هذه أحسن مفاجأة خلال الظروف الصعبة التي عشناها رغم الفترة القصيرة التي قضاها مع الترجي الرياضي بعد عودته من جديد إلى مركب حسان بلخوجة فقد وفق خالد بن يحيى في أولى مهامه عندما قاد الفريق إلى لقب البطولة قبل أن يسدل الستار عن النشاط بأربع جولات لكن ما هي الانطباعات التي خرج بها مدرب فريق باب سويقة وما هي الأهداف التي تنتظره في المواعيد المقبلة. الإجابة تتعرفون عنها في الحوار الآتي: ● ما هو تقييمك للموسم الكروي إلى حد الآن؟ أعتقد أن الموسم الكروي 2017 -2018 كان ثريا بالمواعيد الهامة. بالنسبة لنا الترجي استهل الموسم بالفوز بلقب البطولة العربية للأندية التي أثثت خزينة الجمعية بلقب مهم جدا زاد في حجم الترجي على الصعيدين العربي والقاري فيما كانت المحطة الثانية لحساب رابطة الأبطال الإفريقية مخيبة للآمال بعد أن انسحبنا من الدور ربع النهائي ضد الأهلي المصري في ظروف لا فائدة ترجى للتطرق إليها مجددا وتبعها اخفاق في مسابقة كأس تونس عندما انسحبنا في دور متقدم ضد نجم المتلوي ثم يتدارك بعدها الفريق ويحرز لقب البطولة الوطنية نتيجة تضافر جهود كل الأطراف من رئيس جمعية وإطار فني وطبي وأداري ولاعبين ومرافقين وأحباء. ● ولكن ما هو تقييمك للفترة التي أشرفت فيها عن الفريق والتي لم تتجاوز الشهرين؟ بصراحة كانت فترة صعبة للغاية وفي مرحلة حاسمة ودقيقة لا تتطلب منا الا التعاقد مع النتائج الايجابية في مباريات تعتبر بمثابة لقاءات كأس على غرار الدورين المتقدمين لحساب رابطة أبطال إفريقيا ضد الوئام الموريتاني وغورماهيا الكيني تخللتها لقاءات مهمة جدا تباعا ضد النجم الساحلي والنادي الإفريقي واتحاد المنستير والملعب التونسي والنادي الصفاقسي على امتداد فترة زمنية قصيرة جدا تعاملنا معها بتضحيات جسام وهنا لا بد أن أنوه بالمجهودات الكبيرة التي بذلها كل اللاعبين دون استثناء لتبقى نشوة التتويج راسخة في أذهان كل الترجيين بعد الغصرات المتعددة التي مررنا بها خاصة واني مسكت بزمام الأمور في فترة عانت فيها المجموعة معنويا ونفسانيا نتيجة الإخفاق الذي عرفه الفريق في تلك الفترة بالذات والضغوطات الكبيرة المسلطة على اللاعبين.. لكن ما أريد تأكيده بالمناسبة أن الجمعية التي تكون لها تقاليد ومسؤولون يسهرون دوما على فرع الأكابر مع تواجد نوعية من اللاعبين المحترفين قادرة على تجاوز مثل هذه الصعوبات وتحقيق المطلوب وأحمد الله أننا وفقنا جميعا في الإحراز على لقب البطولة ونطمح إلى مواصلة المشوار بخطى ثابتة من أجل جني المزيد من الألقاب التي تنتظرنا. ● هل تعتقد أن هنالك تناغما وانسجاما بين الإطار الفني للفريق والمسؤولين والجمهور؟ فعلا فان سلوك المجموعة هو الذي يؤسس سواء للنجاحات أو الإخفاقات فأنا أعرف المعد البدني صبري بوعزيز من قديم كما أن معين الشعباني كان بمثابة ابني وسبق لي أن دربته ومجدي تراوي عنده مدة طويلة بالفريق والناصر شوشان هو بمثابة الأخ الكبير ولي معه تجربة طويلة وسي عثمان النجار قابلته لأول مرة في الجمعية ولم أر منه سوى الكفاءة والمتابعة الدقيقة.. كما أن المعد الذهني محمد العروسي ساهر على راحة اللاعبين وكذلك الإطار الطبي على رأسهم الدكتور ياسين بن احمد وكل الإطارات الأخرى ولا أنسى العشرة الطويلة لما يزيد عن أربعين سنة مع حافظ الاثاث فخري بن ناجح وزميله مراد لطاش. كلنا في علاقة طيبة وأدوار متكاملة مع بقية المسيرين دون أن أنسى طبعا رئيس الجمعية السيد حمدي المدب خاصة عندما اتخذ قرار انتدابي مجددا متسائلا عن الأسس التي بني عليها في تلك الفترة بالذات لعودتي من جديد الى مركب حسان بلخوجة والحمد لله أن القرار كان صائبا وتحصلنا على لقب البطولة نتيجة وأداء ونتطلع إلى ما هو أفضل مستقبلا. ● بصراحة هل أنت راض على أداء الفريق؟ لن نكون راضين مائة بالمائة لان طموحاتنا كبيرة ونتوق دوما إلى ما هو أفضل لكن إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الظرف الذي مر به الفريق في فترة قصيرة جدا وفي ظروف صعبة للغاية من إصابات واقصاءات في صفوفنا مع ماراطون من المباريات فان ما تحقق ينم على قيمة اللاعبين الذين نملكهم والثقافة التي تربوا عليها وقيمة العمل من مدربين ذوي مستوى عال أشرفوا عليهم. كل هذه العوامل ساهمت في التكيف السريع عندما استلمت الفريق ويبقي شغلي طبعا أن يرتقي الفريق نتيجة وأداء ونواصل العمل بكل جدية وبتفان. ● هل ترى ان التجربة التي عشتها في الشهرين الأخيرين ستستفيد منها مع تتالي المواعيد التي تتصدرها رهانات كبيرة على أربع واجهات؟ بالتأكيد فالوضعيات التي مررنا بها خاصة على مستوى الاختيارات لا بد أن نستفيد منها وأعتبر أن الرصيد المتوفر لنا حاليا غير كاف للعب على أربع واجهات منها اثنتان على الصعيد الوطني واثنتان في سباق البطولة العربية للأندية ورابطة أبطال إفريقيا فلا بد لنا من تعزيز الزاد البشري كما وكيفا لتجاوز الصعوبات التي قد تعترضنا سواء تعلق الأمر بالإصابات أو الاقصاءات أو كذلك نتيجة تراجع مردود بعض اللاعبين بين الحين والآخر وضرورة توفير كل ممهدات النجاح وعدم الاقتصار على تشريك مجموعة مصغرة في المباريات حتى تتجنب الإرهاق والتعب مع تقدم النشاط وتتالي المواعيد الحاسمة ويبقى المهم كذلك بالنسبة لي طبعا هو حسن التعامل مع اللاعبين الذين يدركون جيدا أنني أسعى دوما أن أكون صادقا معهم. ● ماذا تقول عن خليل شمام في خطته الجديدة بمحور الدفاع وعن حسين الربيع بعد أن أصبح أساسيا؟ أحسن مفاجأة حملتها لنا الظروف الصعبة التي واجهتنا في الفترة الأخيرة هي الاعتماد على خليل شمام في محور الدفاع بعد خوضه لتجربة طويلة وناجحة في خطة ظهير أيسر ساعدته الآن على الاضطلاع بخطة جديدة تتطلب الكثير من الفطنة والذكاء صفتان تتوفران في شخص خليل شمام علاوة على انضباطه وما يمتاز به من فنيات وقراءة سليمة للعب. وما أستطيع قوله أن المدافع الذي يريد إزاحة شمام من خطته الجديدة ما عليه سوى أن يعمل جهدا. أما فيما يتعلق بحسين الربيع فاعتقد أن ما فعله إلى حد الآن طيبا لكنه مطالب بأن يرتقي بمستواه خاصة وأننا مقبلون على مباريات كبيرة وأمام منافسين يضمون لاعبين ذوي مهارات وفنيات عالية وقدرة ذكاء عالية تختلف عن المباريات المحلية. ● وماذا عن البنيني شمس الدين شاونا ومحمد علي بن رمضان؟ من بين القرارات المؤلمة كذلك التي قمنا بها لكنها كانت سليمة والحمد لله اعتمادنا على شاونا الذي دخل في سياق صعب وقدم مباراة بطولية ضد اتحاد المنستير لكن ولأسباب تأهيلية لم نتمكن من مواصلة التعويل عليه بحكم تواجد ثلاثة لاعبين أجانب في صنف الأكابر.. كما أن اللاعب الشاب محمد علي بن رمضان قدم في أول مقابلة له مع الأكابر أداء جيدا وأتمنى له التوفيق وتبقى الأبواب مفتوحة لكل شبان الفريق القادرين على تقديم الإضافة بل أقولها علنا لن أتردد لحظة في دعوتهم إلى الفريق الأول. ● ماذا تقول عن تواجد فرانك كوم وكوليبالي جنبا الى جنب؟ ما أستطيع قوله أن كل مركز له خاصياته وعندما أنتقي اللاعبين لن انظر الا للإمكانيات والقدرات البدنية والفنية والنفسانية والتكتيكية التي يتمتعون بها حسب المراكز التي ينشطون فيها وكما لاحظتم فان الإضافة حصلت من هذا الثنائي وظاهرة للعيان لما فيه خير المجموعة. ● هل ترى أن الاختيارات في وسط الميدان متوفرة بما فيه الكفاية وقد ترهقك في بعض الأحيان لتحديد التشكيلة الأساسية؟ الحمد لله... الاختيارات متوفرة بتواجد مجموعة من اللاعبين الممتازين ستساعدنا على اللعب على أربع واجهات كأفضل ما يكون كما أنها ستساهم في خلق التنافس بين اللاعبين وتدفعهم إلى مزيد تحسين إمكانياتهم على المستوى الفردي وكذلك الجماعي. ● نفهم من كلامك أننا سنشاهد قريبا عودة بن محمد والرجايبي بعد بن حتيرة؟ هذه الإمكانية واردة جدا وسأعول مستقبلا على كل اللاعبين الذين ذكرتهم بل كنت في فترة غير بعيدة اعتزم تشريك أيمن بن محمد الذي يمتلك مهارات كبيرة وإمكانيات طيبة لكن الظرف التي مررنا بها لم تساعدني على دفعه بالتشكيلة.. كما أن آدم الرجايبي سيعود قريبا الى النشاط الرسمي ولن أفاجئك اذا قلت لك أن أدم الرجايبي هو اللاعب الوحيد الذي بإمكانه اتخاذ قرار العودة الى المقابلات بنفسه عندما يقول لي أريد أن ألعب لأني أؤمن بقدراته وإمكانياته ولي ثقة كبيرة في مؤهلاته رغم ابتعاده عن المشاركة وما رافقها من طيش صغير ومن واجبي طبعا أن أمنحه الفرصة ليبرهن عن إمكانياته وكذلك الشأن بالنسبة لأنيس بن حتيرة الذي سيشارك في المباريات القادمة. ● معنى ذلك أنك لن تفرط في أي لاعب؟ لن نفرط فعلا في أي لاعب مهما كانت الإغراءات الا في الحالات القصوى بما أننا مقبلون على رهانات كبيرة ومواعيد هامة تتطلب رصيدا بشريا ثريا من ناحية الكم والكيف مثلما ذكرته سالفا. ● لكن سبق للترجي أن فرط في ركيزتين قبل قدومك وأعني بهما الفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف؟ لكن تم تعويضهما بالتحاق يوسف البلايلي وعودة محمد علي منصر وشخصيا أؤمن بإمكانيات هذا الثنائي وقدرتهما على تقديم الإضافة للمجموعة وسد الفراغ الذي تركه الفرجاني والروج. ● وهل ترى أن الرصيد في حاجة كذلك للدعم؟ بالتأكيد وفي بعض المراكز التي نحتاجها فقط. ● ما هي الأندية التي وجد الترجي الرياضي أمامها صعوبات طيلة الفترة التي أشرفت فيها على الفريق؟ لقاءات النجم الساحلي والنادي الإفريقي والنادي الصفاقسي والملعب التونسي واتحاد المنستير كل هذه المباريات أحرجتنا كثيرا خاصة بعد أن تقلص الفارق الى خمس نقاط فقط مع أبرز الملاحقين إضافة الى أن مباراة المنستير دارت في ظرف حساس جدا وتحت ضغط رهيب أمام فريق ممتاز جدا.. كما أن النادي الصفاقسي يملك مجموعة ممتازة جدا وتفوقنا عليه حصل بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلها أبنائي من أجل تحقيق فوز متناغما بين النتيجة وحسن الأداء وبالمناسبة لا بد أن أشكر كل الصحافيين دون استثناء لنقدهم البناء والايجابي ولن أذيع سرا اذا قلت أني استفدت من هذا النقد حتى وان كانت بعض المقالات تحتوي على انتقادات. ● كيف تنظر الى مشاركة الفريق في البطولة العربية للأندية خاصة وأنها ستضم أندية متمرسة وستدور في ظرف يخوض فيه الترجي الرياضي لقاءات صعبة لحساب رابطة أبطال إفريقيا؟ مبدئيا سيقتصر تركيزنا على المقابلتين القادمتين لحساب رابطة أبطال إفريقيا ضد الأهلي المصري وتاون شيب البوتسواني وكذلك على الانتدابات ثم لكل حادث حديث ولكل مقام مقال. ● ماذا تقول للجمهور؟ جمهورنا يبقى دوما وفيا للفريق وكرة قدم دون حضور الأحباء لا نكهة لها وما أتمناه هو أن تمتلئ المدارج في المناسبات المقبلة من أجل التشجيع والفرجة بعيدا عن الشغب خاصة وأننا مقبلون على تحديات كبيرة تتطلب تضافر كل الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة. ● لو نعرف علاقتك بقدماء لاعبي الترجي الرياضي؟ أعتبرها طيبة هنالك من أتقابل معهم يوميا وهنالك بالمناسبات وهنالك من تجمعني بهم مباريات في شهر رمضان لكن وبحكم الظروف والالتزامات العائلية والمهنية التلاقي مع البعض لا يكون بصفة منتظمة. ● ماذا تقول عن المنتخب الوطني وهو يستعد قريبا لخوض المونديال؟ ربي يوفق منتخبنا لما فيه خير كرة القدم الوطنية وأعتقد أن كل الأطراف مجندة للمساهمة في نجاحه من لاعبين وإطار فني وجامعة وسلطة إشراف وأحباء وصحافيين وهذا ليس بغريب عن الشعب التونسي من أجل تشريف كرة القدم الوطنية في المونديال. ● ماذا تقول عن إصابة يوسف المساكني؟ أولا أدعو له بالشفاء والمهم الآن هو أن يتعافى لما فيه خير على صحته ومستقبله والأكيد أن غيابه عن المونديال سيترك فراغا بحكم ما يتمتع به من إمكانيات فنية ممتازة علاوة على الدور الذي يضطلع به مع زملائه في المنتخب لكن أقولها علنا أن تونس ولادة واللاعب الذي سيعوض المساكني سيقوم بدوره على الوجه المطلوب خاصة اذا تضافرت مجهودات كل اللاعبين المطالبين بتقديم مردود طيب لإسعاد زميلهم. ● بماذا تختم هذا الحديث؟ يجب أن نسعى إلى تطوير كرة القدم الوطنية ولن يكون ذلك الا بالعمل الدؤوب والبناء على أسس علمية ولابد من برمجة مشروع في هذا الغرض خلال العشرية القادمة وما بعدها من أجل الرقي بكرة القدم الوطنية الى مستوى كرة القدم الأوربية بعد أن قطعنا شوطا متقدما على الصعيد الإفريقي خاصة وأن لنا من الكوادر والفنيين ما يجعلنا قادرين على تحقيق ذلك إذا ما كنا حازمين في العمل وشخصيا أحمل مشروع تطوير بدءا بالتجهيزات إلى غاية التدريب. ● أفهم من جوابك أن التواصل قد يكون مفقودا مع الإدارة الفنية لجامعة كرة القدم؟ لا أقصد ذلك بالمرة بل كل ما أقوله هو كيف يمكن لنا أن نطور رياضتنا لما فيه مصلحة البلاد وفي جميع المجلات كذلك.
