اكد مصدر مطلع من وزارة الشؤون الاجتماعية ل «الصباح» التصريحات الاخيرة التي جاءت على لسان الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل عبد الكريم جراد حول عدم وجود جرايات لشهر ديسمبر الجاري، قائلا: «لم يعد هناك هامش للمناورة لان الوضع في الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية «cnrps» بات مخيفا وصعبا. وقال نفس المصدر في اتصال هاتفي ل «الصباح» ان هناك صعوبات كبرى على مستوى توفير الجرايات مضيفا «إن رئاسة الحكومة ووزارتي المالية والشؤون الاجتماعية تجندوا لإيجاد موارد مالية لتوفير جرايات ديسمبر الجاري». كما شدد قائلا: «الزنقة وقفت للهارب»، مؤكد ان المتنفس الوحيد هو الانطلاق الفوري في اصلاح منظومة الضمان الاجتماعي في تونس. ودعا نفس المصدر مجلس نواب الشعب لإعطاء اولوية مطلقة للنظر في اجراءات الاصلاح المقترحة والمتعلقة بأنظمة التقاعد كالترفيع في المساهمات المالية ب 3 بالمائة محمولة على المؤجر )الدولة) والاجير (العون العمومي) وموزعة على 2 بالمائة على الدولة و1 بالمائة على الاجير سيقع تطبيقها بداية من 2018. ومن بين الاصلاحات المقترحة احداث مساهمة تضامنية اجتماعية دائمة بنسبة 1 بالمائة تفعل بداية من السنة المقبلة قصد تمويل انظمة الضمان الاجتماعي حيث ستوفر ايرادات تصل قيمتها الى 300 مليون دينار مع الحفاظ على النظام التوزيعي. اصلاح الضمان الاجتماعي وقد افاد كمال المدوري مدير عام الضمان الاجتماعي في دورة تكوينية سابقة نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية «الصباح» انه تم وضع وثيقة تشخيص مشتركة وتوافقية حول اسباب ومكامن عجز انظمة الضمان التقاعد في القطاعين العام والخاص. واكد المدوري في نفس الدورة انه تم النظر مع الاطراف الاجتماعية في طرق مراجعة التعديل الآلي للجرايات وفق معايير علمية وموضوعية مع احداث مساهمة اجتماعية تضامنية على مستوى قانون المالية لسنة 2018 يتم من خلالها تخصيص نسبة 1 بالمائة لتمويل صناديق الضمان الاجتماعي. وكان منير الشريف مدير عام مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية أفاد في دورة تدريبية للصحفيين تحت اشراف الوزارة ان الصناديق الاجتماعية تعاني من ازمة مالية اثرت سلبا على توازناتها المالية نتيجة تقلص مواردها مقارنه بارتفاع النفقات. 600 مليون دينار مستحقات الصندوق وكان الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، عبد الكريم جراد اكد ان الصناديق الاجتماعية لن تكون قادرة على صرف جرايات شهر ديسمبر الجاري نظرا لما تمر به من صعوبات مذكرا بأن إيرادات الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية تبلغ 280 مليون دينار والحال انه يضخ شهريا 305 ملايين دينار. وفي سياق حديثه ل «الصباح» افاد جراد أن جرايات التقاعد لشهر ديسمبر تعيش تقريبا نفس الوضع الذي مرت به جرايات التقاعد لشهر نوفمبر الفارط من حيث الصعوبات مشددا على ان الارادات والسيولة الموجودة لدى الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية غير كافية لتغطية الكلفة الجملية للجرايات الشهرية المحددة قيمتها في حدود 220 مليون دينار. وذكر جراد بمستحقات الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية للمؤسسات العمومية التي قدرت ب 600 مليون دينار، داعيا الى تخصيص جزء من هذه المستحقات لتغطية العجز خاصة سواء من قبل «الصوناد» الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه التي تقدر ديونها للصندوق ب 90 مليون دينار أو شركة نقل تونس التي تبلغ ديونها 176 مليون دينار والشركة الوطنية للسكك الحديدية التي تقدر ديونها للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية ب 109 ملايين دينار وشركة اتصالات تونس ب 75 مليون دينار. واعتبر جراد ان الخيار الصعب هو لجوء الصندوق للاقتراض من البنوك المحلية لان هذا سيؤثر سلبا على سمعة تونس عموما.