تسجل الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بتونس من 10 إلى 16 جانفي القادم، مشاركة تونسية موسعة على أكثر من صعيد. باعتبار أن الفن الرابع في تونس برز بحضوره القوي في مختلف المحطات والتظاهرات والأنشطة التي تنظمها هذه الهيئة سواء من موقع العروض أو المسابقات أو في الندوات واللقاءات والورشات وغيرها من السياقات المسرحية الأخرى خاصة في العقود الأخيرة. ولعل ما يميز دورة هذا العام من المهرجان والتي تحمل شعار «نحو مسرح جديد ومتجدد»، هو انفتاحها على مختلف الأجيال والمدارس المسرحية في تونس كما في البلدان العربية الأخرى المشاركة. وقد كشفت الهيئة مؤخرا عن قائمة الأعمال المشاركة في هذه الدورة وكان البرنامج المفصل مؤكدا لهذا الحضور. إذ تسجل القائمة الخاصة بالمستوى الثاني والمتمثلة في الأعمال المبرمجة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان مشاركة ثلاثة أعمال مسرحية تونسية من بين 11 عملا مرشحا للمراهنة على تتويج في النسخة 17 لجائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي لعام 2017 وتتمثل في مسرحية «الشمع» التي تسجل بدورها عودة جعفر القاسمي للإخراج المسرحي باعتبار أنه توجه في السنوات الأخيرة للوان مان شو»وذلك بعد تجارب متميزة في مسرحيتي»حقائب»قبل الثورة و»ريتشارد الثالث» التي حظيت بدورها بمشاركة موسعة داخل وتونس وخارجها منذ انتاجها في مرحلة ما بعد الثورة. أما العمل المسرحي الثاني الذي سيكون في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي بتونس فيتمثل في»الرهوط» لعماد المي والثالث هو المشروع المسرحي الجديد «فريدم هاوس» للشاذلي العرفاوي. وستنافس هذه الأعمال مع مسرحيات من بلدان عربية أخرى من مصر والسعودية والإمارات والأردن والجزائر وسوريا والمغرب. آخرون في المستوى الأول كما تشارك في نفس المهرجان أربعة أعمال تونسية أخرى خارج إطار المسابقات ولكن في سياق الأعمال المنتقاة والنوعية التي تراهن عليها الجهة المنظمة في المهرجان الذي ينتظم كل مرة في بلد عربي بما يعني اختيار»زبدة» المسرحيات لتكون عناوين مميزة لبرنامج كل دورة. وستكون أربعة مسرحيات تونسية حاضرة في هذا الموعد وهي كل من «ثلاثين وأنا حيار فيك» من إنتاج التياترو للمخرج توفيق الجبالي و»طوفان» العمل الجديد لحافظ خليفة في السيناريو والإخراج وبوكثير دومة في السيناريو إضافة ّإلى عملين من إنتاج المسرحي الوطني وهما «خوف» التي تجمع الثنائي جليلة بكار والفاضل الجعايبي والعمل الكوريغرافي «ألهاكم التكاثر» لنجيب خلف الله. وستكون هذه الأعمال حاضرة إلى جانب سبعة أعمال مسرحية عربية بإمضاء رموز المسرح في الوطن العربي على غرار كل من المخرج اللبناني روجيه عساف في «حرب طروادة» والأردنية مجد القصص مخرجة مسرحية «أوركسترا» وأيمن زيدان من سوريا في «اختطاف» والكوريغرافي محمد ديبان وأسامة الحفيري من نفس البلد في عرض «حضرة حرة» إضافة إلى «عطسة» لعبد الله تركماني من الكويت و»في قلب بغداد» للعراقي مهند هادي ومن المغرب مسرحية «الخادمتان» للمخرج العراقي جواد الأسدي. من جهة أخرى سيشرف الفاضل الجعايبي خلال نفس المهرجان على ورشة لتكوين المدربين في المسرح التي تفتحها الهيئة العربية للمسرح للمختصين في المسرح من البلدان العربية. وتراهن الجهة المنظمة لمهرجان المسرح العربي على تميز الدورة العاشرة لعدة اعتبارات لعل من أبرزها المستوى المتميز للمسرح التونسي وتقاليد الحضور الجماهيري لعروض الفن الرابع فضلا عن نوعية الأعمال المنتقاة في برنامج هذه الدورة.