تعود محطة القطار ببوعرقوب (ولاية نابل) إلى بدايات إنجاز الخط الحديدي بالبلاد التونسية في عهد الاستعمار الفرنسي ورغم مرور60 سنة من الاستقلال والتطور الذي تشهده المنطقة اقتصاديا واجتماعيا فإن المحطة التي كانت نقطة إشعاع ومثلت علامة تعريف بالمدينة فقد تحولت مع مرور الزمن وبسبب الإهمال إلى نقطة سوداء وسط المدينة ومصدر اشمئزاز في غياب العناية من المسؤولين عن الشركة التونسية للسكك الحديدية رغم بعض الزيارات الهامة من مسؤولين في الدولة خصوصا في عهد الترويكا خلال حادث قطار نقل البضائع الأليم الذي جد في ديسمبر2011 حيث زار المحطة آنذاك رئيس الحكومة حمادي الجبالي ووزير النقل عبد الكريم الهاروني وإطارات الشركة وصرحوا بوعود مفادها أن محطة بوعرقوب ستشهد تحسينات كبيرة وسيتم إدماجها في محيطها ببناء محلات تجارية يتم تسويغها للمساهمة في تنشيط الحركة التجارية وسط المدينة. لكن كل ذلك لم يتعد مجرد الوعود التي بقيت حبرا على ورق لتبقى محطة القطار ببوعرقوب عبارة على»زريبة» في قلب المدينة ومصدر اشمئزاز من المواطنين وعابري السبيل. خدمات مفقودة في بناية بلا روح رغم أن بوعرقوب نقطة هامة تسجل إقبالا للركاب الذين يستعملون بانتظام ويوميا القطار الرابط بين برج السدرية – نابل، فإن المحطة لا يتوفر بها عون اقتطاع التذاكر والشباك المخصص لذلك مغلق منذ سنوات. فالبناية بلا روح ودائمة الغلق باستثناء قاعة انتظار صغيرة يرتادها الركاب. مسكن وظيفي تحول إلى خربة يتواجد بالمحطة مسكن وظيفي يعود إلى العهد الاستعماري مهدد بالسقوط علمنا وأنه صدر في شأنه قرار هدم مؤجل التنفيذ وقد تحول هذا المسكن إلى خربة في منظر سيء جدا ومصالح الشركة لم تحرك ساكنا. مساحات شاغرة تستحوذ الشركة التونسية للسكك الحديدية ببوعرقوب على مساحات شاسعة بوسط المدينة جلها شاغر ملاصق للطريق الوطنية رقم واحد، حان الوقت لتحويل هذه المساحات الشاغرة إلى مصدر للثروة سواء بالاستثمار المباشر ببناء محلات تجارية وتسويغها أو بإسناد هذه المساحات كمقاسم في إطار التسويغ. وهكذا تكون الشركة التونسية للسكك الحديدية قد ساهمت في التنمية المحلية ببوعرقوب وهذا دورها الذي تأخر كثيرا. مطلوب تحرك وزير النقل ورئيس الشركة؟ على وزير النقل والرئيس المدير العام للشركة امتطاء القطار للاطلاع على الظروف بداخله التي لطالما تذمر منها الركاب بسبب كثرة التأخير خصوصا القطار الذي يؤمن سفرات يومية على خط برج السدرية – نابل مرورا بجميع المحطات على غرار قرمباليةوبوعرقوب وبئربورقبة... وقد اتصل بنا العديد من الحرفاء من طلبة وعملة للتعبير عن تذمرهم من كثرة التأخير لهذا القطار وقد وجهت عرائض في الغرض للهياكل والسلط المعنية ويبدو أنها لم تؤخذ بعين الاعتبار والدليل أن الوضع لم يتغير لتتواصل معاناة الركاب. على اعتبار أن منهم من يستعمل هذا القطار على الخط المذكور للربط مع محطة بئر بورقبة قصد استعمال قطار ثان في اتجاه الساحل أو الجنوب من جهة، أو مواصلة السفرة إلى تونس العاصمة.