تعرض ابن الإعلامي ومراسل وكالة تونس إفريقيا للأنباء بولاية جندوبة المولدي الزوابي إلى الاختطاف مساء أمس الأول بجهة بوسالم من ولاية جندوبة من قبل أربعة أشخاص حيث وضعوه داخل السيارة التي كانت بحوزتهم رفقة دراجته ثم بعد سويعات تركوه بمكان خال ليتم العثور عليه لاحقا من قبل السلطات الأمنية وإرجاعه إلى أحضان والديه. ووفق ما ذكره المولدي الزوابي والد الطفل المختطف في اتصال مع "الصباح" فان صورة الواقعة تتمثل في أن ابنه البالغ من العمر 12 سنة تعوّد على اللعب رفقة أصدقائه بنفس المكان الذي وقع اختطافه منه، وبتاريخها تحين أربعة أشخاص (اثنان ملثمان واثنان آخران كان كاشفين عن وجهيهما) الفرصة لتنفيذ مخططهما حيث ما ان سنحت لهم الفرصة حتى نزل اثنان منهم واختطفا الطفل واخذا معه دراجته التي كان يلعب بها ودفعاه إلى داخل السيارة وكانت حينها الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساء وهو توقيت تم اختياره بإتقان نظرا لتزامنه مع تغيير الدوريات الأمنية التي تتمركز بالمفترقات ما يشير وفق قوله إلى أن المسألة كان مخطط لها ولم تكن بطريقة اعتباطية، فضلا عن أن زوجته أخبرته بأنه خلال اليومين الذين سبقا الاختطاف اقتربت سيارة "ستافات" من المنزل وكانت ترصده وحينها لم تعر لها أي اهتمام. وبالعودة لعملية اختطاف ابنه أوضح الزوابي أن المختطفين وحال خطفهم لابنه عمدوا الى احتجازه وتهديده ثم طرحوا عليه عدد من الأسئلة التي تمحورت حول "بوك شكون ووين يخدم.. واش يخدم" وكذلك نفس الأسئلة بخصوص والدته وأين يدرس هو" وكان المختطفون في كل مرة يقتربون منها من إحدى المفترقات ويلاحظون وجود أعوان الأمن يعمدون إلى غلق فمه كي لا يستنجد بالأعوان أو بأي شخص آخر وبعد سيرهم قرابة 3 أو 4 كيلومترات انزلوه من السيارة التي كانوا على متنها وتركوه في منطقة خالية ليتحامل الطفل على نفسه ويتوجه إلى إحدى المقاهي وهناك طلب من المتواجدين تمكينه من الاتصال بوالده والذي كان حينها رفقة عدد من أقاربه وجيرانه يبحثون عنه.. وحال اتصال ابنه به سارع الى المكان وقد سبقه أعوان الامن الى مكان الطفل وتم فتح بحث تحقيقي في الغرض أذنت به النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة للوقوف على ملابسات الحادثة. وذكر الزوابي أنه تم الاستماع للأشخاص الأربعة الذين كانوا متواجدين بالمقهى الذي استنجد به ابنه بعد أن تركه الخاطفون ولاذوا بالفرار ولا تزال الأبحاث جارية لتحديد هوية المختطفين. وعن صحة التهديدات التي أرسلها الخاطفون لمحدثنا أوضح أن ما حصل مع ابنه هو رسالة موجهة له شخصيا لأنه بحكم عمله في مجال الصحافة خاض في عديد الملفات الهامة التي تمس -حسب قوله- من جسد "لوبيات" الفساد والتي ذكر من بينها ملف"لوبيات المخدرات" وتهريب الأبقار واللحوم الفاسدة التي تروج في الأسواق بتونس الكبرى وولاية جندوبة وكذلك الاعتداءات الأمنية وهو ما لم يرق -على حد تعبيره- لهذه "اللوبيات" فحاولت ثنيه وتهديده من خلال اختطاف ابنه. وختم الزوابي بأنه سينتظر نتيجة الأبحاث والتحقيقات التي انطلقت وتعهدت بها الوحدات الأمنية بالجهة، معرجا بالقول "إن كل شي وارد وأنه لا يستبعد أن تكون "لوبيات الفساد والإرهاب" في نفس الخط باعتبارهم في علاقة تأثير وتأثر بالملفات التي تطرق لها بحكم عمله الصحفي". للتذكير فقد تعرّض الصحفي المولدي الزوابي في فترات سابقة إلى تهديدات على خلفية عمله الصحفي حيث عمدت مجموعات دينية سنة 2013 إلى تهديده بالتصفية الجسدية، كما تعرّض لتهم كيدية وأحيل بموجبها على القضاء سنة 2010 على خلفية نشره مقالات تتعلق بالفساد وتمت تبرئته سنة 2015. إلى ذلك أصدرت وحدة الرصد بمركز السلامة المهنية بالنقابة الوطنية للصحفيين بلاغا استنكرت من خلاله اختطاف نجل الزميل الزوابي وترويعه على خلفية صفة والده الصحفية، معبرة عن تضامنها معه وكامل أسرته والتزامها التام بمتابعة تطورات الملف. وأكدت النقابة في ذات البلاغ أن ما أقدم عليه الخاطفون يعد فعلا إجراميا خطيرا يؤشر إلى المخاطر الحافة بسلامة الصحفي مولدي الزوابي وعائلته، وطالبت وزارة الداخلية بتحمل مسؤوليتها كاملة في توفير الحماية للصحفي وعائلته. كما أوصت النقابة السلطات القضائية بالتسريع في عملية الكشف عن المختطفين داعية السلط والهياكل المعنية إلى توفير الرعاية الصحية والنفسية لنجل الزوابي حتى يتمكن من تجاوز تبعات عملية الاختطاف الجبانة. يشار في ذات السياق إلى أن عملية اختطاف نجل الصحفي الزوابي لم تكن الوحيدة فقد سجلت خلال الأسبوعين الأخيرين حادثة مماثلة جدت بجوهرة الساحل سوسة تمثلت في اختطاف امرأة متزوجة قاطنة بجهة النفيضة من قبل مجهول ليطالب على إثرها هذا الأخير من خلال إرسالية قصيرة بفدية تتمثل في مصوغ وأموال لإطلاق سراحها، حادثة أخرى جدت بمنطقة منزل تميم من ولاية نابل تمثلت في اختطاف ستة شبان لطفلين واحتجازهما ثم طلب فدية تقدر قيمتها بثلاثة آلاف دينار وقد تمكن أعوان الأمن في ظرف وجيز من الإطاحة باثنين منهما وادراج البقية بالتفتيش. سعيدة الميساوي