كشفت أولى نتائج سبر الآراء للمواطنين بالجهة»انتظارات»الذي نظمته أواخر السنة الماضية مجموعة من الجمعيات ومكونات المجتمع المدني استعدادا للانتخابات البلدية القادمة توجها عاما لاختيار المستقلين والتكنولوجيا والناشطين الجمعياتيين على حساب المنتمين للأحزاب السياسية. واوضحت النتائج التي قدمت مؤخرا في لقاء انعقد بمقر دار المحامي وحضره إلى جانب منظمي السبر عدد من الخبراء والجامعيون وممثلو الهياكل الشريكة في المبادرة أن العينة المستجوبة والمقدرة بألف و200من المواطنين من ذوي تمثيلية جغرافية وعمرية واجتماعية واسعة بينت عزوف الشباب عن الشأن البلدي والشأن العام وضعف منسوب الثقة في المجالس البلدية السابقة والجالية. في هذا الصدد أوضح الأستاذ فتحي الرقيق عن فريق الخبراء الذي أنجز سبر الآراء أن عدم قدرة المجالس البلدية بالمدينة على كسب ثقة الناخبين والاستجابة الى انتظاراتهم هي السبب الرئيسي في النتائج الحاصلة، ودققت الدراسة المنجزة في أسباب الفشل حيث خلصت إلى عدم تمكن المجالس البلدية من تحقيق أولويات الجهة من حيث القضاء على التلوث الصناعي والنهوض بنوعية الحياة وتطوير البنية الأساسية وتهيئة الفضاء العمومي بالإضافة إلى معضلة الاختناق المروري المتفاقمة بكل طرقات وشوارع المدينة وضواحيها. وأفاد المشرفون على المبادرة أن التقرير النهائي لسبر الآراء الذي يعكف فريق الخبراء حاليا على استكماله المادة الرئيسية لوضع ميثاق ينتظر توقيعه من طرف كل من يقطن الجهة ويهمه توفر شروط جودة الحياة فيها والمساهمة الفعالة للمواطن في الحوكمة المحلية بما يتلاءم وفصول الدستور، على أن يمثل هذا الميثاق في المستقبل القريب دليلا للناخبين والمترشحين على حد سواء. من جهته أوضح الخبير عبد المجيد خماخم منسق سبر الآراء أن هذا الدليل يسعى إلى تحسين مؤشرات الحوكمة المحلية ومعالجة الإشكاليات المتعلقة بنوعية الحياة بالجهة لا سيما قضية التلوث وتدهور ظروف العيش وأزمة الثقة بين المواطنين والمجالس البلدية. تجدر الإشارة إلى أن من ضمن الجمعيات والهيئات المهنية التي ساهمت في إنجاز سبر الآراء الفرع الجهوي للمحامين وجمعية التنمية المستديمة وجمعية صفاقس المزيانة وحركة سيب الترتوار وجمعية أبواب ونادي ليونس الزياتين وفرع النقابة الوطنية للصحفيين بالجهة.