كانت الكاتبة اللبنانية رانيا زغير صاحبة دار النشر»الخياط الصغير» إحدى ضيفات الدورة 34 لمعرض تونس الدولي للكتاب في زيارتها الأولى لبلادنا وكما يدهشها عالم الكتابة أدهشتها حفاوة استقبال أطفال تونس لقراءاتها فعوض أن تقدم جلسة واحدة قدمت أربع جلسات في يوم واحد ضمن برنامج حضورها لفعاليات المعرض.. رانيا زغير، الحائزة على جائزة مؤسسة «أنا ليند» الأورو متوسطية للحوار بين الثقافات سنة 2011، جائزة مهرجان برلين الدولي للأدب عام 2015 - فئة الكتب الخيالية عن كتابها «حلتبيس حلتبيس» وجائزة معرض بيروت الدولي للكتاب سنة 2017 عن كتاب «بيروت» - فئة أفضل كتاب أطفال، كاتبة لا تكل ولا تمل الكتابة في عالم الابتكار والدهشة والإبداع، خياراتها الفكرية البديلة أخذتها بعيدا عن مؤسسات ولوبيات الأدب التي ترى فيها ضيفة «الصباح الأسبوعي» طمسا للمواهب، عن زيارتها إلى تونس وأحدث إصداراتها ال»فكرية» ومواقفها في عالم أدب الطفل كان هذا اللقاء. ● ننطلق من البدايات كيف كان لقاؤك الأول بعالم الطفل والكتاب؟ - منذ صغري، كنت أنصت بشغف لحكايات والدتي وخالاتي وجيراننا وتحول ما أسمعه إلى كلمات مكتوبة فكنت أؤلف القصص وأول مرة أعلنت رغبتي في امتهان الكتابة كانت في الجامعة الأمريكية في بيروت فهو أول احتكاك رسمي لي بالكتابة وبعد الماجستر، شاركت في ورشة في أدب الطفل ثم كتاب بعد كتاب قررت إنشاء دار نشر خاصة بي وحقا لا أحب كلمة البدايات لأني حتى بعد عشرين سنة من التجربة مازلت أشعر أن مع كل كتاب أعيش بداية جديد وولاة إبداعية مغايرة. ● من النادر أن يسعى كاتب في بداية التجربة لإنشاء دار نشر فما الذي دفعك لتأسيس «الخياط الصغير»؟ - أسست دار النشر «الخياط الصغير» منذ عشر سنوات لأني لا أحب القيود وفرض أشياء لا تتماشي مع قناعاتي فهي مساحتي الخاصة للتمتع بهامش من الحرية في الكتابة والخيارات وهي مستقلة بديلة ونوعية إذ نبتكر محتوى عربيا ذكيا للصغار والكبار، الذين يريدون أن يكونوا صغار، و»الخياط الصغير» كذلك هي منصة تصدر رسامين للعالم واكتشفنا خلالها عددا كبيرا من المواهب وهي لكل فنان ومبتكر حر وصادق ..أعتقد أني خارج عالم اللوبيات وعلى الهامش وأفتخر فالمؤسسات تطمس المواهب وتخاف من الفرد وأنا افتخر بفرادتي وأؤمن بقدرة الفرد على إحداث تغيير في المجتمعات. ● هل من صعوبة وقفت أمام إنشائك لدار نشر؟ - الصعوبات كانت في الرقابة الذاتية والتي تفرضها المدارس والمؤسسات الدينية فالعائلات والمجتمع لا يفرقون بين الأدب والكتابة التربوية وأنا لا أكتب نصا تربويا وهذه الفكرة مغلوطة وهي نوع من الرقابة لكن مع عمل دار النشر وتطور المبيعات والإقبال على كتب «الخياط الصغير» بدأ هذا العائق يضمحل وصار الكبار يقبلون على شراء كتاب «الخياط الصغير» لأبنائهم. ● فن الحكي في طريقه للاندثار كما أن «العربي لا يقرأ»، شعار يتردد كثيرا فكيف تنظرين إلى هذه الإشكالات؟ - صحيح أن فن الحكي مهدد بالاندثار بعد ظهور الكتب الذكية والالكترونية وبالتالي علينا أن نحيطه بحب وهو إرثنا، الذي من واجبنا الحفاظ على خصوصيته واستمراره في الفنون الركحية والجلسات الأدبية وعلى الكبار كذلك الاهتمام بالكتاب الورقي الذي ينمي فينا كل حواسنا: الصوت، اللمس، النبرات والنظرات وهذا مهم جدا وأعتقد أني أكتب للإنسان فأدب الأطفال يساعد في إعداد الإنسان ولست مع تصنيفات الأدب لأن الكبار لو لم يحبوا الكتب لن يقرؤوها لأطفالهم وأصعب «حاجة أنك تكتب حلو» لأنها ولادة والولادة مخاض أمّا عن الطفل أو الكهل العربي لا يقرأ فهذا مجرد شعار طنان ويخلق جدلا وإشكالا ولا توجد دراسات علمية والطفل أو البالغ العربي لا يقرأ المحتوى البشع - وما أكثر المحتوى البشع في العالم العربي- فالقارئ يبحث عن محتوى جديدا ومدهشا وغير نمطي ووثاب والموجود أكثره ممل ويجتر نفسه ومكرر كما علينا إعادة تعريف القراءة وشكلها على غرار مسألة الإقبال على الكتاب الالكتروني الذي هو نوع من القراءة. ● وكيف وجدت فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب - تونس بلد جميل وشعبها مدهش ومعرض الكتاب كان رائعا وهناك إقبال كبير وعوض أن أقدم جلسة واحدة للأطفال وبفضل تفاعلهم قدمت أربع جلسات وأشكر بهذه المناسبة وزير الثقافة محمد زين العابدين على الدعوة الكريمة وهو وزير مثقف وصادق وقد التمست ذلك من كلمته الافتتاحية ومن النادر في العالم العربي أن نجد وزيرا يبحث عن خدمة الثقافة لا الزعامة وتونس مدينة صديقة للطفل. ● وماذا عن أحدث مشاريعك الأدبية؟ - كتابي الأخير «فكرية» صدر حديثاً وفكرية هي قصتي وقصة كل شخص يبتكر ويبحث عن فكرة أدبية أو علمية وهي قصة الإنسان الحائر الذي يفتش عن مصادر الإلهام ويعيد تعريف نفسه كما أستعد بعد معرض تونس الدولي للكتاب لحضور فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب ثم المهرجان المتوسطي للكتاب في سبليت- كرواتيا في ماي المقبل.