقطة والدّواميس المعروفة ب»غارالضبع». وفي انتظار استكمال الحفريات التي قد تدوم بقية هذه السنة وفق ما أكّده ل»الصّباح» الدّكتورالباحث: فتحي البحري، سيتم عقد ندوة صحفيّة للتّعريف بهذا الاكتشاف التاريخي الذي يعتبر حلقة مفقودة من تاريخ تونس، وبفضله سيقع تصحيح حقبة تاريخية هامّة قد تقلب عديد المعطيات ٍرأسا على عقب.