تنطلق اليوم الدورة الرابعة والثلاثون لمعرض تونس الدولي للكتاب وسط أجواء احتفالية احتفاء بالكتاب والإبداع والمبدعين في المجالات العلمية والمعرفية والأدبية والفكرية بمختلف مشاربها واتجاهاتها، ومثلما أراد لها المشرفون على تنظيمها، بقصر المعارض بالكرم، لتتواصل إلى غاية 15 من الشهر الجاري ليكون الجميع على موعد مع مهرجان الكتاب كمناسبة ثقافية كبرى ونوعية في بعديها التجاري التسويقي من ناحية والثقافي الأدبي العلمي من ناحية أخرى وسيتم في اليوم الافتتاحي الاعلان عن المتوجين بجوائز الدورة بعد أن تم الإعلان في موعد سابق عن القائمة القصيرة للمترشحين للجوائز التي كان قد ترشح لها 60 كاتبا وباحثا في مختلف السياقات المتنافس عليها وتتوزع بين روايات ومجموعات قصصية ودراسات انسانية وأدبية وأخرى فلسلفية وترجمات. ومثلما أكد القائمون على تنظيم هذه الدورة في عدة مناسبات سابقة وآخرها تأكيد مدير الدورة شكري المبخوت وبلاغ صادر عن وزارة الشؤون الثقافية، فإن كل الكتب تقريبا المبرمجة للعرض في دورة هذا العام موجود بمقر المعرض بقصر المعارض بالكرم بما نسبته أكثر من 90 % من جملة كتب العارضين الأجانب سواء منها ما وصل بلادنا من حاويات في الغرض عبر ميناء رادس كما هو الشأن بالنسبة للكتب بعض العارضين من المغرب والصين والكويت وموريتانيا التي وصلت عن طريق الجو بمطار تونسقرطاج الدولي. واختارت الهيئة المديرة لهذه الدورة برئاسة الأستاذ شكري المبخوت للدورة الثانية على التوالي، جملة من الخطوط العريضة المحددة لمحاور وسير تنظيم هذه الدورة لعل من أبرزها المحافظة على نفس شعار الدورة الماضية «نقرأ لنعيش مرتين» واختيار الجزائر ضيف شرف الدورة كترجمة لعلاقة الوجود الثقافي والحضاري الممتد عبر التاريخ. وتسجل هذه الدولة إضافة جائزة جديدة موجهة للمهتمين بالمبحث الفلسفي وتتمثل في جائزة فاطمة الحدّاد للدّراسات الفلسفيّة لتضاف لجملة الجوائز الأخرى التي تتواصل للعام الرابع على التوالي فضلا عن جائزة توفيق بكار التقديرية التي تسند لشخصية ثقافية تتويجا لمسارها الفكري والأدبي والثقافي والبحثي في علاقة بالكتاب. «نساء بلادي..» ستكون«المرأة»محورا أساسيا لدورة هذا العام تحت شعار»نساء بلادي نساء ونصف» وفاء لمقولة الشاعر الراحل الصغير أولاد أحمد، بعد أن كان الاختيار في الدورة الماضية على»الانتقال الديمقراطي: الحصيلة والآفاق»، وفق تمشي المعرض في توجهه الجديد الذي ما انفك يعمل المشرفون على تنظيمه على تكريسه في الدورات الأخيرة، وذلك باختيار مسألة مطروحة من الراهن تكون منطلقا لتطارح مسائل وقضايا ذا علاقة وطيدة براهن المرأة من وجهات نظر مختلفة منها الفكرية والأدبية والقانونية. مهرجان الكتاب هذا العام سوف لن كون بمعزل عن راهن العالم والأحداث والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل هو سيكون مناسبة للحوار والنقاش وتطارح بعض القضايا الأساسية والجوهرية وتناولها من وجهات نظر فكرية وثقافية وأدبية وليس من الجانب السياسي المباشر على غرار ما سيتم التطرق له الندوة المخصصة ل»مائة عام على وعد بلفور القدس من وعد بلفور إلى عهد التميمي» إلى جانب «ثورة ماي1968 في عيون التونسيين وغيرها من المسائل الأخرى التي تهم الكتاب والكتّاب والرواية وصناعة الكتاب والنشر. وتسجل الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب مشاركة عديد من الأسماء البارزة في عالم الكتاب والإبداع الأدبي والفكري والثقافي من 13 بلدا من مختلق قارات العالم. نذكر من بينهم يحيى يخلف ورندا جرار من فلسطين وأمل الرندي من الكويت وربي المدهون وحسين علوان صاحب جائزة البوكر الأخيرة إضافة إلى واسيني الأعرج وكمال داود من الجزائر وسهير مصافية وأهداف سويف من مصر وروزا ياسين حسن من سوريا وكوني بلمن من هولندا وغيرهم. فضلا عن رموز الفكر والأدب التونسيين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة تسجل أيضا مشاركة أكثر من 260 عارضا من 25 بلدا من مختلف القارات من بينهم 120 منهم من تونس إضافة إلى 775 ناشرا. روسيا ضيف شرف اليافعين فيما ستكون روسيا ضيف شرف الدورة 34 لمعرض تونس الدولي للكتاب في البرنامج الموجه للأطفال واليافعين ويسجل نفس البرنامج مشاركة فرق ومختصين في كل ما هو ثقافي خاص بالأطفال من عدة بلدان أخرى نذكر من بينها الكويت ومصر والمغرب وعمان إضافة إلى كوريا الجنوبية وبلغاريا والولايات المتحدةالأمريكية. تكريمات اختارت الهيئة المديرة الموسعة لمعرض تونس الدولي للكتاب ثلة من الأسماء البارزة في عالم الفكر والأدب في تونس لتكريمها في دورة هذا العام من بينهم يوسف الصديق ومحمود طرشونة وحسين الوادي إلى جانب الراحلين رجاء بن عمار والهام المرزوقي والمفكر محمد الطالبي ومحمد الشرفي وغيرهم.