المدمرة الامريكية USS Arleigh Burke في المياه التونسية في إطار جولة متوسطية محطتها الاولى تونسية حيث أمكن لعدد من الصحفيين القيام بجولة استطلاعية على متن البارجة الحربية التي أمكن لهم الوصول الى سطحها تحت حماية أعين البحرية التونسية التي أمنت الرحلة ذهابا وايابا... ولعل أول ما يلفت الانتباه على سطح المدمرة الامريكية جهوزية البارجة المحملة بالصواريخ وكأنها على أهبة الدخول في حرب وشيكة... بل ان اللافتة العريضة المتدلية من أعلى البارجة تكاد تشير الى ذلك "built to fight" أنشئت للمعارك... على سطح السفينة العملاقة أكثر من ثلاثمائة من القوات الامريكية من مختلف المراتب العسكرية من جنود الى أميرالات وجنرلات.. هناك الانضباط سيد المشهد والكلام بحساب وكل منصرف الى انهاء ما يقوم به من صيانة أو متابعة أو مراقبة لكل ما يمكن أن يقترب من السفينة. وحده قائد البارجة القائد روبنسون يرد باقتضاب على أسئلة الصحفيين ولكن دون أن يروي تعطشهم لمرحلة مسار السفينة التي حلت بالمياه التونسية لأيام معدودة، قبل أن تواصل جولتها المتوسطية في محطاتها المتبقية التي يتكتم بشأن القائد روبنسون.. وفي تقديمه للسفينة يقول انها دخلت الخدمة قبل سبع وعشرين عاما وهي من السفن العسكرية الامريكية ذات المهام المتعددة وهي مجهزة بقاذفة الصواريخ وبكل أنواع الاسلحة التقليدية الدفاعية. عن الهدف من تواجدها في المياه التونسية يقول ان مجال التعاون الامني بين تونس وامريكا قائم ومستمر منذ عقود وهو تعاون متعدد، وأشار الى أن على ظهر السفينة "بيركي" تجري مناقشات ولقاءات بين "مسؤولين تونسيين" ونظرائهم الامريكيين لتبادل الآراء والمعلومات. وعن أهم الصعوبات والمخاطر في البحر، يقول قائد السفينة وهو يشير الى البلور المحيط بغرفة القيادة "ان أهم الصعوبات أنك لا تعرف أبدا ما يمكن أن يحدث في البحر ولا نوع الخطر الذي قد يطرأ، ولكن ما يجب معرفته هو أن عليك الحفاظ على حياة كل من على متن السفينة ورصد كل خطر أو هدف يحاول الاقتراب منها". وينفي القائد روبنسون ان كانت سفينته واجهت أو اعترضت اي سفن للاجئين منذ دخولها المياه التونسية، ولكنه يقول ان هذا جزء من مهمة طاقمه وإن عليهم في حال رصد استغاثة المساعدة في انقاذ المبحرين. أما عن المخاطر في المتوسط يقول قائد البارجة الامريكية "ان المتوسط يظل الاقل مخاطر بين البحار على الاطلاق". اختيار اسم "بيركي" على السفينة يعود تخليدا للقائد في البحرية الامريكية آرليت بيركي Arleigh Burkee لدوره في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. وقد بدأ العمل على هذه الفئة من المدمرات "بيركي" في 1983 وتم تطويرها وتدريعها بالصلب بالكامل... وتتميز البارجة "بيركي" بأنها أقل تكلفة أكثر قابلية لاستيعاب الأسلحة المتطورة. وهي تعتبر من المدمرات الرئيسية في سلاح البحرية الأمريكي. تم البدء بمشروع تصميم وبناء مدمرة فائقة التطور في بداية الثمانينات وحصل تنافس بين سبعة مقاولين وكانت النتيجة الاستقرار على تصميم المدمرة الحالية من فئة Arleigh Burke حيث دخلت الخدمة في عام 1991 . تحتوي علي نظام إدارة المعارك الأمريكي الشهير Aegis Combat System والذي يدمج بين الأسلحة المضادة للطيران وسفن السطح والغواصات في آن واحد . يبلغ طولها 155 مترا ووزنها 9800 طن ولعل اهم نظام تسليح تحمله هذه الفئة من المدمرات هو نظام إطلاق الصواريخ العامودي... مدة بقاء المدمرة "بيركي" في المياه التونسية قد تستمر بضع ايام يتم خلالها تبادل المعلومات الامنية والخبرات وإجراء بعض التدريبات ...