التقى رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد طلبة معهد الصحافة وعلوم الإخبار منتصف الأسبوع المنقضي للحديث عن تجربته في الاتصال السياسي وتقييمه لأدائه الاتصالي في مختلف الوظائف السياسية التي تقلدها قبل الثورة بعدها. وبطبيعة الحال وبالرغم من تشديد رئيس الحكومة السابق على أنه أتى للحديث في إطار أكاديمي إلا أن أسئلة الطلبة وردوده لم تخل من المواقف والتصريحات السياسية. وشدد الصيد على أنه ليس قياديا سياسيا وليس لديه برنامج سياسي وإنما هو تقني لذلك لم يستثمر كثيرا في الاتصال السياسي. وقد اعتبر الصيد أن انتخابات 2014 كانت انتخابات هامة ولكنه رأى أن الأهم كانت الانتخابات الأولى في 2011 التي كان الهدف منها أن تبقى الإدارة مستمرة قادرة على تأدية وظائفها، وأن يتم تركيز المؤسسات اللازمة لإنجاح الانتقال الديمقراطي، إضافة إلى تحقيق خطوة هامة وهي كتابة الدستور لذا تم انتخاب المجلس التأسيسي ولكنه استدرك «للأسف كان من المفروض أن يحرر (الدستور) في سنة ولكنه حرر في ثلاث سنوات». من يحكم تونس يجب أن يعرفها ولم تخل إجابات الصيد من ملاحظات وتقييمات للكيفية المثلى لحكم تونس، فقد اعتبر أن معرفة تونس بشكل جيد والعمل الميداني وزيارة مختلف الجهات مكنته من خدمة البلاد خلال توليه مناصب مختلفة قبل الثورة وبعدها، واعتبر قائلا: «من يحكم تونس يجب أن يعرفها جيدا». كلفة تغيير الحكومات أما بخصوص الحكومة الحالية فقد أكد في مداخلته أنه بمجرد تسليم يوسف الشاهد السلطة كان يتمنى ألا تحدث ضربات ارهابية أو أية أزمات يمكن أن تعطل عمل الحكومة مثل ما واجهه هو خلال توليه رئاسة الحكومة في 2015، معتبرا أن تغيير رؤساء الحكومات والوزراء يكلفنا الكثير من الوقت. ويضيف أن الأمر يكلف الدولة ما بين 6 أشهر وسنة حتى يتمكن هذا المسؤول الجديد أو ذاك من فهم المنصب ومتطلباته وكيفية اشتغال دواليب الوزارة والمؤسسة التي يترأسها. وأكد الصيد أنه مستعد لخدمة تونس متى أتيحت له الفرصة.