أكد اللاعب السابق منير بوقديدة أن المدرب الجديد للنجم الساحلي يجب أن يكون أجنبيا مطلعا على أجواء كرة القدم التونسية لفرض الانضباط الذي غاب عن بعض اللاعبين في الفترة الأخيرة ، و أنه لا يرى موجبا لمغادرة رضا شرف الدين في الوقت الحالي وأن بقاءه مؤكد لمواصلة رئاسة النجم فهو ليس المشكل بل الحل لما وفره و سيوفره في الفترة القادمة . كان ذلك في الحوار الذي خص به « الصباح الأسبوعي « حيث تحدث عن أزمة النجم و الانتدابات ورأيه في قرعة كأس العالم وكيف يرى حظوظ المنتخب الوطني ... وفي ما يلي فحوى الحوار : ● كيف تتابع المشكلة التي يواجهها النجم الساحلي والتي تعتبر نتيجة تداعيات الانسحاب في نصف نهائي كأس رابطة الأبطال الإفريقية إثر هزيمة قاسية وغير مسبوقة في تاريخ الجمعية أمام الأهلي المصري ؟ الأزمة في النجم نفسية بالدرجة الأولى ، فالهزيمة بتلك الطريقة أمام الأهلي المصري أثرت على اللاعبين ورغم المجهودات التي قامت بها الهيئة المديرة و خاصة رئيس النادي رضا شرف الدين الذي جلس إلى اللاعبين في أكثر من مناسبة قبل مباراة القيروان فالأزمة تواصلت ، فكانت الهزيمة التي عقبتها إقالة المدرب الفرنسي فيلود ليمسك بالفريق علي بومنيجل الذي قدم أسبوع مباراة القيروان ليلتحق به قيس الزواغي قبل مباراة الملعب التونسي فكان الفوز بصعوبة ، لكن مباراة الكلاسيكو أمام الترجي الرياضي كانت تداعياتها خطيرة جدا لحجم العنف و الظروف التي دارت فيها. فالمشكل أعتقد أنه في اللاعبين الذين لم يساعدوا بعضهم البعض ، فكان من المفروض أن يراجعوا أنفسهم لاحتواء الأزمة بعد لقاء الأهلي المصري والوعي بأنهم يرتدون زي فريق عريق في حجم النجم الساحلي صاحب التاريخ المجيد ، النادي الذي صال و جال في القارة الإفريقية و مثل تونس والقارة في بطولة العالم للأندية . ردة الفعل من طرف اللاعبين التي كان ينتظرها الجمهور تأخرت وجاء الوجه الذي أظهره الفريق في لقاء الترجي ليفجر الأجواء و يحصل ما حصل . ● كيف تقبلت تعيين علي بومنيجل مدربا وهل هو الرجل المناسب في الظرف الحالي ؟ قدوم علي بومنيجل كان لمساعدة المدرب فيلود ، لكن وجد نفسه مدربا أول بعد لقاء القيروان فتم تدعيمه بقيس الزواعي ، لقيادة المرحلة قبل البحث عن مدرب جديد . فالنجم كان أفضل نفسيا في لقاء الملعب التونسي رغم أن الكرة عكست لاعبيه. فعلي بومنيجل له عقلية احترافية يمكن أن يستفيد منها النجم ، بينما قيس الزواغي ابن الجمعية و يعرف أجواء الفريق . و كنت أنتظر أن يغيرا وجه الفريق في لقاء الكلاسيكو و فعلا النجم صنع اللعب في جل الفترات وكان الأقرب للتهديف لكن يبدو أن الأخطاء التحكيمية و بعض الجزئيات حرمت الفريق من العبور إلى مرحلة ينتظرها الجمهور المتعطش للفوز . و أعتقد أنه لو فاز النجم على الترجي ربما لتغيرت عدة معطيات ولما حصل ما رأيناه. ● من هو المدرب القادر على احتواء أزمة النجم فنيا و إداريا ؟ الفريق يشكو من قلة الانضباط و المطلوب مدرب يعرف البطولة التونسية و نظرا لفراغ سوق المدربين في تونس حاليا أعتقد أن الحل يكمن في مدرب أجنبي سبق له أن اشتغل بتونس و قد نصحت به هيئة النجم للاتصال به لأنه رجل المرحلة . فالمشكل في سلوك اللاعبين . فاللاعب محترف و يجب عليه أن يقوم بواجبه وهو مسؤول على تصرفاته وما حصل في لقاء الترجي لا يشرف ولا يجب أن يمر هكذا وكل من أخطأ يجب أن يحاسب . فلا بد من تنقية الأجواء والتأسيس إلى المرحلة القادمة فلا يجب أن تتواصل الأزمة في النجم برجالاته . ● في صورة بقاء رضا شرف الدين . هل الأجواء ستساعده على مواصلة العطاء ؟ الرجل قدم الكثير للنجم الساحلي ، تضحياته يعرفها الجميع . فخسارة مباراة في كأس رابطة الأبطال لا تعني نهاية العالم . فقد سجل التاريخ خسائر بنتائج عريضة لنواد كبرى و منتخبات ... لكن ما يحصل حصل إثر هزيمة النجم أمام الأهلي. و ما أعيبه على الجمهور أنه نسي ما قدمه رئيس النادي و اللاعبون الذين رفعوا الألقاب في المواسم القريبة الماضية وهناك لاعبون أعطوا الكثير على غرار حارس المرمى أيمن البلبولي الذي قدم الكثير للنجم و للمنتخب الوطني . فما على الجمهور إلا مؤازرة الفريق و لعب دور إيجابي من أجل وضع حد لتواصل الأزمة . فعقلية المحب يجب أن تتغير ، فالمحب الحقيقي يعرف وقت الأزمات وليس زمن الانتصارات فقط والنتائج الوردية . جمهور النجم كبير و عريض وأتمنى أن يعيد الأمور إلى نصابها في القريب العاجل . فرضا شرف الدين من الممكن أن يواصل ويجد كل الدعم من الجمهور و ينجح في مشواره و لا أعتقد أن الرئيس الحالي جاد في مغادرة الجمعية لأنه متيم بحب النجم و قادر على العطاء. و أعتقد أن القادم أفضل و ستهدأ العاصفة و النجم عائد إلى الانتصارات ويبقى مراهنا جديا على البطولة . ● ما هي حاجيات الفريق في الميركاتو ؟ الفريق مطالب بظهير أيسر يحذق اللعب بالرجل اليسرى ، فمن غير المعقول أن يعول النجم على ظهير أيسر يلعب بالرجل اليمنى فقط . و لا بد من لاعب وسط ميدان يلعب خلف المهاجم ومهاجم من طراز رفيع صاحب قدرة عالية على التجسيم. ولابد من تغيير العقلية فاللاعب « موش عامل مزية على النجم « فهو أجير يتقاضى أجرا ويحصل على امتيازات مالية وهومطالب بالعطاء على الميدان و التركيز على تحسين مستواه والتفكير في المسؤولين و الجمهور . و نحن مقبلون على المشاركة في كأس العالم فعلى اللاعبين التحضير الجيد في نواديهم لنيل رضا الإطار الفني للمنتخب الوطني و انتزاع مقعد ضمن المجموعة لأن المشاركة في كأس العالم شرف كبير و فتح آفاق لللاعب الطموح. ● رأيك في البطولة ومن الأقرب للمنافسة على اللقب ؟ بطولة شابتها تقطعات بسبب مشاركة النوادي والمنتخب في المنافسات القارية ... لكن هناك بعض الإيجابيات ببروز النادي البنزرتي و النادي الصفاقسي ، الفريق الأول بحسن الأداء و الثاني بالنتائج التي وضعته في مرتبة هامة قريبة من الترجي الذي استفاد من أزمة المنافسين التقليديين النجم و الإفريقي . فمثلا النجم خسر نقطتين في سوسة أمام الترجي ومطالب بالفوز عليه في الإياب. كما أنه خسر مع الفرق التي تراهن على ضمان البقاء مثل أولمبيك مدنينوالقيروان ... بينما الترجي عادة ما يتجاوز عقبة هذه النوادي بسلام و يفتك نقاط الفوز. وبالمناسبة فإن نجاح البنزرتي و الصفاقسي على أيدي مدربين تونسيين يعتبر معطى إيجابيا وهاما جدا سيثري الساحة بمدربين من الصف الأول. ● هل ترى أن حراسة المرمى في تونس تمر بأزمة بعد تراجع مردود البلبولي و بن شريفية وهل هذا يهدد المنتخب الوطني ؟ عادة ما يكون حارس المرمى ضحية اللاعبين وتحديدا زملائه في خط الدفاع ، فالأخطاء التي ارتكبها اللاعبون سواء في النجم أو الترجي ذهب ضحيتها الثنائي البلبولي وبن شريفية . و من سوء الحظ أنهما حارسا المنتخب الوطني . و لكن لا أعتقد أنهما سيبتعدان عن الأضواء فالوقت كاف من أجل العودة إلى المستوى المعهود و لا أعتقد أن الإطار الفني سيتخلى عنهما لأنهما الأكثر خبرة من خلال المشاركات القارية مع فريقيهما. لكن هذا لا يعني أن الباب مغلق في وجه البقية من الحراس ، فقد لاحظنا في الفترة الأخيرة بروز حراس على غرار علي القلعي في شبيبة القيروان الذي انتزع الأضواء و يمكن أن يكون في قائمة المنتخب و أعتقد أن المدرب نبيل معلول يفكر في دعوته . ● كيف تقبلت قرعة كأس العالم ؟ ذكرتني بكأس العالم 1998 بفرنسا التي وضعتنا مع المنتخب الأنقليزي و منتخب كوبا الذي عوضه منتخب بناما ذو طابع أمريكا الوسطى التي يعد مستواها أقل في كرة القدم لأمريكا الجنوبية . فصراحة المجموعة صعبة للغاية فالمنتخب البلجيكي في أحسن حالاته سجل 43 هدفا في التصفيات و أنهى في المرتبة الأولى لمجموعته . بينما المنتخب الأنقليزي قبل هدفا وحيدا في التصفيات وهذا يعني أننا سنواجه منتخبا بلجيكيا قويا هجوميا و منتخبا أنقليزيا صلبا دفاعيا بينما فريق بانما متواضع الإمكانيات ولو أني كنت أتمنى أن تكون مباراتنا مع منتخب بناما الثانية للتدارك إذا ما حصلت عثرة في اللقاء الافتتاحي لا قدر الله . و إذا سلمنا و أننا قادرون على الفوز على منتخب بناما فالمطلوب الفوز على بلجيكا أو أنقلترا للعبور إلى الدور الثاني و على 90 دقيقة ممكن إذا ما تم الاستعداد جيدا لهذا الحدث و كانت الاختيارات جيدة و اشتغل الإطار الفني على دراسة المنتخبات المنافسة بمتابعة لاعبيها بدقة وأسلوب اللعب . و على اللاعبين التحلي بالروح الانتصارية والعزيمة و الاستماتة في سبيل الدفاع عن الزي الوطني ، ولا قيمة لمشاركتنا في كأس العالم إذا ما لم نترشح إلى الدور الثاني بعد 4 مشاركات اقتصرت على الدور الأول و حققنا فيها انتصارا وحيدا أمام المكسيك 3/1 في دورة الأرجنتين سنة 1978 . فعموما لابد من لعب الهجوم وتقديم صورة جيدة عن كرة القدم التونسية .