تمتد المناطق الحدودية لولاية القصرين مع الأراضي الجزائرية المتاخمة لها على أكثر من 200 كلم اغلبها مرتفعات جبلية استوطنها الإرهاب خلال سنوات 2012 -2016 أو شهدت حوادث إرهابية وانفجار ألغام وعمليات عسكرية وأمنية للتصدي للإرهابيين وتصفية وإيقاف عدد كبير منهم ومن عناصر الخلايا التي تقدم لهم الدعم اللوجستي، وذلك بجبال الشعانبي وبودرياس وسيف العنبة وعبد العظيم وبيرينو والاجرد والطباقة.. وما تزال إلى الآن بقاياه في المرتفعات القريبة من الأراضي الجزائرية، ويعيش في المناطق الحدودية التابعة لولاية القصرين التي تشمل ما لا يقل عن أربع معتمديات وهي حيدرة وفوسانة وفريانة وماجل بالعباس عشرات الآلاف من المتساكنين سواء في اهم مدنها مثل حيدرة وبودرياس وبوشبكة أو في قراها على غرار أولاد مرزوق وأم علي وقارة النعام وطم صميدة واللطايفية وعين جنان وصحراوي والطباقة والاجرد والصري والمكيمن وغيرها ، دون اعتبار العديد من التجمعات السكنية المتاخمة للحدود من أقصى شمال الولاية حيث معتمدية حيدرة إلى أقصى جنوبها أين تقع معتمدية ماجل بالعباس ، ويوجد في الولاية معبران حدوديان يعتبران من اكبر المعابر التي تشهد حركة دخول وخروج كثيفة للمسافرين والبضائع من والى أراضي البلدين الشقيقين هما معبرا بوشبكة بمعتمدية فريانة والصري في معتمدية حيدرة، وأمام كل هذه المعطيات الأمنية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية وما يعيشه سكانها من ظروف صعبة نتيجة بنيتها التحتية شبه المنعدمة من طرقات معبدة وانعدام فرص العمل (باستثناء الحضائر الظرفية) وموارد الرزق رغم الإمكانيات الطبيعية المتوفرة من غابات ومراعي وموارد مائية ومواد إنشائية.. فان أهالي الجهة والناشطين بالمجتمع المدني فيها والسلط المحلية والجهوية ما انفكوا يطالبون منذ سنوات بإحداث «ديوان لتنمية المناطق الحدودية» يكون مقره بالقصرين على غرار ديوان تنمية رجيم معتوق بالصحراء التونسية، يساعد على النهوض بالقرى الحدودية وتوحيد مجهودات مختلف الهياكل العمومية المعنية، في الرقي ببنيتها الأساسية وتحسين ظروف عيش متساكنيها، وحسن استثمار مواردها الطبيعية .. وتم تقديم الاقتراح خلال زيارة رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد يوم 31 أكتوبر 2015 إلى القصرين الذي اقره ضمن عديد المشاريع الأخرى الموجهة للجهة ، لكن إلى الآن لم يتم تفعيله أو حتى الانطلاق في الإجراءات التمهيدية لبعثه وحسب آخر المعطيات التي تحصلت عليها «الصباح» فانه تم ترسيمه على ان تنطلق الدراسات المتعلقة به خلال السنة القادمة، ويبدو ان البدء فيه سينتظر زيارة مبرمجة من رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد الى القصرين للإعلان عن ذلك وتحديد الاعتمادات المرصودة له وآجال إحداثه، لأنه سيمثل خطوة هامة لإحداث نقلة نوعية في النهوض بالمناطق الحدودية بالجهة المرتبة كآخر ولاية (عدد 24 ) في اغلب مؤشرات التنمية