بالتزامن مع الزيارة التي يؤديها رجب طيب أردوغان الرئيس التركي إلى تونس بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أمس بمقرها بالعاصمة وقفة تضامنية مع الصحفيين الأتراك القابعين في السجون رفعت خلالها صور هؤلاء الصحفيين. ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي في الوقت الذي يواصل فيه الاتحاد الدولي للصحفيين، والنقابات المنضوية تحته بما فيها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، حملة تضامن مع الصحفيين الأتراك المسجونين والمستمرة منذ يوم 21 أكتوبر 2016. وبالمناسبة بين ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن النقابة التي هي عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين وعضو في المجموعة الدولية لعموم الصحفيين تريد من خلال هذه الوقفة توجيه رسالة تضامن مع الصحفيين في تركيا لأن النقابة الوطنية مرت بسنوات من التضييق والقمع وعندما لم تجد غير المجتمع الصحفي الدولي والصحفيين من مختلف بلدان العالم تضامنوا معها واحتجوا عندما كان المخلوع يزور بلدانهم. وأضاف البغوري خلال هذه الوقفة التي شارك فيها صحفيون وناشطون في المجتمع المدني أن الصحفيين في تركيا يعترضون للخطف والتنكيل والاعتقالات والسجن والمحاكمات غير العادلة وتلفيق التهم وتضييق على حرية الصحافة والاعلام ، ودور الصحفيين التونسيين وكل الصحفيين في العالم هو التضامن معهم. وقال رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إن النقابة توجه رسالة الى هؤلاء الصحفيين الأتراك لتقول لهم إنها تساندهم وتقف الى جانبهم وإلى جانب أي صحفي حر في العالم. وأضاف البغوري أن النقابة تريد أن توجه الدعوة إلى الرئيس التركي لتذكره بأن التجربة أثبتت أن أي معركة ضد الصحفيين وضد حرية الاعلام ستكون معركة خاسرة وأبرز دليل على ذلك نظام بن علي. وبين انه على اردوغان ان يدرك جيدا أنه لا يمكن خنق الكلمة وخنق حرية الصحافة.. فالصحافة ستظل حرة. وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أصدرت أمس الاول بيانا تضامنيا مع الصحفيين الأتراك جاء فيه ان الزيارة التي يؤديها الرئيس التركي بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تتزامن مع تواصل محاكمة عدد من الصحفيين الأتراك محاكمة وصفها الاتحاد الدولي للصحفيين بالمفبركة والسياسية واعتبرت أن تركيا مازالت أكبر سجن للصحفيين المحترفين في العالم حيث يوجد الى غاية شهر نوفمبر 2017 أكثر من 149 صحافيا وراء القضبان في ظروف لاإنسانية. وجاء في البيان أن النظام التركي استغل حالة الرفض الشعبي والدولي للمحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف جويلية 2016 لمزيد إحكام قبضته على حريّة الإعلام والصحافة، وشن حملات تحريض على عشرات وسائل الإعلام والصحفيين بحجّة إسناد "انقلاب الكيان الموازي"، وأغلق بشكل تعسفي وسافر عديد المؤسسات الإعلامية واقتحمت قوات أمنه ومخابراته بعضها الآخر وفتشتها وأعتدت على العاملين فيها، وصعّدت من مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي وحجبت بعضها. كما قامت الأجهزة الأمنية التركية باقتحام منازل عديد الصحفيين واعتقلت بعضهم في الوقت الذي أصدر فيه القضاء التركي بطاقات جلب في حقّ عشرات الإعلاميين بتهم باطلة وملفقة واستغل النظام التركي قانون الارهاب ومراسيم حالة الطوارئ للقيام بحملات اعتقال وحبس احتياطي ضد عشرات الإعلاميين وحملت النقابة أردوغان مسؤولية ترهيب الصحفيين، ودعت الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية إلى إثارة هذا الموضوع خلال اللقاء الرسمي مع الرئيس التركي.