◄ الفلسطينيون: واشنطن عزلت نفسها كليا وأصبحت جزءا من المشكلة واشنطن )وكالات) اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت الليلة قبل الماضية ان مقر السفارة الأمريكية في اسرائيل سينقل رسميا من تل ابيب الى القدس في ماي 2018، بالتزامن مع ذكرى حرب 1948. وقالت ناورت في بيان "نحن بغاية السرور لقيامنا بهذا التقدم التاريخي، وننتظر بفارغ الصبر الافتتاح في ماي". وأثار القرار وتزامنه مع الذكرى السبعين للنكبة )إعلان قيام دولة إسرائيل في الرابع عشر من ماي (1948 غضب الفلسطينيين الذين وصفوه ب"الاستفزاز". ويبدو هذا القرار تجسيدا للانحياز الأمريكي لصالح اسرائيل، مع العلم بأن السفيرة الأمريكية لدى الاممالمتحدة نيكي هايلي اعلنت الخميس الماضي ان خطة السلام الأمريكية الجديدة لإنهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ستكون جاهزة قريبا. ويحيي الفلسطينيون سنويا ذكرى «النكبة» حيث أجبر مئات الآلاف من آبائهم وأجدادهم على ترك مدنهم وقراهم والنزوح الى دول عربية مجاورة. ردود الفعل هذا الإعلان الأمريكي الجديد قوبل على الفور بترحيب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين ناتنياهو الذي توجه بالشكر الى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثنيا على «قيادته» و"صداقته"، بينما كتب وزير الاستخبارات الاسرائيلي اسرائيل كاتز على تويتر مخاطبا الرئيس ترامب "لا يمكن ان نتلقى هدية افضل من ذلك. انها المبادرة الاكثر عدالة والاكثر حكمة. شكرا لصديقنا". وقال ناتنياهو إن هذا القرار «سيحول الذكرى السبعين لاستقلال اسرائيل الى احتفال وطني أكبر»، فيما سارعت القيادة الفلسطينية الى اعتباره «استفزازا للعرب» لافتة الى ان ادارة ترامب باتت تشكل عائقا امام السلام. فقد ندد امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات «بأشد العبارات بقرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في اليوم الذي تتزامن فيه ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني». وقال عريقات ان «هذا القرار مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية وتدمير كامل لكل اتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل»، مؤكدا ايضا انه «استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين». واعتبر ان ادارة ترامب «بهذه الخطوة تكون عزلت نفسها كليا واصبحت جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل». وبعد احتلالها للقدس الشرقية في جوان 1967، أعلنت إسرائيل المدينة المقدسة «عاصمتها الأبدية غير القابلة للانقسام»، إلا ان المجتمع الدولي لم يعترف بهذا الواقع. «أسرع مما كان متوقعا» والملاحظ أن عملية نقل السفارة من تل ابيب الى القدس تكون بذلك قد انطلقت بأسرع مما كان متوقعا. فقد كان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اعلن في ديسمبر الماضي أنها لن تتحقق على الارجح قبل سنتين، فيما قال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ان النقل «سيتم خلال عام». وبحسب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ستكون السفارة المقبلة ضمن مجمع كبير موجود اصلا ويضم انشطة القنصلية الأمريكية العامة في اسرائيل، في حي أرنونا بين القدس الشرقية والغربية. وتابعت هيذر ناورت «في المرحلة الاولى» سينتقل الى السفارة السفير ديفيد فريدمان المدافع الشرس عن مبدأ نقل السفارة الى القدس، اضافة الى فريق صغير، مضيفة «ننوي فتح جناح جديد في مجمع أرنونا بحلول نهاية العام الحالي، لكي تكون للسفير وفريقه مكاتب أوسع». وقالت «في موازاة ذلك باشرنا البحث عن موقع يكون المقر الدائم لسفارتنا» معتبرة ان بناءه «سيستغرق وقتا». وكان الرئيس الأمريكي أعلن في السادس من ديسمبر قراره «الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل» ما شكل قطيعة مع جميع اسلافه رغم التحذيرات الدولية من عواقب هذا القرار. ويطالب الفلسطينيون بان تكون القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في 1967 عاصمة لدولتهم المنشودة. غدا في بروكسيل.. تحرك عربي أوروبي لمواجهة تداعيات القرار الأمريكي القاهرة )وكالات) أعلنت مصر أمس عقد اجتماع عربي أوروبيٍ على مستوى وزراء الخارجية، غدا الاثنين في بروكسيل، لبحث تداعيات قرار واشنطن بشأن القدس ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة في ماي في الذكرى السبعين للنكبة. كما سيناقش الاجتماع السبل الكفيلة بإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضحت الخارجية المصرية في بيان أن الاجتماع سيضم وزراء خارجية اللجنة السداسية العربية ونظرائهم من دول في الاتحاد الأوروبي (لم تحددها)، على أن يعقد بمقر مفوضية الاتحاد بالعاصمة البلجيكية. واللجنة الوزارية السداسية، تتكون من وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات والسعودية والمغرب وفلسطين إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وتشكلت اللجنة عقب الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية في ديسمبر 2017 لتقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية القدس، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2017، اعتبار المدينةالمحتلة عاصمة لإسرائيل.