يحتفل اليوم ملايين العمال بالفكر والساعد بعيد الشغل العالمي تخليدا لتقليد انطلق في مدينة نيويورك يوم 5 سبتمبر1882.. وان كان من حق السكان النشطين في ولاية بنزرت الاحتفال والتمتع بيوم راحة خالص الاجر فان الالاف من ابناء الجهة يعانون من بطالة متواصلة رغم تكوينهم العلمي والمهني فيما يصارع اخرون للمحافظة على موارد رزقهم التي تعاني تهديدات متنوعة. بطالة أصحاب الشهائد العليا متواصلة بلغة ارقام المعهد الوطني للإحصاء فان نسبة البطالة في بنزرت قد بلغت 11.5 % في الثلاثية الثانية من سنة 2016... فيما اكد المرصد الوطني للاقتصاد والتنمية في نفس السياق ان 9610 من العاطلين في الجهة في تلك الفترة هم من اصحاب الشهائد العليا ويتوزعون على معتمديات منزل بورقيبة 1795، بنزرت الشمالية1558، ماطر 1119 عاطلا من دوي الشهائد الجامعية وتصل الاعداد الى 723 في معتمدية منزل جميل،542 في جرزونة،578 سجنان،334 في غزالة و277 في معتمدية جومين.. طاقات مهدورة اغلبها من ابناء العائلات محدودة الدخل تكلفت آلاف الدنانير على المجموعة الوطنية دون ان تدمج في الحياة الاقتصادية بعد انهاء التحصيل الدراسي نظرا لتوقف الانتدابات في القطاع العمومي وضعفها في القطاع الخاص وعدم اقبال المعنيين على الانتصاب رغم تعدد البرامج الوطنية للمرافقة والتمويل. الصناعة تعاني يطرح موضوع بطالة اصحاب الشهائد العليا اسئلة حول المنوال التنموي الجهوي والوطني المعتمد في بنزرت الذي ارتكز منذ الستينات على بعث الصناعات الاساسية الوطنية من فولاذ واسمنت وغاز على حدود بحيرة بنزرت ثم انتصبت المئات من المؤسسات غير المقيمة وفق قانون 72 في المنطقة ذاتها ومدن ماطروراس الجبل واغلبها مختص في النسيج والصناعات الخفيفة التي تنتدب في العادة اعوان تنفيذ من مستوى تعليمي متوسط وعدد قليل من اعوان التسيير المؤهلين. في المقابل تعاني اليد العاملة غير المختصة او المسرحة لأسباب فنية او اقتصادية من مشاكل اعادة الاندماج في سوق الشغل في ظل التراجع المتواصل لنسق الانتدابات في المشغلين الكبار في الجهة كالفولاذ واسمنت بنزرت والستير وجال قروب وغلق مصانع ك" ستابيل "الذي كان مشغلا هاما لأبناء مدن منزل عبد الرحمان ،جرزونة ومنزل جميل مثله مثل مصنع"اوتريكو". قطاع فلاحي ضحية العوامل المناخية في المقابل تضاءلت مساهمة القطاع الاول في التشغيل نظرا للعوامل المناخية غير الملائمة في السنوات الاخيرة والتي دفعت المندوبية الجهوية للفلاحة لدعوة المزارعين للحد من استغلال المناطق السقوية واعتماد البعلية فقط مما ادى الى ضياع ألاف فرص العمل لمتساكني المناطق الفلاحية واعلانهم عاطلين عن العمل بعضهم ثم دفعهم لمغادرة الريف نحو المدن الكبرى للعمل في قطاع البناء او التجارة الموازية فيما يصارع من بقي من المتساكنين للحفاظ على الارض التي لم يتم استغلال خيراتها في سجنان، جومين وغزالة لإنشاء قاعدة صلبة من المصانع التحويلية طيلة العقود الماضية. قطاع الخدمات مستقبل التشغيل في بنزرت بعد ان "طار" معمل الطائرات في منزل بورقيبة يتابع ألاف العاطلين من ابناء المنطقة تطورات ملف مصنع السيارات الاوكرانية الذي حظي بمساندة هامة من الادارات الجهوية والمركزية المختصة.. لكن وعود الاستثمار الاجنبية لم تترجم بعد الى مصنع قائم الذات يمكن من تقليص نسبة البطالة التي تبلغ في منزل بورقيبة19.2 % من الفئة العمرية 15- 29 سنة و24.2 % من اصحاب الشهائد العليا حسب معطيات المعهد الوطني للإحصاء. وفي الاثناء مازال مشروع ميناء المياه العميقة- الذي يمثل استثمارا غير مسبوق من الناحية المادية والقدرة التشغيلية – في مرحلة الدراسات وانتظار المقررات المركزية التي لم تسع لاستغلال نوايا الاستثمار التي ابدتها منذ 2008 بعض الشركات الصينية والامريكية ولم تدعوها للتفاوض حول المشروع الذي سيساهم حسب دراسة اولية اجرتها نخب تونسية من ابناء الجهة واطلعت عليها "الصباح" في خلق ألاف فرص العمل في معتمديات منزل جميل، العالية، راس الجبل، بنزرت الشمالية واوتيك في مرحلة اولى على ان يمتد التأثير الايجابي الى بقية المعتمديات وعدد من الولايات المجاورة كباجة، منوبة واريانة وذلك انطلاقا من الموقع المقترح لاحتضان ميناء المياه العميقة في منطقة دمنة. الماتلين من معتمدية راس الجبل ...ويتعارض الصمت المركزي مع تصريحات وزير النقل السابق شهاب بن احمد في 20 ماي 2014 والتي نقلها موقع المنارة المغربي من"ان تونس تعمل على وضع نظام لوجستي ناجع قادر على الارتقاء بالبلاد الى مرتبة المركز الاقليمى للتجارة والخدمات"وهو ما يفرض نظريا استغلال الموقع الاستراتيجي الفريد لبنزرت في انشاء ميناء عالمي بمواصفات عالية يمكن من تقديم خدمات ممتازة لآلاف البواخر التي تعبر المتوسط سنويا مما يمنح مئات فرص العمل للعاطلين من كافة المستويات التعليمية ومسارات التكوين المهني ويخلق بالتالي قاطرة تنمية اقتصادية جهوية ووطنية. ساسي الطرابلسي