يقترح الفنان محمد البسكري على الجمهور موعدا أول مع العرض الصوفي "ننده الأسياد" وذلك يوم غد 30 أفريل الجاري بالمركب الثقافي بالمنستير بداية من السابعة مساء والعرض مدعوم من صندوق التشجيع على العمل الإبداعي بوزارة الثقافة. و"ننده الأسياد" هو نتاج ورشة تواصلت عدة أشهر من البحث والتدريبات واللقاءات بين شيوخ الطرق الصوفية الكبار والمنشدين والموسيقيين والممثلين والراقصين وهو عرض غنائي موسيقي حيّ من التراث الصوفي العتيق من إنتاج الفنان محمد البسكري وإخراج المسرحي رضا عزيّز، ويشارك فيه عدد كبير من المنشدين والعازفين والراقصين يجمع بين عناصر الفرجة والموسيقى التقليديّة، ويعتمد على الأداء الغنائي الصوتي لعدد من النوبات والوصلات الصوفية العتيقة المنتمية لطرق "القادرية" و"السلامية" و"العيساويّة" بتوظيف للنغمات التونسية البحتة ذات الروح الصوفية، والإيقاعات التراثيّة المختلفة ولوحات الرقص المرافقة والكوريغرافيا والإضاءة والمؤثّرات السمعيّة والبصريّة. ويضم العرض قطعا غنائيّة غير متداولة على نطاق واسع أو مجهولة وفق معديه. ويعتمد البسكري في تنفيذ هذا المشروع على عدد من الفنانين الشبّان وعدد من مشائخ هذه الطرق الصوفيّة الثلاث من شمال تونس إلى جنوبها (قفصة والمنستير وسوسة وبنزرت وباجة وتونس العاصمة)، ويستند إلى بحوث علميّة في تحقيق مخطوطات موسومة ب "سفائن البحور الراقية" المحتوية لأشعار التراث الغنائي الروحي لتلك الطرق، كما يستند إلى بحوث ميدانية في جمع ذلك الموروث الغنائي الفريد. يتضمّن العرض أيضا لوحات رقص فرديّة وأخرى جماعية بعضها تقليديّة متداولة وأخرى عصريّة وقع تصميمها من طرف مختصين في المجال وهي في الغالب مستوحاة من الرقصات التقليدية الصوفية التونسية، كما سيتم تأدية مشاهد تمثيلية مع أداء بعض الأغاني منسجمة مع مواضيع الأغنية وما تعبّر عنه. يهدف هذا العرض إلى تقديم إضافة للمشهد الفني التونسي باِختلافه عن السائد وإعادة إنتاجه لطرائق من الفنّ الصوفي الضارب في أعماق إرثنا الحضاري والمشترك في جذوره مع البلدان المجاورة لنا على غرار الجزائر والمغرب وليبيا، مع محاولة الوفاء للروح التراثية الخالصة وتوسيع مناطق انتشارها لدى فئات واسعة من الجمهور فضلا عن توسيع نطاق مشاركة أغلب جهات الجمهوريّة في تنفيذه وإثراء محتواه وعدم اقتصاره على جهة جغرافية بعينها، شمالا ووسطا وجنوبا.. وهو يوظف المخزون التراثي الهام في عمل موسيقي يبرز الخصوصيّات الفنيّة المتفرّدة لكلّ جهة من جهات بلادنا.