أكد اللاعب الدولي السابق للترجي والمنتخب الوطني خالد بدرة أن كرة القدم التونسية تعيش أزمة كبيرة وأن لا مجال للحديث عن كرة قدم في المشهد الرياضي الحالي. كان ذلك من خلال حوار خص به «الصباح الأسبوعي» قدم لنا رأيه بخصوص عدة مسائل تتعلق بالترجي والإفريقي والصفاقسي والمنتخب الوطني... وفي ما يلي فحوى هذا الحوار: ● في البداية، أين خالد بدرة في المشهد الرياضي؟ ابتعادي عن المشهد الرياضي، هو اختيار شخصي فرضته أجواء الكرة في تونس، أجواء متوترة لا يمكن لي أن أكون في هذا المشهد المتعفن جدا. لذلك فضلت النأي بنفسي عن هذه الأجواء، فلا وجود للكرة التي كنا نعرفها، مشاكل، عنف، لا وجود للاعبين كبار في المستوى قادرين على شد الجماهير لأن اللاعب الفنان يساهم في الارتقاء بمستوى الجمهور كما كان في السابق، كان لنا لاعبون نجوم دخلوا قلوب الجماهير بفضل عطائهم بلا حدود. فرغم الترشح لكأس العالم كرتنا مريضة وهذا لا يليق بسمعة تونس عربيا وإفريقيا ودوليا. لنا لاعبون كبار صنعوا مجد كرة القدم التونسية وساهموا في كتابة تاريخ الرياضة التونسية بأحرف من ذهب. وأنا أرى كمتابع ضعف للمسؤولين والقائمين على الكرة في تونس. لذلك خيرت الابتعاد وقلبي يعتصر ألما على كرتنا التي كانت مفخرة ومثالا في الماضي البعيد والقريب. ● كيف تتابع مسيرة فريقك السابق الترجي الرياضي التونسي ؟ يوجد في الترجي لاعبون ليسوا في قيمة الفريق، لاعبون يتقاضون أجورا مرتفعة وعطاؤهم لا يتماشى والأموال التي يقبضونها. وهذا ينطبق على عدة لاعبين في بقية النوادي وخاصة الكبرى منها. ففي بطولة محترفة كان من المفروض أن يكون المستوى أفضل وخصوصا من طرف اللاعبين ونحن في سنة كأس عالم، فالمدرب الوطني يتابع اللاعبين الناشطين بالخارج أكثر من اللاعبين المحليين بسبب ضعف البطولة وغياب النسق وقلة عدد اللاعبين القادرين على اللعب في مستوى عال. ● هل ترى أن تغيير المدرب فوزي البنزرتي جاء في وقته بالنسبة للترجي؟ هذا شأن داخلي للمسؤولين على الترجي الذين يعرفون أفضل مني. فالإدارة تتابع الفريق وتقيم عمل المدرب فوزي البنزرتي، لكن كملاحظ أرى أن تململا بدأ من بقاء البنزرتي بعد الهزيمة أمام الأهلي المصري في كأس رابطة الأبطال والخروج بتلك الطريقة التي مست من العائلة الترجية، فكانت الحملة ضد المدرب التي تطورت والنتيجة المغادرة. ● ما هو رأيك في تعيين منذر الكبير كمدرب أول و لماذا فشل في تحسين نتائج الفريق؟ منذر الكبير مكون جيد ولا أعرف كيف تم تعيينه مدربا أول على رأس فريق أكابر الترجي في ظرف حساس وكذلك كيف تم التخلي عنه. صراحة قرار التعيين ثم التخلي لم يكن مفهوما من إدارة الترجي، فكان اللجوء للمدرب خالد بن يحيى في وقت كان مرتبطا مع الملعب القابسي. كل مدرب يأتي للترجي مطالب بالنتائج والأداء لان الجمهور لا يصبر كثيرا وهذا حال ناد كبير في حجم الترجي الذي يراهن دائما على الألقاب. ● ماذا غير خالد بن يحيى حتى ظهر الترجي بذلك المستوى في لقاء الكلاسيكو أمام النجم الساحلي؟ خالد بن يحيى أخذ الفريق في ظرف صعب بعد إهدار نقاط في البطولة وخيبة في المتلوي بالخروج في دور متقدم من سباق الكأس وهو ما لم نتعود عليه في الترجي، وفي مباراة الوئام الموريتاني في كأس رابطة الأبطال الإفريقية أظهر الفريق تحسنا وعاد بنتيجة التعادل. وفي لقاء الكلاسيكو أمام النجم الساحلي الذي كنت شاهدته عن كثب بملعب رادس ورغم الانتصار (3-2) كان الفريق غير متوازن في خط الوسط، فالمقابلة لم تأخذ حجم لعب كبير والمهم أن الترجي أراد الفوز فكان له ذلك والفريق قادر على التحسن في قادم الجولات. ● هل ترى أن العودة القوية للنادي الإفريقي بعثت روحا تنافسية كادت أن تفتقدها البطولة في مرحلة الإياب؟ بعد المشاكل والأخطاء في تسيير الفريق والتذبذب في أداء اللاعبين تغيرت الوضعية مع الهيئة التسيرية بفضل الاستقرار الإداري مما أثر على تحسن الأداء الذي تطور مع المدرب مارشان، هذا المدرب يعتبر أحسن اختيار لأنه درب في تونس سابقا مع النادي الإفريقي وتوج بكأس رابطة الأبطال مع النجم الساحلي، معرفته بأجواء الكرة التونسية ساعدته على تحسين نتائج الفريق. فالنادي الإفريقي انقلب من النقيض إلى النقيض في الجولات الأخيرة بعد بداية موسم صعبة مع الإيطالي سيموني. فالهيئة التسييرية الحالية رغم أنها فاقدة للخبرة إلا أنها تفطنت للأخطاء وأخذت على عاتقها المسؤولية وأوفت بوعودها تجاه اللاعبين فكان التجاوب وبالتالي تحسنت النتائج. ● كلمة عن النجم الساحلي مع المدرب مضوي والنادي الصفاقسي بطابع لسعد الدريدي؟ مدرب النجم الساحلي خير الدين مضوي، درب وفاق سطيف الجزائري وأنا أعرفه جيدا وهو معروف بالانضباط، مدرب واقعي يشتغل حسب مستواه، أخذ الفريق في ظروف صعبة.. انسحابه أمام الأهلي المصري كانت له تداعيات خطيرة على الفريق خلف أزمة وضغطا جماهيريا. المدرب الجديد حسن الأداء والنتيجة فامتص غضب الجمهور وخلق روحا تنافسية افتقدها الفريق. فالنجم الساحلي الذي كنت شاهدته في الكلاسيكو أمام الترجي على الطريق الصحيح. بينما لسعد الدريدي طور أداء النادي الصفاقسي، لكن ما يعاب على هذا المدرب كثرة الفلسفلة التي كلفت الفريق غاليا بخسارة عدة نقاط خصوصا أمام فرق الصف الثاني التي وجد أمامها صعوبة كبيرة. فلسعد الدريدي لا يزال يتعلم وهو مشروع مدرب كبير في المواسم القادمة وأعتقد أن تجربته مع النادي الصفاقسي ستفيده كثيرا. ● كيف تواكب استعدادات المنتخب الوطني لكأس العالم والجدل الذي خلفه تربص قطر الأخير؟ تربص إيجابي وقد أصاب نبيل معلول في ذلك لأن عامل الطقس سيكون نفسه في روسيا والمجموعة التي شاركت في التربص اشتغلت في أجواء طيبة على ملعب يحلو عليه اللعب وتجهيزات عالية الجودة لا وجود لها في تونس. فالتربص إيجابي وكان فرصة للوقوف على حقيقة إمكانيات بعض اللاعبين الناشطين بالبطولة المحلية. ● ما هو رأيك في الهجرة المفاجئة لعدد من اللاعبين إلى البطولة السعودية.. وهل سيؤثر ذلك على المنتخب الوطني؟ البطولة السعودية أقوى من البطولة التونسية وهي الأقوى في العالم العربي من حيث الملاعب واللاعبين وجمهور وأداء، بطولة تمتاز بمقومات الفرجة والجمالية مثال للعب الفعلي والنسق المرتفع. وترشح المنتخب السعودي إلى كأس العالم بروسيا ليس من باب الصدفة. وما يمكن التأكيد عليه أن التونسيين ساهموا في تطور الكرة السعودية من مدربين ولاعبين ومعدين بدنيين... ● من هم اللاعبون الذين نالوا إعجابك وتنصح بهم المدرب نبيل معلول لمنحهم الفرصة؟ لا أعتقد أن نبيل معلول تغافل عن أي لاعب يستحق التواجد ضمن قائمة المنتخب الوطني في المباريات والتربصات الفارطة. وتبقى البطولة الوطنية فرصة لبروز اللاعبين الذين يمكن أن يلفتوا انتباه الإطار الفني للمنتخب الوطني. فمثلا دار جدل كبير حول حارس النادي الصفاقسي رامي الجريدي، فهذا الحارس لم يكن أساسيا مع فريقه في مرحلة الذهاب وبعد استرجاع مكانه وجه له المدرب الوطني الدعوة في تربص الحراس الأخير. كما تم تداول اسم حارس الشبيبة القيروانية علي القلعي وهذا الأخير مطالب بالعمل أكثر ولو أنه تلقى الدعوة لتربص الحراس فليست له الخبرة ليكون حارسا في المنتخب الوطني فهناك لاعبو نواد ولاعبو منتخب. والقلعي من الصنف الأول.