أبدى اللاعب الدولي السابق عبد الحميد الهرقال قلقه من تراجع مستوى كرة القدم التونسية التي لا تعكس ترشح المنتخب الوطني لكأس العالم ، مبررا دوافع المدرب نبيل معلول بالبحث عن لاعبين ينشطون بالبطولات الأجنبية خصوصا في حراسة المرمى ، و يرى أن أمر البطولة قد حسم لصالح الترجي و أن لقب الكأس يبقى بين الثلاثي التقليدي الإفريقي و النجم و الصفاقسي. كان ذلك في حوار خص به « الصباح الأسبوعي « استرجع من خلاله ذكريات الماضي و خاصة الهدف التاريخي في مرمى حارس المنتخب الأنقليزي بيتر عبد الحميد الهرقال ل" الصباح الأسبوعي" شيلتون . وفيما يلي فحوى الحوار: ● أحسن ذكرى في حياتك و أسوأها و ماهو أحسن هدف سجلته في مسيرتك؟ دامت مسيرتي كلاعب 24 سنة كانت كلها ذكريات جميلة ، هذه الذكريات لا تنحصر في الألقاب بل في محبة الناس التي أتحسس لذتها و نشوتها الآن . فأنا لم أتحصل على ألقاب في حياتي الرياضية لكنها كانت ناجحة لأني عشت الهواية بأتم معنى الكلمة و قدمت كرة جميلة و راقية أمتعت بها الجماهير ، فمثلا الحصص التدريبية التي كنا نجريها سابقا يواكبها جمهور أفضل من المباريات الرسمية في الوقت الحالي لأننا كنا فنانين و نعشق الجمهور و نعمل دائما لأجله . لكن هذه السعادة لا تخفي الحسرة بعد أن فشلنا 3 مرات في الترشح لكأس العالم رغم قيمة اللاعبين في تلك الفترة ، كأس العالم 1982 بإسبانيا انسحبنا أمام نيجيريا بضربات الجزاء ثم 1986 بالمكسيك أمام الجزائر و أمام كأس العالم إيطاليا 1990 فقد انسحبنا أمام الكامرون . كما شاركت في 3 أدوار نهائية لكأس تونس و لم أتوج باللقب أمام النجم الساحلي سنة 1980 ثم مستقبل المرسى سنة 1990 فالنادي الإفريقي سنة 1992. و يبقى الهدف في اللقاء الودي أمام المنتخب الأنقليزي سنة 1989 الأروع و الأجمل الذي كل ما أتذكره أشعر بالنشوة في كرة القدم و أفتخر بمسيرتي كلاعب . ● هل هناك لاعبون جديرون بالمنتخب حسب رأيك ؟ صراحة أنا غير مواظب على متابعة المباريات الرياضية في تونس لأني كرهت الكرة منذ سنة 2010 خلال فترة تولي مرافقا للمنتخب الوطني ، فقد لمست ضعفا في كرة القدم التونسية بسبب لامبالاة اللاعبين و قلة الانضباط و النكسات التي تعيشها كرتنا نتيجة عادية و انعكاس نزول مستوى اللاعب التونسي . فباستثناء يوسف المساكني لم تنجب كرتنا نجوما في السنوات الأخيرة. و أعتقد أن فقر الساحة حاليا مثل ضغطا على نبيل معلول في اختيار اللاعبين و الدليل أنه يتنقل من بلد إلى آخر لإقناع لاعبين ينشطون في الخارج لتعزيز صفوف المنتخب في كأس العالم بروسيا. فمستوى البطولة لا يمكن أن يساهم في إعداد منتخب لحدث عالمي كبير. ● هل تعتقد أن الحارس معز حسن الذي ينتمي إلى فريق متوسط في البطولة الفرنسية أفضل من الحراس المعروفين على غرار البلبولي و بن شريفية و بن مصطفى ... ؟ أصبحت حراسة المرمى مشكلا كبيرا منذ تراجع مستوى الحراس الأوائل ( البلبولي ، بن شريفية ، بن مصطفى ) . فهؤلاء تراجع مردودهم كثيرا ولا يطمئنون على شباك المنتخب في كأس عالمية و أمام منافسين أقوياء. و الدليل أن الإطار الفني للمنتخب الوطني توجه للبحث عن حارس مرمى ينشط بالخارج فوجد معز حسن رغم أنه ينشط في فريق درجة ثانية لكن أعتقد أن مستوى تلك البطولة أفضل من بطولتنا . ● كيف كان شعورك عندما سجلت هدفا في شباك أفضل حارس في العالم بيتر شيلتون حارس المنتخب الأنقليزي . وهل تعتقد أن المنتخب التونسي قادر على الوقوف بندية أمام المنتخب الأنقليزي ؟ هدف تاريخي ، فعندما سجلته في تلك المباراة كان أعز شعور و كلما أتذكره تنتابني نشوة كبيرة فهو أفضل الأهداف في حياتي رغم أنه كان في مباراة دولية ودية أمام منتخب أنقليزي عملاق جاء إلى تونس آنذاك في إطار تحضيراته لكأس العالم بإيطاليا ، فالتسجيل لحارس عملاق في ذلك الوقت في قيمة و نجومية بيتر شيلتون يعتبر إنجازا كبيرا يخلده التاريخ . و نحن على أبواب كأس العالم فقد وضعتنا القرعة أمام منتخبين عملاقين أنقلترا و بلجيكا من حجم كبير مؤهلين للعب أدوار متقدمة في مونديال روسيا و أعتقد أنها ليست فسحة فهذه أصعب كأس عالمية في تاريخ المشاركات التونسية فلا بد من تحضير في مستوى الحدث فكأس العالم ليست فسحة بل تمثيل الوطن و الدفاع عن رايته بالعرق و الدم ويجب أن نطوي صفحة تربص قطر التي أثارت جدلا كبيرا . و على المدرب نبيل معلول أن يضبط برنامجا يجلب الأنظار للمنتخب التونسي ويبعده عن الانتقادات مثلما حصل مؤخرا بعد تربص قطر. ● أحسن لاعب في البطولة هذا الموسم ؟ لقد تابعت لقاء الدربي بين النادي الإفريقي و الترجي الرياضي الأخيرة و أعجبني اللاعب التيجاني بالعيد الذي يمتلك مؤهلات و مهارات عالية وهو حسب رأيي أفضل لاعب في تونس حاليا . ● هل ترى أن الترجي حسم أمر البطولة في المنستير ؟ الترجي كسب أهم مباراة في مرحلة الإياب ، 3 نقاط في ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير هامة و ثمينة وتعني أن البطولة في اتجاهها إلى باب سويقة منطقيا . فالمنافسون التقليديون مروا بصعوبات ... النادي الإفريقي خذلته بداية الموسم التي خسر فيها نقاطا كثيرة وعاد من بعيد .. النجم الساحلي دخل في مشاكل بعد الخروج من كأس رابطة الأبطال أمام الأهلي المصري وعاش صراعات، بينما النادي الصفاقسي فريق متذبذب و غير مستقر . ● من ترشح للفوز بالكأس ؟ انسحاب الترجي فسح المجال للإفريقي و النجم و الصفاقسي ، من أجل المنافسة على الكأس . فالفريق الذي سيصل إلى النهائي ستكون حظوظه وافرة للتتويج . ● أفضل مدرب هذا الموسم ؟ هناك عدة مدربين أظهروا كفاءتهم هذا الموسم على غرار اسكندر القصري مع الاتحاد المنستيري ، فهذا الفريق عائد من الرابطة الثانية تمكن من فرض لونه و منافسة الكبار فهذا ليس سهلا رغم أن عراقة الاتحاد الذي بقي وفيا لتقاليده في إعطاء نكهة للبطولة و التي كان يتحكم في تحديد مصير اللقب . كما أن خالد بن يحي مدرب كفء ولكن لم يأخذ فرصته و حتى قدومه إلى الترجي كان في سياق يعرفه الجميع بسبب الوضعية الحرجة التي مر بها الترجي مع المدرب المنذر الكبير و بدأ الخوف على هروب لقب البطولة وربما في بن يحي الحل الأسهل لأنه يعرف أجواء الترجي وقد تمكن من التدارك رغم خسارة الدربي . و أنا أنتظر أن يأخذ خالد بن يحي فرصته في المنتخب الوطني فهو لاعب دولي وقائد فريق الترجي و صاحب خبرة أراه جديرا بالمنتخب في مرحلة ما بعد المونديال . ● ما هي العروض التي تلقيتها في مسيرتك كلاعب ؟ أنا و أمثالي من اللاعبين في تلك الفترة كنا ضحية القانون الذي كان يخول تسريح اللاعب في سنة 32 . فقد اقتصرت تجربتي على بضعة أشهر ببطولة سلطة عمان عبارة على رحلة سياحية..كما كانت لي مسيرة خاطفة مع الترجي . لكن في فترة تألقي في العشرينات من العمر تلقيت عروضا من نواد فرنسية و بلجيكية و إماراتية وقطرية و أنقليزية ... المهم أن المردود الذي قدمته كلاعب خلدني في الذاكرة وجلب لي الاحترام ومحبة الناس . ● رأيك في الملعب التونسي هذا الموسم ؟ أفضل من الموسم الفارط ، فريق بدأ يقدم كرة جيدة مع المدرب الحالي نبيل الكوكي الذي وجد ظروفا أفضل من سابقه محمد الكوكي ، فهذا الأخير لم يقصر خلال فترة إشرافه على الفريق لكن هناك ضغوطات من الجمهور لم تتركه يشتغل في أريحية و الهيئة المديرة لم تساعده و لم تصبر عليه و تركته في الواجهة إلى أن وجد نفسه مجبرا على المغادرة .