بعد أن أطلق اسمه على عديد التظاهرات والفضاءات الثقافية، اختارت كل من بيت الشعر ودار الثقافة شكري بلعيد بجبل الجلود الشريكين في تنظيم تظاهرة شعرية دولية تحتفي بالكلمة المنظومة والموزونة أن تحمل إسم المناضل الشهيد شكري بلعيد الذي برع في خطبه وشد الجميع بلباقته في الكلام وقدرته على الإلقاء والإقناع. وسيكون الموعد اليوم في اليوم الختامي لملتقى شكري بلعيد للشعر العربي في دورته الأولى، بدار الثقافة التي تحمل اسم هذا الشهيد بجبل الجلود، امتدادا لبرنامج هذه التظاهرة التي انطلقت منذ يوم 2 من الشهر الجاري والتي تتنزل في إطار الاحتفاء بذكرى وفاة الشهيد شكري بلعيد الذي اغتالته يد الغدر يوم 6 فيفري 2013 وظلت تلك الحادثة راسخة بأذهان التونسيين خاصة منهم المنتصرين للحرية من الناشطين في الحقل الثقافي والتواقين «لمناخ» يشجع على الإبداع ويقطع مع القيود والتضييقات. والهام في برنامج هذا الملتقى في دورته التأسيسية أنه ينفتح على مختلف الشرائح العمرية من خلال تخصيص فقرات وأنشطة مختلفة تنفتح في تأثيثها على شعراء وكفاءات من تونس ومن بلدان عربية ممن يتميزون بالمنزع الثوري والوطني في أشعارهم. ففضلا عن معارض للفنون التشكيلية وورشات في فنون الإلقاء الشعري والكتابة الشعرية، تضمن برنامج هذه الدورة تنظيم مسابقة خاصة بالقراءات الشعرية للأطفال خصصت جوائز للفائزين فيها «مؤسسة شكري بلعيد لمناهضة العنف». كما تضمن برنامج ملتقى شكري بلعيد الأول للشعر العربي قراءات شعرية في شكل «أصبوحيات» وأمسيات وذلك بتنزيل كل مساحة تحت محور خاص على نحو كانت مناسبة لاكتشاف وتقديم أعمال وقصائد متميزة على غرار أصبوحة الشعرية «قصائد إلى روح الشهيد» صباح اليوم الختامي التي يديرها الشاعر لطفي عبد الواحد ويشارك فيها كل من الثريّا رمضان وعبد المجيد فرحات وسندس بكار وسمير فرحاني وفاطمة الماكني وفريد السعيداني وخالد الغني ومحمد الهادي الوسلاتي وغيرهم. وقد اختارت الجهة المنظمة لهذا الملتقى الدولي أن تقطع في تفاصيلها مع الأشكال النمطية لمثل التظاهرات والمهرجانات الأدبية بشكل عام. إذ تمت برمجة احتفالية مشهدية شعرية من انتاج بيت الشعر وتولى اخراجها إيهاب العامري وشارك في تأثيثها ثلة من الشعراء من تونس ومن بلدان عربية نذكر من بينهم هادي دانيال من سوريا وصابر بوزيد من الجزائر وأحمد زنيبر من المغرب وكل من المنصف المزغنّي وتونس ثابت ونور الدين الورغي وجمال قصودة وفي الجانب الموسيقي شارك في هذه المشهدية الشعرية الموسعة خلال هذا الملتقى الفنّان ياسر جرادي والفنّانة سامية حامّي وعازف الناي أحمد اليتيّم وعازفة العود أميمة الطرودي وعازف الكمان سفيان مرابط وعازف الإيقاع وائل الفرشيشي إضافة إلى عدة مجموعات من الكورال. في جانب آخر من نفس التظاهرة استقطبت «خيمة الشعر» التي تم بعثها بالجهة أعدادا كبيرة من الزوار خاصة انها تضمنت أنشطة ثقافية مختلفة. وقد تم خلال هذا الملتقى تقديم ديوان «أشعار نقشتها الريح على أبواب تونس السبعة» للشهيد شكري بلعيد، قدمه الأديب محمد معالي. كما تضمن برنامج نفس التظاهرة تقديم محاضرات تمحورت حول مسائل شعرية من بينها محاضرة علاة حواشي حول «الشعر العربي بين بحور الخليل وتجاوزها». والهام في هذا الملتقى انه يفتح المجال لعدد كبير من الشعراء في تونس للمشاركة في مختلف الفقرات والأنشطة التي يتضمنها على امتداد ثلاثة أيام ويتوجه بالأساس للأطفال والشباب في منحى تأسيسي لقاعدة جماهيرية عبر ترغيبها في الأدب والشعر تحديدا وفي ذلك توجه لإعادة العلاقة بين القارئ والكتاب والكتابة وتكريس علاقة متينة مع الشعر ونظم الكلام.