عشية الانتخابات البلدية اقدم عدد من متساكني حي الزياتين من منطقة بني نافع التابعة اداريا لمعتمدية بنزرت الجنوبية على غلق الطريق الرابطة بين بنزرت ومعتمدياتها الغربية احتجاجا على غياب قنوات التطهير في جزء من الحي المترامي الاطراف، واعتبرت حينها الحركة الاحتجاجية تذكيرا للقائمات المتنافسة في دائرة بنزرت الكبرى بأولويات متساكني بنزرت الجنوبية التي غابت عن بياناتها الانتخابية. بعد تدخلات هادئة وحوار مطول مع المحتجين تخلله وعد بحل الاشكال في فترة وجيزة عادت السيولة المرورية مساء السبت الماضي لكن حسب المعطيات المتوفرة فان نجاح التدابير التي سيتم اعتمادها يفرض تناغما بين مجهودات الهياكل العمومية ومساعدة من جيران المتساكنين الغاضبين.. هذا ما يستشف من تصريح رئيس المجلس الجهوي محمد قويدر يوم الاربعاء الماضي الى مكتب الاتصال والاعلام بولاية بنزرت الذي اكد فيه انه على علم بالوضعية الشائكة في المنطقة بعد ان بلغته تشكيات مباشرة من المواطنين واعتبر ان السبب الاصلي لغياب خدمة التطهير في حي الزياتين هو عدم ادراجه في مثال التهيئة العمرانية الذي لم يقع تحيينه مند سنة 2010.. في المقابل ابرز المتحدث ان الحل الاسلم والأنجع هو سماح عدد من المتساكنين بمرور قنوات التطهير الواردة من منطقة منزل اسماعيل عبر اراضيهم ووصولها الى جيرانهم المحرومين، وذلك ربحا للوقت وتفاديا للمسار المتشعب الذي تفرضه قضايا الانتزاع للصالح العام. وفي الاثناء تبدو الفرصة سانحة لمعرفة حجم وقدرة الاحزاب السياسية التي توافدت على بني نافع محملة بالوعود طيلة الحملة الانتخابية وممثلي نوادي المجتمع المدني المنتصبة في بنزرت الجنوبية فكلاهما عليه النجاح في اختبار خلق ارضية حوار بين ابناء بني نافع ودفع قيم التضامن والتكاتف بين السكان مما يؤدي الى وصول الخدمة الاساسية لكل المواطنين والتكفير بالمناسبة على خذلان ناخبيهم في موضوع محطة حي الجلاء. علما ان الديوان الوطني للتطهير مستعد لانجاز المطلوب حالما تنتفي الموانع القانونية وابداء المانحين رغبتهم الكتابية في السماح بمرور القنوات كما ان الحي ككل هو محور دراسة تهذيب تنجزها حاليا الوكالة الفرنسية للتنمية وتهدف لتحسين الوضعية البيئة وتطوير البنية الاساسية في منطقة يقطنها آلاف المواطنين ولا تبعد عن وسط مدينة بنزرت سوى 5 كم على الاكثر. ساسي الطرابلسي