سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما بين مارس 2011 واكتوبر 2013 : 79 ٪ من التونسيين كانوا يرون البلاد تسير في الاتجاه الصحيح فاضحوا يرونها تسير نحو الاتجاه الخاطئ - حسب سبر اراء امريكي -
نشر المعهد الجمهوري الدولي "IRI" وهو منظمة سياسية قريبة من الحزب الجمهوري الأميركي نتائج استطلاع للرأي قام به بالتعاون مع المؤسسة التونسية "الكا كونسولتينغ" «ELKA Consulting» بين 01 و 12 أكتوبر الماضي. وقد شمل استطلاع الرأي عينة تمثيلية تتكون من 1236 شخص بهامش خطأ قدر ب 2.84%. وقد اعتمد الاستطلاع على إجراء مقابلات مباشرة مع المستطلعة آراؤهم. وتمثل العينة المستجوبة كامل ولايات الجمهورية والمناطق الحضرية والريفية،50 بالمائة من العينة حيث يشير تقرير المعهد إلى أن الاستطلاع تم باعتماد المعايير الدولية ومناهج البحث السوسيولوجي. وتمحور الاستطلاع حول الوضع الاقتصادي وأداء الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي واتجاهات الرأي بخصوص الشخصيات السياسية في البلاد والانتخابات القادمة والأحزاب السياسية والديمقراطية وكذلك مسار المرحلة الحالية. وبين سبر الاراء أن 79 بالمائة من العينة يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الخطإ بعد أن كانت النسبة 77 بالمائة في استطلاع جوان الماضي. واعتبر 16 بالمائة من العينة أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. إلا أنه وعودة إلى شهر مارس 2011 وبعد 5 أشهر من اندلاع الثورة كان 79 بالمائة من العينة المستجوبة من قبل نفس المعهد ترى أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح في حين أن 14 بالمائة فقط يرون عكس ذلك وهو مؤشر على تغير رؤية التونسي البسيط الذي كان توقع في اندلاع الثورة ان تحدث تغييرات جذرية في البلاد وان تتوجه نحو ديمقراطية أفضل وظروف معيشة أحسن من تلك التي كانت قبل الثورة الا انه وبعد قرابة 3 سنوات على اندلاعها أصبح المواطن التونسي اليوم يرى أنّ الوضع انحدر نحو الأسوأ خاصة مع تفاقم الصراعات السياسية التي يعيشها اليوم في ظلّ ظروف معيشية جعلت الطبقة الوسطى تندثر تقريبا بالإضافة إلى انعدام الأمن رغم مجهودات وزارة الداخلية لإعادة الثقة بين المواطن وعون الأمن وسهرها من أجل تحقيق الأمن في مختلف الجهات الا أن استشراء الإرهاب في البلاد كان يحول دوما دون وقوع ذلك. وعودة إلى نتائج سبر الأراء الذي قام به المعهد الجمهوري الدولي في ما يتعلق بتقييم التونسيين للوضع في البلاد خلال الفترة الممتدة بين ماي 2011 وأكتوبر 2013 بمعدل 3 مرات سنويا فيتبين لقارئ نتائج سبر الأراء وجود تذبذب في مواقف المستجوبين وتغيرا من فترة إلى أخرى، ففي ماي 2011 قيّم 46 بالمائة من العينة تقييما إيجابيا للوضع العام في البلاد ونفس النسبة من العينة رأت أن الوضع يتجه إلى الأسوأ ليرى إثر ذلك وفي شهر سبتمبر بالتحديد 54 بالمائة من العينة أنّ الوضع في البلاد يسير في الاتجاه الخطإ يأتي ذلك قبل شهر من إجراء انتخابات 23 أكتوبر. وفي سبر أراء المعهد وإجابة على نفس التساؤل مع بداية شهر أكتوبر تراجعت نسبة العينة التي قيمت مسار البلاد في الاتجاه الخطا بنسبة 10 بالمائة وهو ما يشير إلى عودة الثقة لدى المواطن التونسي في قادة البلاد والتزامهم بإجراء الانتخابات التي ستكون الفرصة الأولى للشعب لتبليغ صوته بكل نزاهة وشفافية ودون ضغوط وإملاءات. وفي شهر جانفي 2012 وبعد ثلاثة أشهر تقريبا من إجراء الانتخابات عاد الأمل لدى التونس لتحسن الأوضاع في البلاد خاصة مع نجاح الانتخابات والإعلان عن انطلاق العمل الحكومي من أجل تحقيق أهداف الثورة، ففي تلك الفترة رأى 62 بالمائة من العينة المستجوبة في تونس أنّ الوضع العام في البلاد متجه نحو الأفضل في حين لم تتجاوز الأراء المخالفة لذلك نسبة 30 بالمائة. هذه النتائج التي قمنا بصياغتها دليل واضح على عدم استقرار الأوضاع في البلاد وعدم ثقة التونسي في من يحكمه وفي الكبقة السياسية عموما في ظل غياب حلول عاجلة للأوضاع التي تمس بصفة مباشرة الشعب الذي ملّ من سياسة الانتظار في ظل تجاهل تام له من قبل ساسة همهم الشاغل اليوم الكراسي.