احتضنت قاعة سينما «الكوليزي» بالعاصمة مساء الجمعة 2 مارس 2018 العرض الأوّل لفيلم «همس الماء» لفقيد السينما المخرج الطيّب الوحيشي، الذي توفّي في الحادي والعشرين من فيفري المنقضي قبل العرض الخاص للفيلم. وعمل منتج الفيلم لطفي لعيوني على تكريم الوحيشي وتحقيق رغبته بعرض العمل في موعده المبرمج مسبقا - كما أراد مخرجه- وذلك بحضور أسرته ووجوه إعلاميّة وسينمائيّة من أصدقاء الرّاحل وممّن عملوا معه خلال آخر إنتاجاته السينمائيّة وممّن امنوا بسينما الطيب الوحيشي. وقد حل بقاعة الكوليزي ليلة أمس أغلب صناع السينما في تونس تكريما لروح سينمائي حظي دوما بتقدير وإعجاب أهل القطاع كبارا وشبابا. وافتتح عمل توثيقي قصير عن خيارات المخرج الطيب الوحيشي والصعوبات، التي عرفها خلال مشواره الفني والصنصرة، التي تعرض لها في فترة من مسيرته الفني العرض التكريمي الخاص وهو عمل أخرجه خالد البرصاوي بطلب من المنتج لطفي لعيوني تكريما للسينمائي الراحل. واستحضر صناع الفيلم أجواء تحضير «همس الماء» ووقفوا على آخر توصيات المخرج «الطيّب الوحيشي». فتحدث هشام رستم عن العلاقة العميقة التي جمعته طيلة سنوات مع الطيب الوحيشي منذ مشاهدته لفيلم «ظل الأرض». هشام رستم اعتبر الطيب الوحيشي من بين أهم سينمائيي العالم قدرة على تصوير الحب في تماهيه الإنساني ونبل قيمه كما وقف احتراما لشجاعة وإرادة الحياة التي تمتع بها الطيب الوحيشي رغم المصاعب التي عرفها في حياته الشخصية والمهنية.. وبتأثر كبير، اكتفى جمال المداني بالقول ان من سينما الطيب الوحيشي ستجعله حيا في ذاكرة محبي الفن السابع فيما دعت السوبرانو أمبريتا ماكي الفنانين الحاضرين بقاعة الكوليزي لتحقيق حلم الطيب الوحيشي الأخير وهو تنفيذ أوبرات «ديدون وايني» على ركح مسرح قرطاج الأثري كما كان يرغب. ويتناول فيلم «همس الماء» الذي تمّ تصوير أحداثه بجهة سيدي بوسعيد بالضاحيّة الشماليّة للعاصمة، سيرة رجل في الستين من عمره وهو مخرج أوبرا يدعى «أنس» (هشام رستم) يعود من المنفى إلى وطنه بعد الثورة التونسيّة ليجد نفسه ملاحقا من قبل ماضيه السياسي والعاطفي. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن عروض الفيلم التجارية انطلقت اليوم في قاعات السينما التونسية.