لا يختلف اثنان في القيمة الفنية والأخلاقية للمدرب طارق ثابت الذي تألق لاعبا لمدة أكثر من 10 سنوات في أعلى مستوى بالترجي الرياضي والمنتخب الوطني وشارك مرتين في كاس العالم و3 دورات في كاس الأمم الإفريقية مع المنتخب ثم دخل قبل 12 سنة تقريبا ميدان التدريب وعمل مساعدا للمدرب الوطني روجي لومار وكان معه في نهائيات كاس العالم 2006، وقبل حوالي 3 أشهر على «مونديال روسيا» استضفناه اليوم ليحدثنا عن مسيرته التدريبية وبعض مشاغل الكرة التونسية.. فكان لنا معه الحوار التالي: ● لو نبدأ من فريقك الحالي مستقبل القصرين وسبب تفريطه في الترشح ل»البلاي-أوف» بعد أن كان قريبا من ذلك؟ لقد مثلت هزيمتنا في القصرين ضد الحديد الصفاقسي خلال لقاء أضعنا أثناءه ما لا يقل عن 6 أهداف منعرجا سلبيا تلاها تعادل خارج القواعد مع جرزونة، مما فرض علينا الفوز بجميع مبارياتنا المتبقية وعددها أربع للبقاء في السباق فانتصرنا على أريانة ثم انهزمنا في تطاوين وذلك لم يكن كافيا. ● وكيف ستتعاملون مع اللقاء الأخير ضد محيط قرقنة المعني بالنزول في ظل نفس الظروف؟ سنلعب بكامل الجدية من اجل الفوز والمسؤولون وعدوا اللاعبين بتسليمهم هذا الأسبوع مستحقاتهم. ● في ما يخص البطولة الوطنية هل تعتقد أن الترجي حسم أمرها بفارق ال8 نقاط الذي يفصله عن ملاحقيه أم أن المنافسة ما تزال مفتوحة؟ يمكن القول إن الترجي قطع خطوة هامة وبنسبة 80 % نحو كسب البطولة والفضل يعود إلى فوزي البنزرتي الذي كسب 32 نقطة في حين جمع منذر الكبير وخالد بن يحيى 12 نقطة، وأظن أن الفريق يكفيه الحصول على 9 نقاط أخرى للاطمئنان على اللقب وهو أمر في متناوله تحت قيادة بن يحيى الذي يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف. - والمركز الثاني المؤهل لرابطة الأبطال الإفريقية لمن سيعود؟ سيبقى التنافس حوله مفتوحا إلى آخر جولة بين الإفريقي والنجم والصفاقسي والاتحاد المنستيري الذي ظهر بوجه مشرف للغاية وكنت أرشحه لكسب الكأس قبل انسحابه أول أمس. ● والأميرة لمن ستؤول حسب رأيك؟ لن تكون هناك مفاجأة وستكون من نصيب واحد من بين النجم والصفاقسي والإفريقي. ● ما رأيك في ترجي هذا الموسم وماذا ينقصه للمراهنة من جديد على رابطة الأبطال الإفريقية؟ - فريق متميز وشبه متكامل وهو سيسير مع خالد بن يحيى نحو الأفضل، لكن تبقى إشكالية محور الدفاع التي لا بد من حلها بالعثور على مدافع قوي وصاحب خبرة ليكون إلى جانب الذوادي، فالشاب منتصر الطالبي تنقصه التجربة واعتقد انه سيكون بعد مواسم قائدا لدفاع الترجي لكن ليس الآن. ● نأتي الآن للحديث عن المنتخب فمن من اللاعبين المحليين الذين تراهم جاهزين لتعزيز صفوفه؟ ما تزال أكثر من 3 أشهر تفصلنا عن المونديال وقد تبرز خلالها عديد العناصر لكن من الواضح أن ثلثي اللاعبين الذين سيشاركون في «روسيا» موجودون منذ الآن في ذهن المدرب الوطني، وشخصيا أعجبني من لاعبي البطولة خاصة كلا من الخنيسي والشعلالي (الترجي) وعلاء المرزوقي (النادي الصفاقسي) ورفيق كابو (الاتحاد المنستيري) وحمزة لحمر لاعب النجم الذي استعاد «الفورمة» وغازي العيادي (الإفريقي) ويكن الظهير الأيمن للنادي البنزرتي.. وفي الرابطة الثانية هناك نضال الدلهومي صانع العاب مستقبل القصرين القادر على اللعب بسهولة في الأندية الأربعة الكبار وبمزيد من الخبرة يمكنه أن يكون في المواسم القادمة لاعبا دوليا. ● وبالنسبة للحراس؟ رامي الجريدي من النادي الصفاقسي الذي ما انفك يقدم مردودا كبيرا، كما لفت انتباهي حارس الاتحاد المنستيري مكرم البديري. ● وأجانب البطولة من هو أفضلهم حسب رأيك؟ فوسيني كوليبالي لاعب الترجي أحسنهم على الإطلاق ولكن لدينا 4 في المنتخب أفضل منه في مركزه، إضافة إلى مدافع الإفريقي أبوكو والمهاجم المصري للنجم عمرو مرعي ولاعب الاتحاد المنستيري أنان ● لاعبونا الذين تحولوا للعب في البطولة السعودية هل سينزل مستواهم مثلما يقول البعض؟ - بالعكس فالبطولة السعودية فيها تنافس كبير ولها نسق سريع وطيب للغاية ومبارياتها يتابعها الآلاف من الجماهير ورغم أن بطولتنا مرتبة أفضل منها إلا أن ما نشاهده في ملاعبنا من لعب متقطع واحتجاجات لا تتوقف تجعلني متأكدا من ان لاعبينا الذين هاجروا للسعودية سيتطور مستواهم وسيكون الدوليون منهم جاهزين كأفضل ما يكون للمونديال. ● ما هي الحلول التي تراها كفيلة بالحد من العنف في ملاعبنا؟ بصراحة ما شاهدناه مؤخرا في عدة مباريات وما يحدث كل أسبوع في مختلف الأقسام بعيدا عن «الكاميرا» أمر يبعث على الانشغال والحل في تكثيف الحوار مع جميع الأطراف بما في ذلك المجموعات التي أصبحت تتكون منها جماهير كل ناد لتحسيسها بضرورة التحلي بالروح الرياضية مع اللجوء إلى الردع بتحديد قائمة في المشاغبين ومنعهم من دخول الملاعب مثلما حصل في عدة دول. ● وهل سيكون ذلك كافيا؟ لا مجال للحلول الأمنية إلا في حدود معينة لان العنف لا يواجه إلا بالحوار حتى لا يتحول إلى تخريب مثلما شاهدنا مؤخرا، وعلى أعوان الأمن مستقبلا الابتعاد عن عادة «تطويق» طاقم التحكيم عند نهاية كل لقاء بل تركه لمراقبة التجاوزات وتدوينها حتى يتحمل كل واحد مسؤوليته.. مع ضرورة تركيز الأمن على منع المسؤولين والمرافقين المتواجدين على بنك البدلاء من الدخول للميدان والتوجه لطاقم التحكيم لأنهم سبب كل المشاكل، لأني على يقين أن اللاعبين لا يجرؤون على الاعتداء على الحكام ومن يفعل ذلك يتم شطبه مدى الحياة، أما تطويق الأمن للحكام فيه «استفزاز» يغري بالتطاول والتهجم عليهم.