رام الله )وكالات) دعت حركة «فتح» التي يترأسها الرئيس محمود عباس أمس الفلسطينيين الى مواصلة الاحتجاج على القرار الامريكي حول القدس، بما في ذلك التظاهر داخل المدينة المقدسة وحولها الاربعاء المقبل، يوم وصول نائب الرئيس الاميركي مايك بنس، وقطع الطرق الالتفافية امام المستوطنين. وقالت «فتح» في بيان انها «تؤكد على ضرورة التظاهر في مسيرات احتجاج وغضب عارمة تجاه بوابات القدس تزامناً مع وصول نائب الرئيس الامريكي الى دولة الاحتلال يوم الاربعاء القادم». وكان بنس الذي يفترض ان يزور مصر واسرائيل، الغى الشق الفلسطيني من رحلته بعدما رفض الرئيس عباس استقباله احتجاجاً على قرار الرئيس الامريكي بشأن القدس. وبعدما أكدت انها مستمرة في برنامج، «فعالياتها الشعبية في كافة المحافظات»، وجهت الحركة الفلسطينية في بيانها نداء الى الفلسطينيين ل»اغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين الاثنين والخميس القادمين»، في اطار تلك الفعاليات. وينذر اغلاق الطرق الالتفافية التي يستخدمها المستوطنون لتجنب المرور عبر الاراضي الفلسطينية بمزيد من الصدامات. كما أعلنت «فتح» الجمعة المقبل «يوم غضب» في كل الاراضي الفلسطينية «رفضاً وتنديداً بالقرار الامريكي الجائر». لا لتغيير حدود القدس يأتي ذلك فيما أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة عدم قبول السلطة الفلسطينية بأي تغيير على حدود القدس الشرقية المحتلة عام 1967. جاء ذلك تعقيبا على تصريحات مسؤول أمريكي في البيت الأبيض، بأن الولاياتالمتحدة ترى حائط البراق، الذي يسميه اليهود «حائط المبكى»، جزءا من اسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أمس عن أبو ردينة قوله «لن نقبل بأي تغيير على حدود القدس الشرقية المحتلة عام 1967»، مشيرا إلى أن «هذا الموقف الأمريكي يؤكد مرة أخرى أن الادارة الأمريكية الحالية أصبحت خارج عملية السلام بشكل كامل». وأضاف أن «استمرار هذه السياسة الأمريكية، سواء بما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الامريكية إليها أو البت في قضايا الحل النهائي من طرف واحد، كلها خروج عن الشرعية الدولية وتكريس للاحتلال، وهو بالنسبة لنا أمر مرفوض وغير مقبول ومدان». بينهم «أبو ثريا» الشهيد المقعد :11 شهيدا و3 آلاف مصاب حصيلة غضبة القدس في أسبوعها الثاني جنازة الشهيد أبو ثريا القدسالمحتلة )وكالات) شيعت جماهير غفيرة، قُدر عددها بعشرات الالاف أمس جثامين أربعة شهداء، في محافظاتغزةوالقدس والخليل، إلى مثواهم الأخير. وقد اعلنت مصادر طبية أن حصيلة الشهداء ارتفعت بالأمس الى 11 شهيدا بين الضفة والقطاع و3 آلاف مصاب. وارتقى الشهداء الأربعة اول أمس الجمعة خلال مواجهات الغضب المتواصلة مع القوات الإسرائيلية للأسبوع الثاني على التوالي. والشهداء هم: المقعد إبراهيم أبو ثريا، ياسر سكر، أمين عقل العدم، باسل إبراهيم. وفي مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، شيع الآلاف من سكان القطاع جثمان الشهيد المقعد إبراهيم أبو ثريا (29 عاما) الذي استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي على حدود شرق مدينة غزة. وانطلق موكب التشييع من مسجد مجاور لمنزل الشهيد، وسط حضور لافت لقيادات من الفصائل الفلسطينية بينها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وردد المشاركون في الجنازة هتافات غاضبة تدعو المقاومة للرد على جريمة الاستهداف المتعمد للشهيد أبو ثريا والذي لم يكن يشكل أي خطر على جنود الاحتلال بعد استهدافهم له خلال مشاركته في المسيرات الغاضبة للأقصى. كما شيع الآلاف في حي الشجاعية شرق مدينة غزة الشهيد ياسر سكر الذي استشهد إثر المواجهات التي اندلعت شرق الحي أمس بالقرب من موقع ناحل عوز العسكري. وفي الخليل، انطلقت جنازة الشهيد أمين عقل العدم من أمام المستشفى الأهلي بالمدينة، باتجاه مسقط رأسه في بلدة بيت أولا، شمال غرب المدينة، حيث ألقت عليه عائلته نظرة الوداع، قبل الصلاة عليه في مسجد البلدة، ومواراته الثرى في مقبرتها. وشيّع الآلاف جثمان الشهيد باسل إبراهيم، وانطلق الموكب بجنازة عسكرية من أمام مجمع رام الله الطبي، باتجاه بلدة عناتا، حيث ألقت عائلة الشهيد نظرة الوداع عليه. وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الشهيد في مسجد عناتا الكبير، قبل مواراته الثرى في مقبرة البلدة. وصمة عار في جبين الاحتلال وألقى هنية كلمةً خلال تشييع الشهيد أبو ثريا في غزة، قال فيها بأن الشهيد «رُفع عنه حرج الجهاد والمقاومة ولكنه تقدم الصفوف ووصل إلى خط المواجهة ليكون حجة على الناس جميعا، وليكون وصمة عار في جبين المحتل المغتصب الإرهابي الذي يصل إلى حد القتل المباشر والمتعمد لشباب فلسطين» كما قال. وأضاف «حين تكون المعركة للقدس يخرج من هو مثل شهيدنا لا يتذرع بما هو فيه، يرفع علم فلسطين ويرمي بالحجارة، يقاوم بالقدر الذي هو عليه». وتابع «إن شعبا يتقدمه مثل الشهيد ثريا شعبٌ منتصر.. إن شعبا قاده في المقاومة وأسس للمقاومة شيخٌ كالشيخ أحمد ياسين ويسير على دربه كل هؤلاء الأصحاء حتى وإن بترت أقدامهم أو شلت أطرافهم يسيرون على خطى الشيخ الإمام شعبٌ منتصر». وأشار هنية إلى أن فنانا إيطاليا شهيرا رسم كاريكاتيرا عالميا للشهيد أبو ثريا عقب استشهاده. مضيفا «شهيدنا وصل صداه إلى كل أرجاء العالم .. كل العالم وقف أمام هذه الشهادة وأمام هذه الرسالة العظيمة رسالة شعب فلسطين الذي يقاتل من أجل القدس وإسقاط قرار الإدارة الأميركية من أجل فلسطين كل فلسطين». وواصل «الشهيد ثريا أصبح يشكل ضمير الأحرار في العالم.. ولذلك حينما نقول شهيدنا ليس ككل الشهداء لأنه سيطأ بعرجته الجنة إن شاء الله.. ولأنه استشهد في معركة ليست ككل المعارك فإن جنازته أيضا والاحتفاء به ورفع قدره يجب أن تكون مختلفة». واعتبر أن «انتفاضة» الشباب تأتي للدفاع عن القدس والأقصى وللدفاع عن ميراث الأمة في فلسطين. مضيفا «هل بقي لأحد عذر بعد شهيدنا ثريا.. هل بقي لأحد من هذه الأمة عذر بعد هذا الشهيد الذي تقدم الصفوف ووصل لخط النار ليقول القدس لنا والأرض لنا وفلسطين لنا ولا يوجد كائنٌ على وجه هذه الأرض يستطيع أن يغير هذه الحقيقة». وأضاف «نحن مطمئنون بالنصر في هذه المعركة .. لأن القدس هي مقبرة المؤامرات عبر التاريخ .. القدس هي التي تسقط المؤامرات دائما .. وهي التي ترفع وتخفض من وقف معها رفعه الله ومن خذلها خذله الله ونحن شعب الرباط والطائفة المنصورة سننصر قدسنا وأقصانا وسيعز الله صخرتنا وقبلتنا الأولى بإذن الله». وشدد على أنه لا تنازل عن القدس الموحدة الإسلامية، مشيرا إلى أن القدس آية من القرآن لن يمر عليها المسلمون كما مروا على بلدان ثم تركوها ومضوا لأسباب ولاعتبارات كثيرة. مضيفا «نحن باقون في أرضنا وقدسنا».