تل أبيب )وكالات(قالت دراسة جديدة صادرة عن مركز بيغن-السادات في تل أبيب إنّ القوّة الجويّة الإسرائيليّة تمتلك الآن قدرات لم يسبق لها مثيل في التاريخ العسكريّ، ومن المحتمل أنْ تجني هذه القدرات نتائج حاسمة لأيّ عملٍ عسكريٍّ ضدّ إيران في سوريا، لافتةً إلى أنّ لدى إيران خططًا كبيرةً لإنشاء قواعد عسكريّةٍ في سوريا، تكون على عتبة إسرائيل، ومن هناك، يُمكن للجمهورية الإسلاميّة أنْ تهدد وتهاجم إسرائيل في المستقبل. ولفتت الدراسة إلى أن تل أبيب تستخدم حاليًا أداتين لمحاولة منع حدوث ذلك: الديبلوماسية والردع. فعن طريق الديبلوماسيّة تصل تل أبيب إلى القوى العالمية والمجتمع الدولي، وتُبلغهم بعواقب الإجراءات الإيرانيّة في محاولة للضغط على طهران. ولتحقيق الردع، توضح إسرائيل لإيران وعملاءها أنّها لا تعتزم السماح لهم بالمضي قدمًا في خططهم. ووفقًا للدراسة، قد تتجاوز هذه القدرات التي تمّ تطويرها مؤخرًا أيّ قوّة جويّةٍ في التاريخ العسكريّ حتى الآن، وهي تستند إلى القدرة على استخدام الذكاء الدقيق، جنبًا إلى جنب مع الأسلحة الموجهة بدقة، لتدمير ما يصل إلى عدة آلاف من الأهداف في غضون ساعات فقط. وشدّدّت الدراسة على أنّ هذه القدرة العسكريّة الجويّة قادرة على تغيير قواعد اللعبة، التي تعزز بشكلٍ كبيرٍ الردع الإسرائيلي ضدّ أعدائها، كما أنّها تُعزز قدرات القتال الفعلية في الحرب، إذا ما اندلعت. نشاطات إيران العسكرية في سوريا وتابعت الدراسة قائلةً إنّه في الأسابيع والأشهر الأخيرة، كانت هناك مؤشرات على أنّ إيران تختبر الوضع بسوريا، وهي تفحص إلى أيّ مدى يمكن أنْ تذهب، وإلى أيّ مدى يمكن أن تدفع خطوط إسرائيل الحمراء. وذكّرت بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو قال خلال مقابلة مع «بي بي سي» إنّ الإيرانيين يريدون جلب قواتهم الجوية إلى إسرائيل، بما في ذلك الغواصات، لذلك نحن لن ندع ذلك يحدث، وسوف نقاوم ذلك. كما كشف موقع «كان نيوز» الإسرائيليّ مؤخرًا عن خططٍ إيرانيّةٍ لإنشاء فرقة في سوريا مكونة من 5000 جندي، وقواعد للقوات الجوية تحتوي على مقاتلات إيرانية، وقواعد بحرية إيرانية على الساحل السوريّ. وقد نشرت إيران بالفعل في سوريا الآلاف من أفراد الميليشيات الشيعية الذين تمّ تجنيدهم من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وقد تمّ تسليحهم وتدريبهم من قبل قوات الحرس الجمهوريّ الإيرانيّ ونخبة فيلق القدس. كما يدير الإيرانيون، وفق الدراسة، وحدات ميليشيا مكونة من مجندين سوريين، وقد تمّ مؤخرًا تصوير قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني، في شرق سوريا مع أفراد من الميليشيات في عملية تحرير مدينة البوكمال من تنظيم «داعش». وفي الوقت نفسه، يبدو أنّ إيران كثّفت جهودها لإنشاء مصانع الصواريخ على الأراضي السورية، والتي يمكن أنْ تستخدم لتسليح «حزب الله»، وجاء أيضًا أنّ إسرائيل أصابت أحد هذه المصانع في الشهر الماضي. ومع هزيمة «داعش» وبقية المتمردين فإنّ إيران، التي تدير حرب الأسد البريّة، ستكون حرّةً في تحويل تركيز وجودها السوري نحو إسرائيل. التحديات.. والرد وأوضحت الدراسة أنّ إسرائيل مستعدة للتعامل مع هذا التهديد عسكريًا إذا لزم الأمر، على الرغم من أنّ التحدّي الاستخباراتي سيكون كبيرًا. ولن يكون العديد من الأهداف المعنية كيانات عسكريّة إيرانيّة واضحة، بل بالأحرى الوكلاء والميليشيات الذين يُحاولون إخفاء أنفسهم أوْ دمجهم في البيئة المحلية. ومع ذلك، ينبغي أنْ تكون قدرات المخابرات الإسرائيليّة مهمة جدًا لكشف ورصد الأهداف وتمريرها إلى سلاح الجوّ الإسرائيلي. وحتى الآن، تابعت الدراسة، استخدمت إسرائيل قدراتها على توجيه الضربات الدقيقة ضدّ أهدافٍ تُشكّل جزءً من برنامج أسلحة «حزب الله» إيران. ولكن يمكن تفعيل هذه القدرات على نطاق واسع، كما أنّ إسرائيل قادرة على توجيه نفس القوة الجويّة ضدّ نظام الأسد، الذي قاتل فيه المحور الإيراني منذ سنوات لإنقاذه والحفاظ عليه. من الناحية النظرية، يُمكن لإسرائيل إبلاغ إيران بأنّ نظام الأسد المعتز به سيكون معرضًا للخطر إذا تمّ اجتياز الخطوط الحمراء الإسرائيلية في سوريا. وغني عن القول أنّ أيّ تصعيدٍ كبيرٍ في سوريا من شأنه أنْ يورّط «حزب الله» في لبنان أيضًا، لأن الجبهتين مترابطتين، والحدود السوريّة اللبنانيّة أصبحت خطًا وهميًا على خريطة من الحدود الدولية الحقيقيّة، حيث يقوم «حزب الله» بنقل الأسلحة والمقاتلين عبرها بشكلٍ منتظمٍ، وبالتالي، فإنّ أيّ تصعيد – تقول الدراسة - سيؤدّي إلى «نشاط» على الجبهة اللبنانيّة. وشدّدّت الدراسة على أنّ الرهانات في سوريا مرتفعةً جدًا، ولا تزال إسرائيل ملتزمة بهدف منع الصراع على جبهاتها الشمالية، وقد نجحت حتى الآن في تحقيق هذا الهدف، ولكن يبدو أنّ روسيا ساعدت حتى الآن على كبح جماح حلفائها الراديكاليين في سوريا، بيد أن دورها في أيّ تصعيدٍ محتملٍ لا يزال غير واضح. واختتمت قائلةً إنّه إذا تجاهلت إيران جميع التحذيرات الإسرائيليّة، فإنّ القوّة الجويّة الجديدة في إسرائيل ستثبت على الأرجح أنّها حاسمةً لنتائج العمل العسكريّ في هذه الساحة، وفق تعبيرها.