في الوقت الذي ينتظر فيه شباب جرزونة بعث دار للثقافة طالب بها مثقفو الجهة منذ عقود تتوفر بها مختلف الأندية الثقافية يمارس بها الشباب هواياتهم المختلفة، وفي الوقت الذي ينادي فيه الجميع ببعث مكتبة للأطفال مازالوا محرومين منها، رغم فوائدها المتعددة إذ تمكنهم من تأثيث أوقات فراغهم تأثيثا إيجابيا وفاعلا، فضلا عن حمايتهم من مخاطر الشارع، في هذا الوقت يتم إغلاق دار الجمعيات بجرزونة التي كانت تحتضن بعض الأندية والجمعيات التي تسهم في إضفاء حركية ثقافية ولو محدودة بالجهة، هذه الدار كانت قبل ثورة 14 جانفي مقرا للجامعة الدستورية بجرزونة وتقرر تحويلها إلى محكمة إدارية بولاية بنزرت. وقد تفهمت الجمعيات التي كانت تنشط هناك الأمر، وسلمت المفاتيح، وطالبت بتخصيص قطعة أرض من أملاك الدولة لوزارة الثقافة حتى تبني بها دار الجمعيات الجديدة، ولكن المسألة ما زالت تراوح مكانها وفي الأثناء تم تأجير بناية ببنزرت خصصت للمحكمة الإدارية، وظلت دار الجمعيات المغلقة بجرزونة مهملة ومهجورة وموهبة، نبات الأعشاب الطفيلية في حواشيها، وهو ما جعل بعض الجمعيات تطالب بتمكينها من استغلالها في أنشطتها، وتتعهد بالمغادرة عندما تطالبها السلط بذلك عندما يتحدد موعد انطلاق أشغال تهيئتها لاحتضان المحكمة الإدارية، بما أن استغلال هذه المحكمة لمقرها الجديد ببنزرت مؤقت.