شارك معهد تونس للترجمة في تظاهرة ثقافية علمية اقتصادية كبرى في باريس تمثّل اللغات والترجمة أهم مقوماتها، وهي المشاركة الرسمية الأولى للمعهد خارج البلاد التونسية منذ تأسيسه سنة 2006. وذلك يومي 19 و20 جانفي 2018 . في هذا الصالون الذي شاركت فيه تقريبا مائة وثمانون مؤسسة من دول مختلفة كانت تونس هي الدولة العربية والإفريقية الوحيدة المشاركة، وذلك بعد التنسيق مع بقية المراكز والمعاهد والمؤسسات التونسية التي يمكن أن تشترك في مواضيع الثقافة والكتاب والترجمة وغيرها، وضمن تصوّر مستقبلي للمعهد يقوم على السعي إلى التعريف بالمعهد في مراكز الترجمة والثقافة والأدب خارج البلاد التونسية، وهي سياسة يعمل المعهد على تدعيمها والسعي إلى العمل بها. هذه المشاركة المهمة لتونس تحدث عنها الدكتور توفيق العلوي مدير معهد تونس للترجمة ل«الصباح» فقال انها كانت: «بمبادرة من جامعة تونس المنار مشكورة، وبجناح خاص يحمل علم تونس المفدى، وبمشاركة معهد تونس للترجمة ممثلا عن وزارة الشؤون الثقافية وبدعم منها، وجامعة تونس المنار، ومعهد تونس للغات الحية، والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل، والمركز الوطني لفنون الخط». وفي اجابة عن سؤال الآفاق التي ستفتحها هذه المشاركة لتونس ومعهد تونس للترجمة ولمنشوراته وأنشطته افاد الدكتور توفيق العلوي «الصباح» بأنه من شأن هذه المشاركة أن تفتح آفاقا جديدة لمعهد تونس للترجمة، وتؤسس له شراكات دولية واتفاقيات علمية ثقافية. وتدلّ هذه المشاركة ايضا على حرص على الحضور في التظاهرات الدولية العلمية الثقافية، الاجتماعية الاقتصادية، وفي هذا رسائل عديدة، منها تشبث تونس بمواكبة المستجدات المعرفية، والعمل على تجسيد الانفتاح على الثقافات الأخرى والاستفادة منها، وإبراز مساهمتنا المعرفية الثقافية في الثقافة الكونية. ووضح الدكتور العلوي ل«الصباح» بأنه: «في هذا الإطار العام، وضمن تصور مستقبلي لمعهد تونس للترجمة، كانت المشاركة في صالون العمل بباريس سعيا إلى تجسيد وإن جزئي للبعد الدولي تعريفا بالمعهد وإصداراته وأنشطته وإنجازاته». تجسدت مشاركة تونس في هذا الصالون العالمي الضخم في إقامة معرض للإصدارات، وعدا التعريف بالمعهد بالوسائل المعهودة (مطويات، معلقات...)، وكذلك ببعض الوسائل الحديثة (الفيديو...)، أقام مدير معهد تونس للترجمة عديد الحوارات والاتصالات مع مراكز نشر ومعرفة تهتم باللغات والعلوم الإنسانيّة والترجمة مثل دار النشرSciences Humaines ومعهد الترجمة بجامعة جنيف، وأضاف الدكتور توفيق العلوي : «تحدّثنا مع عديد الزوار (مثقّفين، طلبة، أساتذة باحثين...) من جاليات مختلفة تهتم بالثقافة التونسية عموما والكتاب والترجمة خصوصا، وقد لاحظنا أن المعهد يحتاج إلى مزيد الاعتناء بهذه المشاركات الدولية للتعريف بإصداراته وأنشطته وجوائزه الدوليّة ومشاريعه المستقبليّة. وتهدف هذه الاتّصالات إلى الاستفادة من تجارب هذه المراكز والمؤسسات تطويرا لأساليب العمل في ضوء الثقافة الرقميّة، وسعيا إلى التعريف بالمعهد والمساهمة في «مقروئيّته»، والبحث عن موقعه في خارطة مراكز الترجمة الدوليّة». وفي حديثه عن مدى حاجة تونس لهذه الشراكات الدولية والاتفاقيات العلمية اشار العلوي الى: «انّ البحث عن آفاق اتفاقيّات في الترجمة والنشر وشراكات في المشاريع من الضروريّات، يفرضه السياق المعرفيّ مواكبة للمستجدّات والمنشورات والترجمات، لهذا يسعى معهد تونس للترجمة للتنسيق بينه وبين مراكز الثقافة والأدب والمعرفة، (مثل بيت الشعر واتّحاد الكتاب وبيت الرواية ومؤسسات التعليم العالي)...، وهو يسعى كذلك إلى تأسيس شراكات مع مؤسسات دوليّة )اتّحاد المؤلفين الإيطاليين، اتحاد المترجمين العرب، المركز الثقافي الإيطالي، المركز الثقافي الإسباني، جامعة جنان بلبنان)...". كما وضّح محدثنا ان السعي الجاد الى المشاركة في هذا الصالون يندرج في اطار واجب من اوكد واجبات معهد تونس للترجمة وهو عقد اتفاقيات شراكة تؤسس مشاريع في الترجمة مشتركة للتعريف بالثقافة التونسيّة بنقلها إلى لغات أخرى، أو بترجمة الثقافات الأخرى إلى العربيّة، وهذه المشاريع من شأنها أن تضمن إيصال ثقافتنا عبر شبكات نشر بنسق سريع (خصوصا النشر الإلكتروني)، وقنوات توزيع متطورة. وقال : «وهو ما سعينا إلى تأسيسه، فقد اتّصلنا لغاية النشر المشترك بعديد مؤسسات النشر مثل الأرمتان Harmattan بباريس، ومؤسسات العلم والمعرفة مثل موسوعة Universalis وقد بدأنا في اتّصالات رسميّة معهما، وذلك بحثا عن اتفاقيات ترجمة ونشر. ونضيف هنا أنّ معهد تونس للترجمة سيعلن عن مدى التقدّم في مشاريعه، ويعلم عن مشاريعه الجديدة ما إن ينتقل إلى مقرّه الجديد بمدينة الثقافة في غضون الأيام القليلة القادمة». يذكر انه من بين مهام معهد تونس للترجمة التعريف بالأدب والفكر والثقافة التونسيّة، ومعرفة مشاغل المراكز المهتمة باللغات والترجمة وتطلّعاتها للتعريف بطرق التفاعل مع المعهد والاستفادة من تجارب معاهد الترجمة وتأسيس اتّصالات بأهل الذكر في المجال تطويرا لأساليب العمل في ضوء الثقافة الرقمية.