أمام تصاعد وتيرة تفشي حالات الإصابة بالالتهاب الفيروسي الكبدي صنف –أ- بالأوساط التربوية والتكوينية خاصة بالمدارس الريفية التي تعوزها عديد المرافق الصحية والحياتية من قبيل انعدام المياه الصالحة للشرب وفقدان قواعد حفظ الصحة وغياب الصرف الصحي.. كانت عديد المؤسسات مسرحا في السنوات الأخيرة إلى حالات إصابة واتساع بؤرها بحكم انتشار العدوى بين التلاميذ. وضعيات تستوجب مراجعة خطط التدخل الوقائي والعلاجي وتنسيق الجهود بين مختلف الهياكل المتدخلة. وتوخي برنامج وقائي بالأساس تتكامل فيه أدوار مختلف الأطراف للسيطرة على الإصابات. في هذا الصدد قام سبعة وزراء مكلفون بالتربية والصحة والطفولة والشباب والرياضة والتكوين المهني والشؤون الدينية والتعليم العالي في الفترة الأخيرة بتوقيع منشور مشترك يقوم على تقاسم المهام والتدخلات بالفضاءات التربوية والتكوينية والجامعية ومؤسسات الطفولة كل في مجاله لتفعيل جملة من الإجراءات ومتابعتها. تستند خطة العمل إلى محاور تدخل تتعلق بتوفير مياه الشرب والتجهيزات الضرورية ومواد التنظيف والعناية بالمجمعات الصحية والعناية بالمحط الدراسي والتكويني وإحكام التصرف في النفايات والفضلات والصرف الصحي للمياه المستعملة. تعتمد الخطة أيضا على دعم النشاط التكويني والتثقيفي في مجال مكافحة التهاب الكبد الفيروسي صنف أ- والوقاية منه. تتدخل وزارة الصحة في مستوى إعداد وتنفيذ برامج تكوينية لفائدة الإطار التربوي واستهداف التلاميذ والأولياء بعمليات تحسيس. إلى جانب المراقبة الوبائية النشطة والتدخل الصحي الفوري بالمؤسسات التي تشكل بؤرا للعدوى. وإقرار إجراء الإبعاد المدرسي لمدة 14 يوما للتلميذ المصاب. وتلقيح الأطفال والأشخاص المخالطين للمصاب. وتعود لوزارة التربية العناية بنظافة الوحدات الصحية وتخصيص حيز من حصص الدرس للتحسيس والتوعية وتنظيم لقاءات إعلامية للأولياء وإدماج الوقاية في مختلف الأنشطة الثقافية والنوادي المدرسية. وتتولى وزارة المرأة والأسرة تنظيم لقاء مفتوح للأولياء للتحسيس والتوعية. وتتكفل وزارة الشؤون الدينية ببرمجة دورة تكوينية وتحسيسية للمؤدبين مع الدعوة إلى إدماج موضوع النظافة في نشاط الكتاتيب.. تشرف وزارة التعليم العالي من جانبها على تنظيم حصص إعلامية لفائدة الطلبة حول الالتهاب الكبدي. وتخصيص حصص تكوينية وتحسيسية حول النظافة وحفظ الصحة لفائدة الأعوان العاملين بالمطاعم والأحياء الجامعية. وتخصص لفائدة تلاميذ مراكز التكوين المهني دورات تحسيسية إلى جانب الإبلاغ الفوري عن أية إصابة لدى المصالح الجهوية للتكوين والتشغيل. حزمة من الإجراءات تقتضي تجند كل الوزارات المعنية بتنفذيها بالوسط التربوي وتعهدها بالمتابعة والتقييم للحد من انتشار المرض.