تحتوي معتمدية حيدرة الواقعة اقصى شمال غرب ولاية القصرين على منطقة اثرية هي الاكبر في تونس تمسح اكثر من 150 هك وتضم عديد المواقع النوميدية والرومانية والبيزنطية من معابد وكنائس وحصون وقلاع و مقابر واقواس واضرحة ضخمة، بل انها توجد بها مدينة رومانية متكاملة مازالت اثارها بارزة لما كانت "اميدرة" وهو اسمها القديم مقرا لقاعدة هامة للجيش الروماني وأول معسكر قار لقواته المرابطة في شرق إفريقيا الشمالية والطريق الرومانية التي تربطها بتبسة في الجزائر مازالت موجودة. وتعتبر حيدرة من أهم وأقدم المدن الرومانية في أفريقيا ونظرا لتاريخها العريق ومخزونها الاثري الهام فقد اجتهد الناشطون بالحقل الثقافي بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بالقصرين في التحسيس بأهمية احداث متحف اثري بالمدينة يتم فيه تجميع اهم القطع التي تروي مختلف الحقبات التاريخية التي مرت بها "أميدرة" ليفتح امام الباحثين والزوار التونسيين والسواح الاجانب. وبالفعل فقد اتخذ قرار منذ عديد السنوات )قبل الثورة) ببعث متحف بحيدرة على مراحل وانطلقت أشغاله قبل الثورة ثم توقفت بعد الثورة ليتم استئنافها في سنة 2017 من طرف المعهد الوطني للتراث. وحسب ما افادنا به المندوب الجهوي للثقافة بالقصرين محجوب القرمازي يوم الجمعة في لقاء جمعنا به فان المعهد الوطني للتراث أوشك على اتمام اعمال التهيئة بالمتحف الاثري بحيدرة والتي تجاوزت نسبة تقدمها 90 بالمائة ومن المنتظر ان يتم الشروع في تجهيزه وضع مختلف القطع الاثرية فيه وخاصة اللوحات الفسيفسائية المعروفة بها»اميدرة» وتدشينه في غضون أسابيع قليلة ليفتح أبوابه أمام الزوار.. والشيء الملفت في المتحف المذكور شكله الخارجي المميز الموجود بمدخل المنطقة الاثرية قرب محطة القطار بحيدرة، وبافتتاحه المبرمج للثلاثية الأولى من السنة الجارية(2018) ينتظر أن يصبح المتحف الأثري بحيدرة الثاني من نوعه في جهة القصرين بعد المتحف الأثري بسبيطلة..