بدأت ماكينة الاحزاب في الدوران استعدادا للانتخابات البلدية القادمة والتي من الواضح انها ستكون مدخلا أساسيا لبقية المحطات الانتخابية الآتية كما هو حال التشريعية وحتى الرئاسية. ولئن انطلقت احزاب في التعبئة لقائماتها حتى قبل تاريخ 15 فيفري وهو موعد تسليم القائمات والذي يتواصل الى يوم 22 من نفس الشهر فان اخرى أنهت هذه المرحلة بل واعلنت انها ستترشح في عدد معين من الدوائر البلدية في حين مازالت احزاب تبحث لها عن مداخل تمكنها من الإعداد لقائماتها اما تحالفا او في إطار دعم للمستقلين. وبالرغم من الاستعدادات المكثفة لنداء تونس منذ شهر نوفمبر الماضي فان الحزب كان «وفيا» لمنطق الخلافات بين قياداته وأساسا تلك الناشطة في الهياكل الوسطى بعد ان ارتفعت وتيرة المنافسات على ترؤس قائمات الحزب في الجهات على غرار بلدية اريانة أين انحصر الخلاف بين مراد السلامي وعزيزة حتيرة كما عرفت قائمة بلدية سوسة غياب رئيس قائمة وذلك تجنبا لأي تصادم مع النائبة وسيدة الاعمال بالجهة زهرة ادريس ليتدخل الحزب ويقترح تسمية اما شكري العياشي او نجوى المستيري.. خلافات لم تمنع الحزب من تشكيل عدد مهم من القائمات وأساسا في البلديات الحضرية مع بعض الصعوبات في القائمات الريفية وقد كان من المنتظر ان يعقد الحزب السبت الماضي اجتماعا تقنيا للاطلاع على القائمات وحصر عددها ورؤساء القائمات ممثلي الحزب الا ان ذلك لم يحصل حيث وقعت الدعوة الى موعد لاحق لم يتحدد موعده بعد. وكان حزب نداء تونس قد أعلن في وقت سابق أن الحزب سيخوض الانتخابات البلدية القادمة بقائمته الحزبية الخاصة المفتوحة على الكفاءات في منافسة لبقية الأحزاب السياسية، بما فيها حركة النهضة واعتبر النداء خلال اجتماع للاستعداد للانتخابات البلدية المقبلة في بيان بالمناسبة أنه سيعمل على الدفاع عن مشروعه الوطني العصري والمدني في منافسة رئيسية للمشروع الذي تمثله حركة النهضة الإسلامية شريكته الحالية في الحكم. وأضاف البيان أن «الانتصار في الانتخابات البلدية هو الضامن الوحيد لبقاء المشروع الوطني العصري الذي بنته دولة الاستقلال على مدى أكثر من 60 سنة وهو المشروع القائد للدولة والمجتمع». النهضة.. قائمات مغلقة وبخصوص موقف حركة النهضة أكد نور الدين البحيري رئيس كتلة الحزب بمجلس نواب الشعب، أن الحركة ستدخل الإنتخابات البلدية في جميع الدوائر البلدية ال350، بقائمات تحت رعاية الحركة. وأوضح البحيري، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء اول امس الاثنين، أن النهضة حرصت على أن تكون جميع قائماتها مشتركة بين «أبناء الحركة» ومستقلين، مشيرا الى أن هذه القائمات ستحمل شعار الحركة. وأفاد البحيري بأن أغلب هذه القائمات سيترأسها مستقلون، موضحا أن النهضة «ترى في الانتخابات البلدية، استحقاقا وطنيا وعملا لخدمة التونسيين، لا استحقاقا حزبيا». وأضاف أن الحركة، تعمل على أن يتم هذا الإستحقاق الإنتخابي في موعده المقرر ل6 ماي 2018 القادم وأن تجرى هذه الانتخابات في أجواء تنافسية وأن يختار التونسيون البرامج الأصلح المعروضة عليهم. الاتحاد المدني «بالإسعاف» وفِي واقع الامر فقد انتعشت آمال الاتحاد المدني الذي يضم 11حزبا في خوض غمار الانتخابات البلدية بنحو 100 قائمة انتخابية بعد ان اعلن الائتلاف الحزبي عن توسع دائرة مشاركته في انتخابات 2018 حيث رجح الأمين العام للحزب الجمهوري، وأحد قياديي الائتلاف الانتخابي «الاتحاد المدني»، عصام الشابي في تصريحات اعلامية مشاركة الاتحاد في الانتخابات البلدية في أكثر من 100 دائرة بلدية بقائمات موحدة، بعد أن كانت تقتصر على 48دائرة فقط. واذ يشكل الاتحاد المدني فرصة حقيقية لتقوية مفهوم الائتلاف الحزبي والسياسي في بلادنا فان الكثير من الملاحظين يعتبرون أن 100قائمة تشكل عددا ضيئلا مقارنة بالعدد الكبير للأحزاب المشكلة للاتحاد نفسه خاصة في ظل وجود احزاب كثيرا ما سعت إلى إيهام الرأي العام بامتدادها الجماهيري العريض. ويرجح أن تكون الانتخابات البلدية فرصة لاكتشاف الوزن الفعلي لبعض الزعماء الذين «فشلوا» في الدخول بأحزابهم لانتخابات تبقى اهم محرار للاطلاع على العدد الحقيقي للأنصار والمنخرطين. موسي والعايدي بشجاعة وعلى عكس احزاب الاتحاد المدني فقد خيرت احزاب اخرى الدخول بقائماتها الخاصة فقد أعلنت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي ان الحزب سيُشارك في الانتخابات البلدية من الناحية المبدئية، مُؤكّدة أن حزبها سيدخل الانتخابات البلدية بقائمات حزبية خاصة تضم منخرطي ومناضلي الحزب والكفاءات المستقلة ولن يدخل في تحالفات ولا قائمات مشتركة. من جهته ورغم أنه حزب حديث التأسيس فقد اعلن «بني وطني» أنه سيشارك في الإنتخابات البلدية بقائمات خاصة به، في حوالي عشر دوائر إنتخابية في عدد من الولايات، من بينها تونس وبنزرت وسوسة ونابل وصفاقس وغيرها. وبين الحزب أن عملية إعداد القائمات تجري بنسق حثيث. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من الأحزاب الأخرى لا تزال لم تحسم بعد طبيعة مشاركتها وقائماتها النهائية ومع اقتراب العد التنازلي لتقديم الترشحات ستكشف الأيام القادمة المزيد من التفاصيل عن آخر استعدادات الأحزاب للانتخابات البلدية المحددة لموعد 6 ماي القادم.