عرفت مدينة جرزونة من ولاية بنزرت كثافة سكانية في السنوات الأخيرة فاقت كل التصورات حيث وصلت إلى ما يقارب 50 ألف ساكن نتيجة لانتصاب العديد من المؤسسات الاقتصادية الهامة بها و التي تشغل ألاف العملة بالإضافة إلى تواجد 4 معاهد عليا و حي جامعي و 3 مدارس إعدادية و معهد ثانوي لكن رغم أهمية عدد الشباب الطلابي و التلمذي و المعطل عن العمل فان المنطقة المذكورة التي يقدر شبابها بما يقارب 15 ألف شاب و شابة مازالت إلى يومنا هذا تفتقر إلى دار ثقافة و دار شباب و مركز ثقافي جامعي ينمي فيها شباب الجهة هوايته و يصقل مواهبه و تحتضنه من مشاكل و مزالق الشارع. و في غياب الفضاءات الترفيهية التثقيفية المذكورة أصبح شباب الجهة على اختلاف مشاربه يجد صعوبة لتمضية أوقات فراغه, فيجبر على ارتياد المقاهي التي انتشرت كالفقاقيع و التي أصبحت أسعارها مشطة للغاية و لا تقابل الخدمات المقدمة للحرفاء في غياب الرقابة الصحية و الإدارية, هذه المقاهي لا يجني منها الشباب فائدة تذكر و لا يمكن لها أن تتوفر له الإحاطة المطلوبة و ملخص القول أن شباب مدينة جرزونة و الوافدين عليها من الطلبة كل موسم دراسي جديد تبقى مواهبهم مهددة و معرضة للضياع و الإهدار و التلاشي و لأجل إحاطتها بما يلزم من تأطير و رعاية لابد من التعجيل لبناء الفضاءات الخاصة بالشباب التي بقيت حلما مشروعا يراود كل شباب المنطقة و السؤال هو إلى متى سيبقى شباب المنطقة بدون فضاءات ترفيهية لممارسة مختلف الهوايات و صقل المواهب؟