تتواصل الفواجع على شبكة الطرقات بالوطن القبلي، آخرها حادث المرور الأليم على الطريق الجهوية رقم27 خلال الأسبوع الحالي على مستوى نقطة "دار روفة " بين بني خياروقربة إثر إصطدام عنيف بين سيارة أجرة لواج وسيارة خاصة أودى بحياة 3 أشخاص على عين المكان وسجل4 جرحى وغير بعيد عن مكان وقوع هذا الحادث سبقه حادث منذ حوالي شهر على مستوى منعرج خلف 5 قتلى. هذه الخسائر البشرية تحدث منذ سنوات والنزيف لم يتوقف نظرا للحالة الرديئة لشبكة الطرقات على مستوى شمال الولاية والطريق الرابطة بين نابلالمدينة وقليبية مرورا ببني خيار وتازركة وقربةومنزل تميم.. متى تتحرك وزارة التجهيز؟ تحصل كل هذه المآسي ومصالح وزارة التجهيز مع كل حادث تطمئن وأن هذه الطرقات محل دراسة فنية للتهيئة والتوسعة وفي كل جلسة محلية أو جهوية يتم التذكير بذلك دون تجسيد فعلي للأشغال وآخر هذه التطمينات ورد بمداولات جلسة متابعة إنجاز المشاريع بإشراف والية نابل سلوى الخياري بتاريخ21 ديسمبر2017 والتي كشفت أن مشاريع بصدد طلب العروض تخص مضاعفة الطريق الجهوية رقم27 نابل–قربة (من نقطة27 إلى نقطة 42) بإعتمادات قدرها 88.9 مليون دينار ومضاعفة الطريق الجهوية رقم27 بين قربةومنزل بوزلفة بكلفة 69.1 مليون دينار. كما تم الإعلان في نفس الجلسة على أن مضاعفة الطريق الجهوية رقم 27 بين منزل تميم وقليبية بصدد الدراسة بحجم إستثمار قدره 32.8 مليون دينار. صعوبات عقارية تعيق التنفيذ إعترف المسؤولون على المستوى الجهوي بوجود صعوبات لتنفيذ مشاريع البنية التحتية خصوصا الطرقات بسبب تسوية الوضعيات العقارية وغياب المرونة من طرف المالكين بعد 2011 على عكس الفترة السابقة حيث كان المواطن قليلا ما يعارض بل هناك الآن معارضة إلى حد الرفض مما يدفع بالمصالح المعنية للبحث عن الحلول الصلحية مع المالكين قبل اللجوء للقضاء وما يتطلبه من طول الفترة للحسم في النزاعات. تباين بين شمال الولاية وجنوبها تشهد ولاية نابل تباينا على مستوى شبكة الطرقات في المدن الجنوبية مثل الحمامات بإنجاز الطرق الحزامية والطريق الجهوية رقم27 بين نابل ومحول تركي والطريق الجهوية رقم 28 بين الحمامات ونابل.. كلها شهدت تحسينات. بينما طرقات وسط وشمال الولاية مازالت في حالة متردية جدا رغم الحركية الإقتصادية التي تشهدها. فمثلا الطريق الرابطة بين قرمبالية وبني خلاد تعتبر مسلكا فلاحيا وتسجل بين الفينة والأخرى حوادث مرور قاتلة وآخرها منذ أسبوعين حيث جد إصطدام بين سيارتين ودراجة نارية خلف 3 ضحايا على عين المكان.. وكذلك الطريق الرابطة بين منزل بوزلفةوقربةومنزل تميم.. فشبكة الطرقات التي تربط بين مدن شمال ولاية نابل فاقدة للمواصفات بسبب تآكلها وضيقها وبالتالي لم تعد قادرة على مواكبة العصر في ظل كثرة العربات بين خاصة ولواجات.. لا إستثمار دون طرقات التشجيع على الإستثمار لا يكون بالدعاية في المنابر والجلسات التي تعقد للترغيب في إحداث المشاريع بالجهة بل لا بد من أن تسبقها مجهودات لتحسين البنية التحتية من طرقات. فمثلا طريق قربص ورغم أهميتها في الحركة السياحية بالجهة فقد تعطلت أشغالها وأعيد طلب العروض في أكثر من مناسبة وهي الآن في مرحلة طلب العروض بعد إعادة الدراسة والترفيع في الإعتمادات المالية. لكن السؤال المطروح متى ستنطلق الأشغال؟. فضلا عن صعوبات تشهدها مشاريع مثل الطريق الحزامية بقرمبالية ومسالك فلاحية تآكلت في غياب الصيانة مثل طريق بئربورقبة – بني وائل – برج حفيظ من معتمدية الحمامات رغم توسع المنطقة البلدية لكن الحالة بقيت كما هي في وقت يسدد المواطن معاليم الجباية المحلية مقابل شبكة طرقات رديئة وخدمات مفقودة. كمال الطرابلسي
