اتصلت «الصباح» بالمواطن رامي الورداني أصيل ولاية قابس وهو والد لثلاث توائم من جنس الاناث حديثي الولادة توفين مؤخرا بمستشفى وسيلة بورقيبة بالعاصمة مؤكدا أنه رفع للغرض شكاية لدى السلطات القضائية المعنية ضد المؤسسة الاستشفائية المذكورة من أجل»موت مستراب». ووفق ما ذكره الوالد الملتاع عن تفاصيل الواقعة فانه تزوج في شهر مارس 2016 وظلت زوجته لفترة تخضع للعلاج والمتابعة الطبية اللازمة إلى أن توّجت بعدها بالحمل الذي أدخل الفرحة والبهجة على كامل أفراد العائلة، وقد كانت زوجته تتابع بصفة مستمرة مراحل نمو أجنّتها الثلاثة حيث كانت الفحوصات التي تجرى في كل مرة تثبت أنهن بخير إلى أن ولدن يوم 8 جانفي الفارط وقد تم الإبقاء عليهن بالمستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة كإجراء احتياطي لا غير لأنهن ولدن في الشهر الثامن. وذكر بأن الرضيعة الأولى التي أطلق عليها اسم «يقين» أصيبت بعدوى جرثومية أثناء عملية الولادة ولكن حالتها مستقرة إلا أنها فارقت الحياة بتاريخ 13 فيفري الفارط واعتبر أن وفاتها شكّلت صدمة أولى خاصة وأن وضعيتها الصحية لم تكن بالخطيرة. ويواصل الورداني سرد مزيد من التفاصيل عن الواقعة موضحا بأنه بعد وفاة الرضيعة الأولى ظلت شقيقتاها واللتان أطلق عليهما من الأسماء «رحمة وتقوى» لفترة بالمستشفى ثم تمكن لاحقا من اصطحابهما إلى المنزل بعد التأكد من سلامتها الصحية إلا أنه بعد مضي أكثر من أسبوعين اضطر لإعادتهما إلى العناية المركزة بالمستشفى بعد إصابتهما بنزلة برد لتلقى «تقوى» نفس مصير شقيقتها «يقين»بعد إصابتها بنزيف حاد على مستوى الرئتين والجهاز الهضمي، وهنا لاحظ أنه قبل وفاتها بيوم شاهد لدى زيارته لها للاطمئنان عليها إحدى الممرضات كانت تحاول إسعافها وكان من المفترض أن يقوم بذلك طبيب مختص.. لتلقى الرضيعة الثالثة نفس المصير في 15 مارس الجاري حيث قدم يوم وفاتها إلى المستشفى للاطمئنان عليها إلا أنه تفاجأ بابنته بمفردها وأنها كانت تشكو من أزمة صحية ولم يتواجد أي ممرض أو طبيب لإسعافها ورغم محاولته إنقاذها من خلال البحث عن إطار طبي أو شبه طبي في محاولة لإنقاذ طفلته الأخيرة وأمله الوحيد إلا أنها لفظت لاحقا أنفساها الأخيرة لتعمّق من معاناة وحزن العائلة بأكملها التي كانت تنتظر بناتها الثلاث وفي لمح البصر تفقدهن في ظروف مأسوية. وختم محدثنا بالقول إن كل ما مرّ به جعله يؤكد أن وفاة بناته كانت نتيجة تقصير وإهمال الإطار الطبي وشبه الطبي بمستشفى وسيلة بورقيبة وتحديدا قسم الولادة محملا المسؤولية في ذلك للمشرفين عليه لأنهم السبب المباشر وفق قوله لفقدانه فلذات أكباده اللواتي انتظر ولادتهن بفارع الصبر وفجأة يحرم منهن إلى الأبد. وضمانا لمبدإ الحياد اتصلنا طوال يوم أمس بمستشفى وسيلة بورقيبة وكذلك بالناطق الرسمي لوزارة الصحة لمعرفة وجهة النظر المقابلة حول الموضوع إلا أننا لم نتمكن من ذلك.