أقاطع الدورة وسأستقبل أصدقائي في بيتي في لقاء خاطف تحدث المخرج المسرحي أنور العياشي ل الصباح عن إحساسه بالغبن من عملية الإقصاء والتهميش التي سلطتها لجينة اختيار الاعمال المسرحية الموجهة للأطفال التي ستعرض خلال الدورة الحالية لأيام قرطاج المسرحية على العمل الذي اقترحه عليها. حيث رفضت هذه اللجينة (والمصطلح له وقد اصر على استعماله) عمله المسرحي الموجه للأطفال وعنوانه الجزاء العادل وقال: هذا العمل الذي ألفه عبد الحكيم العليمي وأخرجته وأنتجته شركة الفردوس لمسرح الطفل التي تأسست سنة 1991 عرض على لجنة وزارة الشؤون الثقافية وقد نال استحسانها وقيمته ب جيد جدا وكانت اللجنة متكونة من اقطاب المسرح في تونس وممن يعتد بآرائهم في الاعمال التي تعرض عليهم من اجل التقييم والدعم ومن بينهم المخرج المسرحي حمادي المزي وصابر الحامي والممثلة والمسرحية هدى بن عمر الى جانب ممثلين عن وزارة الشؤون الثقافية ممن لهم تجربة في التقييم.. كل هؤلاء رؤوا ان في مسرحية الجزاء العادل طرحا معاصرا جديدا ومغايرا للسائد.. وانه يقدم للطفل إمكانيات كبيرة للتعبير وبفتح آفاق التفكير وينمي لغتهم وثقافتهم. جوائزي لا تتسع لها الطاولة التي اجتمعت عليها اللجنة وأضاف المخرج أنور العياشي وهو مستاء: لم تشفع لي تجربة اكثر من ثلاثين سنة من الجهد والعمل في هذا الميدان ولا الكم الهائل من الجوائز التي نالتها أعمالي وطنيا وجهويا ودوليا.. جوائزي لو أرصفها لما اتسعت لها الطاولة التي اجتمع عليها اعضاء لجنة اختيار العروض الموجهة للأطفال للدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية، مع هذا غيبوني رغم وصول ملف طلب المشارك في الآجال وتضمنه كل الوثائق المطلوبة واستجابته لكل الشروط، في حين تم قبول اعمال لا ترقى لمستوى عملي وأخرى بعد الآجال حتى ان بعض العروض برمجت لهذه الدورة قبل ان تجهز وتم الحاقها بعد انتهاء الآجال. والحقيقة انني لست الوحيد المتضرر من هذه اللجنة فقد تم تجاوز كفاءات أخرى وتغييبها رغم جدية أعمالها وأنا متأكد من أن لجينة اختيار مسرح الطفل تعرفني جيدا وأكيد ان بعض افرادها سبق لهم ان حضروا كطلبة متربصين في المهرجانات التي ساهمت فيها مثل مهرجان نيابوليس في نابل أو مهرجان أكودة والمهرجان المتوسطي لمسرح الطفل ومهرجان قربة بالوطن القبلي كما أن تجربة أنور العياشي في مسرح الطفل قد ضمنت ضمن بعض مشاريع التخرج لطلبة المعهد العالي للفن المسرحي.. استبشرت خيرا بكل هذا الشباب ولكن للأسف.. بدا أنور العياشي نشاطه في مسرح الطفل منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي ومن بين اهم وانجح المسرحيات التي اخرجها يمكن ان نذكر مثلا سرحان والوحش التي تحصل بها على جائزة احسن ممثل في اسبوع المسرح التونسي لسنة 1989 و صفاء وسلطان المياه التي نالت أربع جوائز هامة جدا و رحلة الدرب الصعب التي توجت بجائزتين ومسرحية الملك الذي يحب الحكايات التي تحصل بها على الجائزة الفضية للمهرجان المتوسطي لمسرح الطفل في بن عروس في منافسة حادة كانت مع كل من تركيا وايطاليا واسبانيا ومصر والأردن وكذلك مسرحية البحار والمحّارة التي عرضت اكثر من ثلاثين مرة في كامل تراب الجمهورية وغيرها من الاعمال التي لا يتسع المجال لذكرها. قدم أنور العياشي للمسرح التونسي الموجه للطفل بين مرحليتي الهواية والاحتراف اكثر من عشرين عملا وقد وصل اليوم الى مرحلة من النضج اعتقد انه سيتم الاعتراف بها وبه وكان أمله كبيرا في الشباب الذي تلقى المشعل وأصبح فاعلا في كل المجالات الثقافية وقال: استبشرت خيرا بكل هذا الشباب واعتقدت انه سيعمل حيث تم تكليفه في اطار من العدل والشفافية وانه مع هذا الشباب لن يسلط علينا الظلم بعد الثورة ولكن وللأسف ومع احترامي لبعض الاعمال الراقية التي تم ترشيحها ارى انه تمت ممارسة لعبة الكواليس وتخديم التلفونات وان اللوبيات تحركت وأنا لا اعترف بالجلسات ولا احذق لعبة الكواليس ويشرفني انني لا احذقها لأنني اعتبر أنها لعبة قذرة بأتم معنى الكلمة.. انتشرت اللوبيات في التلفزة والسينما فتركنا الجمل بما حمل لكن احساس انور بالظلم وبالسوء لم يمنعه من ان يتمنى النجاح لأيام قرطاج المسرحية من اجل تونس ومن اجل أهلها الطيبين وصرح العياشي ل الصباح في نهاية هذا اللقاء: يحز في نفسي كثيرا انتشار هذه اللوبيات في بلدي حيث ظهرت في السينما وفي التلفزة فأصبحنا نرى نفس الوجوه في كل الأعمال وفي كل الأوقات فانسحبنا وتركنا لهم الجمل بما حمل واليوم اكتشفنا الحقيقة المرة وهي انتشار هذه اللوبيات أيضا في المسرح بتخطيط من شباب المفروض ان يتعامل بعد الثورة بنظافة وشفافية لإنجاح مهرجاناتنا وتظاهراتنا.. على كل، لكل هؤلاء أقول ان موعدنا بإذن الله سيكون يوم 21 ديسمبر في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بنيابوليس على الساعة العاشرة صباحا بفضاء دار الثقافة بنابل. ويوم 17 ديسمبر بسيدي بوهلال بدقاش ومرحبا بأعضاء اللجنة ليواكبوا ويقفوا على قيمة العمل الذي أقصوه من أيام قرطاج المسرحية. كما أفادنا أنور العياشي انه أصبح يفكر بجدية في مغادرة البلاد بعد خيبة أمله في ما سبق ذكره وهو لا ينسى أبدا ما حدث في السابق مع صديقه الفنان الكبير شوقي الماجري من تهميش وإقصاء في بلده ثم بعد ان تألق وتميز خارجه أصبح يستقبل بالورود. أنور العياشي سيقاطع هذه الدورة رغم انه ينتظر ضيوفا من المغرب وقرر ان يستقبل اصدقاءه في بيته كضيوف مكرمين مبجلين وفي الاذاعة في البرامج المختصة في المسرح.