علّق أمس اساتذة التعليم الثانوي الدروس بكافة المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية العمومية تنفيذا لقرار الهيئة الإدارية القطاعية الأخيرة لنقابة التعليم الثانوي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي استثنيت منه امتحانات الباكالوريا رياضة حيث اقتصر أساتذة التربية البدنية على حمل الشارة الحمراء. من جهته أكد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي خلال الكلمة التي ألقاها أمس خلال المؤتمر العادي 23 للإتحاد الجهوي للشغل بنابل أنه سيتم التوصل في الساعات القادمة للحلول المناسبة لأزمة التعليم، مشددا على أن المركزية النقابية حريصة على إنجاح السنة الدراسية محملا الحكومة مسؤولية افشال الحوار وتجاهل المفاوضات مع الطرف النقابي، معلنا ان انعقاد اجتماع اليوم بين المكتب التنفيذي مع والحكومة لحلحلة الاشكالية، وفق تعبيره وفي نفس السياق قال الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي في تصريح ل«الصباح»: «نسبة تعليق للدروس بلغت 97.6 بالمائة بكافة تراب الجمهورية، و هذا النجاح هو رسالة واضحة ومضمونة الوصول للحكومة ولوزارة التربية، واصفا الاضراب بالملحمة الفريدة من نوعها في القطاع في مواجهة حكومة تدفع بنا إلى مربع الخطر والمساس بمستقبل التلاميذ، ووزارة لا تعترف بالمفاوضات وتتعامل بمنطق العنتريات حيث لم يسبق أن رفض الطرف الحكومي الجلوس إلى طاولة المفاوضات وذلك رغم الجهود التي بذلناها في هذا الاتجاه، لكن اصرار الوزير كان واضحا على ضرب العمل النقابي والتنكر للمربين بعد أن أملت الحكومة اجراءات مجحفة في حق المدرسين وأثقلت كاهلم بالضرائب، وذلك في إطار مخطط لتدمير المدرسة العمومية تنفيذا لاملاءت صندوق النقد الدولي، اضافة إلى سعي الحكومة لاقحام ملف التربية في ملف سياسي أشمل للتغطية على عجزها في العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وتصدي الاتحاد العام التونسي للشغل لكل المخططات المشبوهة المتعلقة بالمؤسسات العمومية والصناديق الاجتماعية وملف الجباية، وأريد التأكيد على أننا سنواجه تعنت الحكومة والوزارة بوحدة صفنا وصمودنا ولن نتراجع عن مطالبنا، ونحن جاهزون لكل الاحتمالات ومستعدون للمفاوضات». من جهته قدم أمس وزير التربية حاتم بن سالم اعتذاره، في تصريح لاذاعة الواب «التنوير» التابعة لوزارة التربية للأساتذة والتلاميذ والأولياء على تعليق الدروس مؤكدا أن الدولة قائمة ومتحملة لمسؤوليتها وموقف الحكومة موضوعي وواضح ويتمثل في عدم الرغبة في اقحام التلاميذ في نزاع شغلي نقابي مادي، وفق قوله. وبعث الوزير برسالة طمأنة للأولياء والتلاميذ بخصوص الامتحانات الوطنية، مؤكدا الحرص على بذل كل الجهود خلال الساعات والايام القادمة لتغيير هذا الوضع. وكانت جمعية أولياء التلاميذ قد اعتبرت في بيان لها قرار نقابة التعليم الثانوي بخصوص تعليق الدروس، تصعيدا غير مسبوق ومتسرع ويعتبر في نظر القانون الاداري اخلالا بالواجب وتعطيلا للمرفق العمومي ويعد جناية يترتب عليها حتما تعليق الأجور والمرتبات عملا بقاعدة العمل المنجز كما نصت عليها مجلة المحاسبة العمومي.