اهتزت منطقة القصور بولاية الكاف أول أمس على وقع جريمة قتل فظيعة راح ضحيتها كهل في الأربعين من عمره يدعى منير الرحموني بطريقة بشعة حيث تم قتله وقطع ساقه وإخراج أمعائه ومن ثمة حرق الجثة ورميها في بئر مما خلف صدمة لعائلته وأقاربه وكل معارفه سيما وأن الضحية حديث العهد بالزواج وعرف بدماثة أخلاقه وطيب معشره . زين الرحموني ابن عم الضحية تحدث ل»الصباح» بكل حرقة عن تفاصيل هذه الجريمة التي هزت منطقة القصور فقال ان الضحية توجه منذ ثلاثة أيام مضت قبل العثور عليه مقتولا إلى محل حلاق بالقرب من مقر سكناه قصد قص شعره وقال له حرفيا «ازربني راني ماشي عندي كرية لصفاقس» باعتبار ان الضحية يملك شاحنة خفيفة كان يعمل على متنها وفي حدود الساعة الخامسة والنصف من نفس اليوم اتصلت به والدته للاطمئنان عليه فقال لها «يا أمي راني هاز كرية « ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره ورغم الاتصالات المتكررة به من قبل عائلته الا ان هاتفه كان مغلقا مما اضطر العائلة الى اعلام السلط الأمنية بالموضوع . «الفيديو» الفاجعة واصل زين حديثه بقوله إنه اثر الاختفاء الغامض للضحية قامت زوجته بنشر صوره على «الفايسبوك» والإعلام باختفائه وطلبت من كل من يتعرف عليه الاتصال بها هاتفيا وقد فوجئت زوجة الضحية أمس الأول بشخص أصيل منطقة أولاد حفوز التابعة لولاية سيدي بوزيد يرسل لها «فيديو» أعلمها فيه بأنهم عثروا منذ ثلاثة أيام على جثة شخص ملقاة ببئر مهجورة بعد ان تم حرقها وأرسل لها مقطع «فيديو» يتضمن صور الجثة التي تم العثور عليها علها تكون صورة زوجها فكانت الصور مفزعة باعتبار انه تم قتل الضحية وإخراج أمعائه كما تم تهشيم رأسه وقطع يده اليسرى وساقه واثر ذلك تم وضع الحشيش فوق جثته وحرقها ثم رميها في البئر مما أدى الى طمس ملامحه بالكامل حيث احترق أنفه بالكامل ووجهه غابت ملامحه بالكامل وقال الزين «ولد امو الي يقول قلبي كاسح يشوف المنظر هذاكة.. منظر لا أراك الله مكروها « مؤكدا ان جثة الضحية كانت مشوهة بالكامل ومحروقة بطريقة تدمي القلوب. حذاء كشف الهوية وأضاف الزين انهم تحولوا الى منطقة أولاد حفوز التي تبعد عن مسقط رأس الضحية 170 كيلومترا أين تم العثور على جثته هناك وهالهم ما شاهدوه فقد كانت الجثة محروقة وأمعاء الضحية بجانبه كما تم بتر ساقه ويده فقاموا بالاتصال بزوجته علها تساعدهم في إيجاد خيط يدلّهم على هويته باعتبارهم لم يتعرفوا عليه فأمدتهم بمعطيات حول اللباس الذي كان يرتديه عندما غادر المنزل آخر مرة ومن هناك تم التعرف عليه من خلال سرواله وحذائه الذي أعطاه إياه عمه كما تم أخذ عينة من بصمة الضحية لعرضها على الاختبار الفني للتأكد من هويتة. وأكد الزين ان الهالك عرف بحسن أخلاقه وطيبته وليست له أية عداوات مهما كان نوعها مع اي احد بل أنه كان يقيم بانقلترا ثم عاد الى تونس وتزوج منذ سبعة أشهر مضت وهو محبوب من طرف الجميع . غموض وأضاف انه تم العثور أمس على سيارة الهالك بمدينة صفاقس مما زاد في غموض الجريمة باعتبار أنه اذا كانت الجريمة نتيجة «براكاج» فكيف للجناة ان يتركوا السيارة وأضاف ان والدة الهالك تعاني من مرض في القلب ودخلت في غيبوبة وهي بين الحياة والموت بعد سماعها خبر الجريمة الفظيعة التي راح ضحيتها ابنها. وقد أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد بفتح بحث يتعلق بالقتل العمد مع سابقية القصد ومازالت الأبحاث جارية لتحديد هوية الجناة. وللإشارة فان هذه الجريمة الثانية التي يلفها الغموض وتكون ولاية سيدي بوزيد مسرحا لها باعتبار أن نفس الولاية شهدت خلال شهر مارس الفارط جريمة مماثلة لم يتم فك «شيفرتها» إلى اليوم راح ضحيتها شاب يدعى مروان الساكري حيث غادر منزل عائلته مستقلا لسيارته وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين قبل ان يتم العثور على جثته مقطوعة الرأس ملقاة بمنزل مهجو فيما تم العثور على الرأس ملقى في بئر بمنطقة «الجباس» على بعد نحو كيلومترين من مكان الجثة .