عن دار مسكيلياني للنشر والتوزيع صدر مؤخرا كتاب يحمل عنوان «النساء والإرهاب: دراسة جندرية»، وهو بحث اكاديمي اشتركت في اعداده الباحثة التونسية أمال القرامي والزميلة الصحفيةب «دار الصباح»منية العرفاوي. وهو من الحجم الكبير رد محتواه في سبعة فصول هي: دراسات الإرهاب والجندرة- جندرة القتال الجهاد / الإرهاب- فتنة التنظيم أو في دواعي الانتماء-أدوار الفتيات والنساء-إرهابيات مغاربيات بورتريهات..- في علاقة الأسر بالإرهاب-الإرهاب وتشكيل الهويات. هذا الكتاب تم تقديمه للإعلاميين يوم الثلاثاء 21 نوفمبر الجاري في ندوة صحفية انتظمت في مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حضرها عدد كبير من الزملاء وخاصة من ابناء «دار الصباح» التي تنتمي لها منية العرفاوي والتي نشرت فيها مقالاتها الاستقصائية التي تخص ظاهرة انتشار الارهاب في تونس. طبعا فرحة ابناء «دار الصباح» بالإنتاج الابداعي البحثي الاول لزميلتهم منية العرفاوي لم تكن تعادلها إلا فرحة ما وصفتها به الباحثة امال قرامي المعروفة بالصرامة والتشدد في تقييمها للكتابات وللأعمال البحثية والإبداعية ولمنتجيها عندما تحدثت في بداية الندوة الصحفية عن سبب اختيارها للزميلة منية قائلة انها كانت تطلع على ما تنشره في «الصباح» وتقف على طريقة التناول والمجهود المبذول والتفاني في رسم صورة واقعية عما يحدث في تونس في علاقة بظاهرة الارهاب التي تفشت في مجتمعنا التونسي والعربي ولم تكن لنا في خصوصها بحوث ولا دراسات حيث كنا ومازلنا نلتجئ الى ما يكتبه الآخر الغربي عنا وعن الظاهرة اذا احتجنا لمعلومة تخصها وهذا بطبيعة الحال كثيرا ما يفرض وجهة نظر الباحثين الغربيين في الموضوع هذا اضافة الى أن معظم البحوث المنشورة بخصوص موضوع ظاهرة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي اغلبها ينجزها او يشرف عليها باحثون غربيون وخاصة منها تلك البحوث التي تناولت انخراط النساء والفتيات في «التنظيمات الإرهابية المسلحة». وقالت قرامي: «لذلك أردت الخروج من النمطية ومن تأثيرات وجهة النظر الواحدة والعمل على ابراز خصوصية النموذج التونسي عبر تمثيله النسوي». وأضافت: «اعجبت بالعمل الميداني المهم والخطير احيانا الذي كانت تقدمه منية لقراء «الصباح» فقررت ان تكمل معي الفصلين الاخيرين من كتاب «النساء والارهاب» وكنت اعرف انها ستتعرض لعديد الصعوبات في لقاءاتها المباشرة مع افراد عائلات الارهابيين وخاصة امهاتهم والصعوبة كانت تمكن في كيفية اعتماد الحياد والفصل بين العمل البحثي الجاد والعواطف والدموع الحارة التي قد تسيلها بعض الشهادات فللبحث العلمي أدبياته وخصوصياته ومعاييره ومقاييسه التي تختلف عن بقية مجالات الابداع». وفي حديثها عن عنوان الكتاب قالت امال قرامي ان واو العطف بين النساء والإرهاب يقصد به الوضع السلبي والايجابي في نفس الوقت السلبي بمعنى التورط فيه بالفعل او بالمساندة والاحتضان او برفضه وإعلام الامن عن انخراط الأبناء وأفراد العائلة فيه. كما ان واو العطف هنا يقصد بها التساؤل عن علاقة النساء بالإرهاب.اما عن موضوع الكتاب فقد فكرت فيه أمال القرامي منذ سنوات عديدة أي مباشرة بعد الثورة في 2011، وخاصة بعد تكاثر التيارات الدينية المتشددة في تونس، وظهور قدرتها العجيبة والسريعة على استقطاب الشباب التونسي سواء في تونس او خارجها وخاصة النساء والفتيات، فعملت على تقصي حقيقة أدوار الام والزوجة وتأثيرها على شخصية الإرهابي بصفة عامة . وفي مداخلتها عبرت الزميلة منية العرفاوي عن عميق سعادتها بتوصلها الى اتمام الجانب الذي تكفلت به في تأليف كتاب «النساء والإرهاب... دراسة جندرية» وحصوله على دعم وموافقة باحثة في قامة الدكتورة امال قرامي وذكرت بما واجهته من صعوبات في التعامل مع العينات وأكدت العرفاوي أن ما دفعها للعمل في هذا البحث وعلى دراسة النموذج التونسي في ظاهرة الإرهاب وكشف كل الأبعاد المتعلقة به هو :»إن تحليل ظاهرة الإرهاب في تونس وانخراط عديد الشباب فيه اقتصر على التناول الإعلامي والتحاليل الإخبارية فقط، وقل ما توجد بحوث علمية دقيقة في هذا المجال». وقد اعتبر بعض الزملاء الحاضرين في الندوة الصحفية ممن قرؤوا الكتاب ان الثنائي نجح في الكشف عن مناطق مسكوت عنها في مسار كثير من الإرهابيات التونسيات، لم يسبق التطرق لها وكذلك الكشف عن الخلفيات الشخصية والنفسية لإرهابيات مغاربيات كثيرات، وكذلك عن علاقة العائلة التونسية بالإرهاب. وفي نهاية الندوة عبر نقيب الصحفيين ناجي البغوري عن سعادته باشتراك الزميلة منية العرفاوي في هذا البحث الهام وقال انه امر مشرف ويشجع باقي الزملاء الصحفيين على النسج على نفس المنوال والبحث في القضايا التي تخص المجتمع التونسي بشكل مباشر.