يبدو أن تشاؤم التونسيين بشأن الوضع الحالي لا يتعلق فقط بالظروف الاقتصادية الراهنة، ومقارنتهم لأوضاعهم المادية لما كان عليه وضع الدينار والاقتصاد قبل بضعة سنوات.. أو حتى انطلاقا من تقييمهم لأداء الحكومة الحالية الذي يأتي في مجمل الأحيان سلبيا ويجعلهم يتوقعون الأسوأ في مختلف استطلاعات الرأي المحلية والدولية. ولكن اليوم يبدو أن هنالك جزءا من التونسيين الناقمين على هذا "العصر" بشكل عام ويرون أن الأمس أفضل بكثير من اليوم. فقد طرح استطلاع دولي حديث للرأي أصدره مركز "بيو" للبحوث سؤالا على عدد من سكان العالم حول تقييمهم للحياة اليوم مقارنة بما كانت عليه قبل خمسين عاما. 27% فقط يعتبرون أن الوضع اليوم أفضل التونسيون لا يعتبرون فقط أن الحياة اليوم أسوأ من السنوات الماضية بل يرى 60% من التونسيين المستطلعة آراؤهم أن الحياة كانت أفضل قبل 50 عاما، مقابل 27% فقط يرون أن الوضع اليوم أفضل مما كان عليه قبل نصف قرن. وتأتي تونس ثالثة في ترتيب البلدان التي شملها الاستطلاع على مستوى تصورها السلبي للوضع الحالي. اي أن التونسيين من الثلاثي الأكثر تشاؤما حول الوضع الراهن. ولكن ومثل عدد آخر من البلدان كلما كانت الفئة المستجوبة متعلمة كلما كان الانطباع إيجابيا على الحياة اليوم مقارنة بالأمس. ويبدو أن الآراء في المنطقة العربية متباينة، ففي حين يبدو التونسيون والأردنيون واللبنانيون متفقين أن الحياة اليوم أسوأ لكن يبقى التونسيون أكثر تشاؤما وسلبية تجاه طبيعة الحياة اليوم. أما في منطقة الشرق الأوسط، فإن تركيا تمثل التوجه المقابل إذ أن 65% من الأتراك يعتبرون أن الحياة اليوم أفضل مما كانت عليه في السابق. وتتصدر الفيتنام القائمة فهي البلد الذي يرى فيه العدد الأكبر من المستجوبين أن الوضع اليوم أفضل من السابق، وقد يفسر ذلك بالأساس بأهوال حرب الفيتنام، ف4% فقط من الفيتناميين يعتبرون الحياة اليوم أسوأ مما كانت عليه قبل نصف قرن.