مثل موضوع «الشعر وإشكالات الترجمة» محور ندوة انتظمت صباح أمس الاثنين بفضاء مدينة الثقافة بتونس في إطار الدورة الاولى لايام قرطاج الشعرية المتواصلة إلى غاية السبت القادم. واهتمت هذه الندوة التي حضرها باحثون وشعراء ونقاد من تونس وتركيا واسبانيا بصعوبات ترجمة النص الشعري وشروط ترجمة هذا النص. وفى هذا الإطار تساءل الكاتب والشاعر منصور مهني «هل هناك اختلاف بين ترجمة النص الشعري والرواية؟ مضيفا أن الشعر هو قول ما لا يمكن قوله، فكيف إذن يمكن ترجمة ما لا يمكن ‘قوله، مؤكدا على أن ترجمة النص الشعري كانت دوما محل جدل كبير على اعتبار صعوبة عملية الترجمة، وعليه فإن من شروط ترجمة الشعر (عموديا كان او حرا) هي أن يكون المترجم شاعرا ومترجما ومتمكنا من لغتين على الأقل. وأوضح أن بعض الترجمات التي تناولت قصائد الشابي مثلا لم ترتق لانتظار النقاد، وفق تقديره، مبينا أن تجربته فى ترجمة ديوان الشاعر التونسي آدم فتحي «نافخ الزجاج الاعمى» وضعته امام اشكالات عدة على اعتبار ان النص الشعري وترجمته يقتضي الالمام بثلاثة عناصر أو جوانب أساسية على اعتبار أن الشعر هو «لغة» و»معنى» و»روح»وبالتالي فإن الترجمة هي ضرورة تمثل ثنائيا بين لغة النص الأصلية واللغة المترجم إليها. وبدوره أشار الباحث عبد المجيد يوسف أحد المحاضرين في الندوة الى ان الشعر العربي، عموديا او حرا، هو توليفة من إيقاعات وقوافي وموازين وهو ما جعل من ترجمته أمرا صعبا، كما أن بعض الترجمات (خاصة لقصائد عربية) خضعت لمبدإ التأويل وهذا أسقط الترجمات فى فلك تعدد القراءات على اعتبار تعدد التأويلات وان كل تأويل وكل ترجمة لاي نص شعري قد تأخذ ضرورة من ثقافة المترجم وذاتيه. وأكد على ان العديد من الدراسات النقدية اقرت بوجود صعوبات عدة فى ترجمة النص الشعري منها صعوبات معجمية وتركيبية وأخرى تتعلق بالشحنات الدلالية والرمزية للكلمات والابيات والقصائد وبرز هذا بالخصوص فى ترجمات النص العربي الى لغات اخرى.