أكثر من 81 طفلا يتعرضون شهريا الى الاستغلال الجنسي، رقم مفزع كشفه تقرير مندوب حماية الطفولة وبين أن حالات الاستغلال الجنسي مثّلت 7.4 بالمائة من وضعيات التهديد التي تستهدف الاطفال وتعهد بها مندوب حماية الطفولة لسنة 2017 وقد شملت 680 طفلة و295 طفلا. أرقام مفزعة تعكس واقعا تكاد تنعدم فيه القيم الانسانية والدينية حين يصبح الجسد البريء والطفولة النقية مستباحة، أشخاص تحكمهم الغرائز فراحوا يبحثون عن لذاتهم المحرّمة، حوادث اغتصاب ومحاولات اغتصاب أطفال تحدث كل يوم تستهدف حتى من هم في سن مبكّرة جدا ولعل حادثة اغتصاب طفلة الثلاث سنوات من قبل عمها الحادثة الأبشع حيث تجرد كهل في الخمسين من عمره من كل مشاعره الانسانية واعتدى جنسيا على ابنة شقيقه التي لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات وقد استغل عدم قدرتها على الفهم والنطق حينها ليعتدي عليها باعتبار انه لا يمكنها البوح بما يجري معها.. ولكن بمرور الوقت بدت الطفلة على غير عادتها وظهرت عليها علامات أثارت قلق عائلتها حيث كانت تتمتم بعبارات غير مفهومة مما جعل الشك يدب في نفس والدتها التي ذهب في ظنها ان ابنتها مريضة فنقلتها الى طبيب للأطفال لمعاينتها وهناك كانت صدمة الأم كبيرة حيث اكتشفت ان طفلتها تعرضت الى اعتداء بفعل الفاحشة فتم اعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسوسة بالموضوع وكذلك مندوب حماية الطفولة. وبمباشرة التحريات في الحادثة من قبل أعوان فرقة الشرطة العدلية بسوسة انحصرت الشبهة في عم الطفلة والذي بإيقافه خرّ واعترف باعتدائه بفعل الفاحشة على ابنة شقيقه مبررا ذلك بحالة السكر التي كان عليها كما أكد الطب الشرعي تعرض الطفلة للاعتداء. وتعد حادثة اعتداء فرنسي على41 طفلا تونسيا الأكثر فظاعة حيث تم اكتشاف الاعتداءات من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي والذي قام حينها بإشعار السلط القضائية الفرنسية التي أشعرت بدورها السلط القضائية التونسية حيث تبين أن فرنسيا اغتصب41 طفلا تونسيا جميعهم من الذكور من بين 66 طفلا اخر تعرضوا لاعتداء جنسي من قبله وهم من جنسيات مختلفة وقد حدثت عمليات الاغتصاب بين 2002 و2011. التحرش داخل المؤسسات التربوية.. طال التحرش والاعتداءات الجنسية الأطفال حتى داخل المؤسسات التربوية وبات التلميذ ضحية تحرش من قبل المربي.. آخر الاعتداءات في بنزرت حيث تقدم وليان بشكاية في حق ابنتيهما التلميذتين واتهما المدرسين بالتحرش بالتلميذتين جنسيا وقد اذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي للكشف عن ملابسات الحادثة ومازالت الابحاث جارية مع المدرسين اللذين جنحا الى الانكار في حين تمسكت البنتين باتهامهما. كما قضت مؤخرا الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس بالسجن مدة 20 عاما في حق أستاذ مختص في مادة الفيزياء على خلفية تورطه سنة 2017 بالاعتداء بالفاحشة على 5 من تلميذاته بالمعهد الذي يدرس به بضاحية المرسى حيث كان الأستاذ يستغل حصص الساعات الإضافية ليختلي بإحدى تلميذاته ويعتدي عليها بالفاحشة ثم يهددها بإسنادها صفر اذا باحت بما تعرضت له. كما قضت مؤخرا محكمة مدنين بسجن أستاذ 6 أشهر»سرسي» متهم بالتحرش بتلميذاته الثلاث ومن جهتها أصدرت بداية الشهر الجارية محكمة سوسة بطاقة ايداع بالسجن ضد معلم متهم بالتحرش بتلميذه البالغ من العمر تسع سنوات. وكانت عائلة التلميذ المتضرر تقدمت بشكاية لمركز الحرس الوطني واكد التلميذ ان المعلم تحرش به في مناسبتين وهو ما أنكره المعلّم. التحرّش داخل الأسرة.. لم يعد الشارع والفضاءات العمومية الأمكنة الوحيدة التي تخشاها الأسرة على ابنها لان بعض المنازل لم تعد آمنة وبات اطفالها عرضة للتحرش الجنسي من ذوي قرباهم وحالات الاعتداءات الجنسية داخل الاسر متعددة ولعل ابشعها استغلال اب لابنته جنسيا بجهة وادي مليز من ولاية جندوبة حتى حملت منه وانجبت مولودا. حادثة أخرى جدت بجهة بنزرت حيث تورط أب يبلغ من العمر 64 سنة في عملية تحرش بابنته البالغة من العمر 6 سنوات فقط وصورة الحادثة تتمثل في أن تلميذة تدرس بالسنة الأولى روت في مدرستها أن والدها يلامسها ليلا فأخذت إدارة المدرسة روايتها على محمل الجد وأبلغت مندوب حماية الطفولة الذي تعهد بوضعية الطفلة. وقد مثلت الإشعارات المتعلقة بزنا المحارم 13.8 في المائة من مجموع حالات الاستغلال المسجلة سنة 2016 واستأثرت العاصمة بالعدد الاكبر حيث تم تسجيل تسع حالات زنا محارم ضحاياها اطفال. ويظل التحرش الجنسي بالأطفال «الغول» الذي ينهش جسد الطفولة في صمت لان عدد كبير يفضل الصمت و»كتم» الفضيحة لا سيما اذا ما كان الاعتداء الجنسي حدث داخل الاسرة نفسها وما خفي كان أعظم.