طهران )وكالات) هدد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية «ستسوي تل أبيب بالأرض إذا قامت إسرائيل بأي تحرك ضدنا»، وذلك رداً على تهديدات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو أمس. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن رضائي القول، موجهاً الحديث لناتنياهو: «لا يمكنكم ارتكاب أي حماقة. ولو أردتم القيام بتحرك ما، فلن نمنحكم حتى فرصة الهرب، وسنسوي تل أبيب بالأرض». وقال ساخراً من ناتنياهو ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب :«نواجه اليوم خصمين، أحدهما له ملفات فساد مالية كبيرة، والآخر له ملفات كثيرة في المحاكم بشأن الانتخابات». وكان ناتنياهو قال أول أمس :«لن نسمح للنظام الإيراني بوضع حبل حول عنقنا، وسنعمل دون تردد للدفاع عن أنفسنا، وسنعمل إذا لزم الأمر، ليس فقط ضد عملاء إيران الذين يهاجموننا، بل ضد إيران نفسها»، وذلك في كلمته التي ألقاها في اليوم الأخير من مؤتمر ميونيخ للأمن. تبادل التصريحات العدائية وكان يوم أول أمس ملئيا بتصريحات قوية وعدائية بين إسرائيل وطهران، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن «إسرائيل ستتحرك ضد إيران نفسها وليس ضد وكلائها فحسب في الشرق الأوسط إذا لزم الأمر»، مؤكدا مرة أخرى أن طهران «تمثل أكبر تهديد للعالم». وتوعد ناتنياهو خلال كلمته في المؤتمر طهران ملوحا بقطعة قال إنها ما تبقى من طائرة بدون طيار إيرانية أسقطتها إسرائيل فوق أراضيها الأسبوع الماضي: «لدي رسالة للطغاة في طهران لا تختبروا عزم اسرائيل». وأضاف ناتنياهو «المؤسف أنه بينما ينكمش داعش تتوغل إيران فهي تحاول إقامة هذه الإمبراطورية المتصلة حول الشرق الأوسط من الجنوب في اليمن لكنها أيضا تحاول إنشاء جسر من الأرض من إيران إلى العراقوسوريا ولبنان وغزة». وأضاف «هذا تطور خطير جدا بالنسبة لمنطقتنا». وإذ توجه إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قائلا: «هذه قطعة من الطائرة بدون طيار الإيرانية! هل تتعرف عليه سيد ظريف؟ لا بد من ذلك، فهي طائرتكم»، لم يتورع ظريف المشارك في المؤتمر، والغائب خلال كلمة ناتنياهو عن الرد منددا ب«سيرك هزلي لا يستحق حتى الرد عليه». واعتبر ظريف إن إسقاط طائرة إسرائيلية مقاتلة بعد قصفها موقعا إيرانيا في سوريا قد حطم ما يقال عن أن إسرائيل «لا تقهر». وأضاف أمام المؤتمر «إسرائيل تتخذ العدوان سياسة ضد جيرانها» متهما إياها بارتكاب «أعمال انتقام جماعية والتوغل اليومي في سوريا ولبنان». وقال مشيرا لإسرائيل «كأن كارثة تقع عندما تصبح لدى السوريين الجرأة لإسقاط إحدى طائراتها». وأكد وزير الخارجية الإيراني في خطابه أمام المؤتمر أن بلاده «ليست مسؤولة عن الصراعات في الشرق الأوسط، بل إسرائيل والولايات المتحدة». وتابع: «لا يجب أن يلوم هؤلاء إيران على قراراتهم الخاطئة»، مضيفا: «طهران لا تريد الهيمنة على الإقليم» بل «تريد شرق أوسط قوياً، ولذلك تعرض على جيرانها العمل معا من أجل تحقيق هذا الهدف». وشدد على أن بلاده «لن تكون أول من يخرق الاتفاق النووي»، الذي توصلت إليه مع القوى الكبرى في 2015. وتثير هذه المواجهة الأولى المعلنة بين إسرائيل وإيران على الساحة السورية، مخاوف من تصعيد في النزاع، ولو أن البلدين أبديا حتى الآن حرصا على تفادي حرب مفتوحة. وقال الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا «لم نشهد منذ أربع سنوات دولا كبرى تتدخل عسكريا وبصورة مباشرة داخل سوريا. أثار الأمر حوادث، وهذا مثير للقلق». وتابع «نأمل أن تواصل هذه البلدان التحلي بحس مسؤولية، وإلا فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة تماما».