ترشحت أربع قائمات فقط للمجلس البلدي بالعين وهي منطقة ذات كثافة سكانية مرتفعة غير بعيد عن قلب مدينة صفاقس النابض (أربع كيلومترات فقط)، والغريب هو أنّ الكثيرين استغربوا من عدم وجود احدى القائمات الحزبية باعتبارها ذات ثقل سياسي... اتصلنا بالعديد من المتساكنين للتعرف إلى انتظاراتهم من المجلس البلدي الجديد، فكانت الإجابات متشابهة يغلب عليها اليأس من المستقبل وعدم التعويل على الأحزاب السياسية سواء تلك التي توجد في الحكم أو المعارضة وكذلك المستقلة، كثيرون اجمعوا ان لا شيء يمكن أن يتحقق في ظل العقليات الموجودة حاليا.. نقائص بالجملة في ظل هذا الشح من الشهادات حدّثنا وسيم شبوح (إطار بنكي) عن المنطقة فبيّن أنها تفتقر إلى مختلف المرافق الأساسية كالتنوير والمساحات الخضراء والمؤسسات الثقافية والرياضية، كما أنها تعيش بنية تحتية مهترئة وطرقات رديئة جدا مليئة بالحفر والمطبات، وأشار إلى أنّ المكتبة العمومية الموجودة قرب قصر البلدية هجرها روادها والمؤسف حقا هو وجود أرض مسيجة على ملك البلدية وراء عمارات سكنية تستغلها البلدية في تجميع الفضلات والسيارات القديمة المعطبة وعشرات الحاويات التي فقدت عجلاتها دون السعي إلى إصلاحها وتركيزها في مناطق هي في حاجة إليها، إلى جانب عديد النقائص التي يضيق المجال لذكرها.. العمل البلدي استثمار المنصف عبد الهادي رئيس بلدية سابق أكّد لنا أنّه لا يمكن أن يتحقق أي هدف في ظل عدم وجود تفرغ للعمل البلدي ويعتقد أنّ العمل البلدي استثمار لتنفيذ مشاريع تعود بالفائدة على متساكني المنطقة، فلا يمكن البتّة من وجهة نظره الاعتماد على المال المشترك للدّولة وحده، فهو لا يفي بالحاجة، والسؤال المطروح بإلحاح كبير ملخصه "كيف يمكن تنمية الموارد البلدية من أجل تنفيذ المشاريع؟". "العين" مدينة استقطاب ويرى مجدي كريشان ناشط بالمجتمع المدني أنّه ينبغي للبلدية مصارحة متساكنيها بما يوجد عليه الوضع الحالي على جميع المستويات لاسيما الوضع البيئي وكذلك الموارد المالية لتنفيذ المشاريع والتصريح بالأفكار التي يمكن إيجادها لوضعها على المحكّ من أجل التعرف إلى إمكانية تنفيذها من عدمه، ويعتقد محدّثنا بأنّ منطقة "العين" هي منطقة استقطاب يمكن أن تحتضن مركبات ترفيهية وسوق جامعة حتّى لا تكون المدينة مدينة نائمة.. محمد القبي