في أرياف سبيبة وتحديدا بمنطقة الجباس التي تبعد حوالي 20 كلم عن مركز المعتمدية توجد المدرسة الابتدائية «الخضاورية» وهي مؤسسة تربوية أقيمت منذ حوالي 20 سنة لتقريب الدراسة من أبناء تلك القرية النائية والتجمعات السكنية القريبة منها، وفي غياب تعهدها بالصيانة على مدى سنوات طويلة أصبحت حالتها كارثية، فحسب ما أكده لنا عدد من معلميها فان المدرسة فضلا عن قاعاتها المهترئة التي لم يقع طلاؤها منذ تأسيسها وأصبحت وضعيتها تبعث على النفور من دخولها لتلقي العلم والمعرفة، فهي تفتقر إلى أدنى المرافق الضرورية كالماء الصالح للشرب ودورة مياه وسور لحمايتها من الحيوانات السائبة ومسكن وظيفي لمديرها الذي يضطر يوميا لقطع 40 كلم ذهابا وإيابا للوصول إليها ونفس الشيء لأغلب معلميها في غياب وسائل نقل قارة بحكم المسلك الريفي غير المهيأ الذي يؤدي اليها وبعضهم فرضت عليه الظروف الإقامة بالمنطقة التي تشكو بدورها من ابسط الضروريات ويضطرون في حالات كثيرة إلى «ادخار» الخبز لعدة أيام من اجل استهلاكه في ظل عدم وجود أي عطار بالقرية، أما عن معاناة التلاميذ فحدث ولا حرج فهم يبقون طوال يوم دراستهم تحت وطأة العطش دون ولو قطرة تطفئ ظمأهم والمحظوظ منهم من يأتي معه بقارورة من مياه الآبار، أما خلال أشهر الشتاء وعند نزول الأمطار فان قدومهم الى مدرستهم وعودتهم منها يتحول الى رحلة عذاب بين الأوحال، وبسبب هذه الحالة المتردية والظروف الاجتماعية الصعبة لأوليائهم فان عددا كبيرا من تلاميذ المؤسسة غادروها ونزحوا مع عائلاتهم إلى احواز مدينة سبيبة، ومن بقي من الأولياء ومعلمي المدرسة ما انفكوا يطالبون المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين بالالتفات الى المؤسسة من اجل صيانة قاعاتها المهترئة وبناء دورات مياه لائقة وسور يعوض «طوابي الهندي» التي تحيط بها، وتزويدها بالماء حتى بواسطة الصهاريج مثلما هو معمول به في اغلب المدارس الريفية النائية بالجهة وتبليط ساحتها وتهيئتها وإقامة منزل وظيفي لمديرها حتى يسهر عليها عن قرب.