مازالت مدينة تالة تعيش في حالة حداد على التلميذتين الفقيدتين اللتين قضيتا في حريق مبيت اعدادية 25 جويلية ولم تستانف امس الدراسة في المؤسسة المذكورة الى حين تجاوز مخلفات الحادثة الاليمة على الوضع النفسي لبقية التلاميذ خصوصا وان البعض منهم وتحديدا الفتيات المقيمات مازلن في حالة نفسية مضطربة واحداهن تشكو من صدمة جعلتها لا تقدر على التعرف على افراد عائلتها عند اعادتها الى اسرتها. وفي الاثناء تسعى مصالح المندوبية الجهوية للتربية لإيجاد حل الى تلاميذ المبيت بتخصيص جزء من مبيت معهد ابن الفرات المجاور للاعدادية للاقامة فيه بصفة مؤقتة وتهيئة جناح اخر بنفس المؤسسة لاقامة الفتيات.. وفي نفس الوقت أعرب عدد من المستثمرين الشبان بالقصرين في قطاعي البناء والدهن عن استعدادهم لإعادة تهيئة ودهن وتجهيز المبيت الذي احترق بمجرد انتهاء الخبراء الذين سخرتهم المحكمة الابتدائية ووزارة التربية لمعاينة اثار الحريق من اجل تحديد أسباب اندلاعه.. من جهة أخرى عقدت مكونات المجتمع المدني والسياسي بتالة مساء أول أمس اجتماعا بمقر الاتحاد المحلي للشغل لتدارس كيفية التعامل مع الفاجعة التي وقعت في المبيت المذكور وقررت حسب ما أفادت»الصباح» مصادر نقابية رفع قضية عدلية ضد كل من وزير التربية والمندوب الجهوي للتربية بالقصرين وحملتهما مسؤولية الاخلالات التي تسببت في الحريق ووفاة التلميذتين بعد ان تبين للمجتمعين بان اشغالا كانت مبرمجة بالاعدادية لصيانتها بما في ذلك الشبكة الكهربائية والمبيت وتوسيع المؤسسة باضافة قاعات جديدة فيها، لم تتم رغم امضاء محضر جلسة خلال السنة الدراسية الفارطة تعهدت فيه المندوبية بانهاء كامل الاشغال قبل يوم 25 جويلية 2017 والاحتفال بتدشينها بمناسبة عيد الجمهورية وذلك اثر تحركات احتجاجية من اساتذة الاعدادية وتنفيذ اضراب مفتوح لمدة 4 ايام للمطالبة بصيانة مكونات المؤسسة واعادة تهيئة سورها وساحتها و مبيتها.. الا ان المقاول المكلف بها اكتفى ببناء القاعات دون انهائها ثم تخلى عن الاشغال وغادر لان الوزارة لم تقم بخلاصه. واعتبر الحاضرون في الاجتماع ان هناك تقصيرا واضحا من الوزارة والمندوبية الجهوية لا يمكن التغطية عليه بالادعاء ان خللا كهربائيا وراء اندلاع الحريق، اضافة الى تعمد اغلاق منفذ النجدة بالمبيت لوضع المزيد من»الاسرّة» امامه للرفع من طاقة استيعاب»المرقد» الذي لا يتسع لاكثر من 60 تلميذة لكن تقيم به اكثر من 100 ومن الطاف الله ان الحريق بدأ في الجانب الداخلي من المبيت بعيدا عن بابه الرئيسي مما اتاح للتلميذات الفرار بسرعة والا لحصلت كارثة اكبر وارتفع عدد الضحايا، كما اكد المجتمعون ان لديهم معطيات تفيد بان الحماية المدنية ابدت اعتراضها على استغلال المبيت لانه لا يستجيب لشروط السلامة ورغم ذلك وقع استعماله وحشر اكثر من 100 تلميذة داخله والحال ان منفذ النجدة مغلق مع وجود اسلاك كهربائية غير مؤمنة بالشكل الكافي بل ان بعضها يتدلى من الجدار.