أصدرت في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس حكمها في ما عرف بقضيّة «خلية الاغتيالات» وقضت بأحكام تراوحت بين سبع سنوات سجنا للمتهم الموقوف و24 سنة سجنا في حق متهم بحالة فرار ومثلها للإرهابي عاطف الحناشي الذي قتل في كمين محكم في جبل بيرينو من ولاية القصرين خلال شهر أوت الماضي، والحناشي أصيل ولاية جندوبة التحق بجبال فرنانة عقب مصرع شقيقه الإرهابي راغب الحناشي على يد الوحدات الأمنية والعسكرية، وحوكم الحناشي غيابيا ب30 سنة سجنا مع الخضوع إلى المراقبة الإدارية لمدة 5 أعوام من قبل الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في القضايا الإرهابية بالمحكمة الابتدائية بتونس بتهمة الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي. كما انضم إلى ما يسمى ب«خلية ورغة» التابعة لكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية الناشطة تحت لواء القاعدة بالمغرب الإسلامي، وشارك الإرهابي الحناشي في عمليات إرهابية كثيرة بمرتفعات جندوبة والكاف والقصرين أهمها استهداف دورية ديوانية بجبل السنك ببوشبكة من ولاية القصرين في صيف سنة 2015. وبالرجوع إلى منطلق قضية الحال فإن أطوارها تعود إلى سنة 2014 حيث تمكنت الوحدات الأمنية من الكشف عن خلايا إرهابية على غرار خلية «جئتكم بالذبح» وخلية «دار فضال» وغيرها خططت للقيام بعمليات إرهابية بأماكن متفرقة من البلاد فضلا عن اغتيالات شخصيات سياسية وإعلامية وسينمائية وتمكنت الوحدات الأمنية في مرحلة أولى من القبض على عدد من المشتبه بهم وفي مرحلة ثانية ألقت القبض على عناصر منتمية لتلك الخلايا كانت تحاول الفرار إلى ليبيا. وتبين أن بعض المنتمين إلى التيار السلفي الذين سبق لهم النشاط صلب تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور وبعد تصنيفه تنظيما إرهابيا وتفكيكه والقبض على العديد من قياداته ووفاة البعض الآخر على غرار كمال القضقاضي ومحمد الناصر الدريدي وعلاء نجاحي وهيكل بدر لجأ بقية عناصر التنظيم إلى تكوين خلايا موزعة على أماكن مختلفة من تراب الجمهورية من بينها الخلية التي ضمت ثلاثة عناصر من بينهم عاطف الحناشي خططت للقيام بأعمال إرهابية بأماكن متفرقة من البلاد بنية إدخال الفوضى والبلبلة وبث الرعب بين المواطنين ثم شرعت تلك الخلايا في تلقي تدريبات على كيفية استعمال الأسلحة ومن بين الخلايا خلية جعفر برواد وخلية البحر الأزرق وكانت خلية جعفر تستعد للقيام بعمليات اغتيال وخلية أخرى كانت مهمتها استهداف أعوان الأمن وخلية ثالثة مهمتها استهداف مؤسسات الدولة وأعوانها استعدادا للاستيلاء على السلطة وإقامة «الدولة الإسلامية». وكونت تلك العناصر خلية بجهة سكرة كلفت بالاغتيالات واستهداف الأمنيين والإعلاميين والسياسيين على غرار الإعلامي لطفي العماري ونوفل الورتاني ومريم بالقاضي والسياسي علي العريض وغيرهم.