ارتفعت اسعار الخضر والغلال واللحوم البيضاء اكثر في الايام الاولى لشهر رمضان، ليتضح ان الاثمان التي كانت معلنة في زيارة»الصباح» الاولى للسوق البلدي في اول ايام شهر الصيام، كانت»مؤقتة» ارتبطت بالزيارة المبرمجة يومها لوالي الجهة ولعدد من المديرين الجهويين وايضا لممثلين عن منظمة الدفاع عن المستهلك للسوق وبعض الفضاءات التجارية بوسط المدينة، اذ بمجرد رحيل الوالي وجماعته تغيرت الاسعار وخاصة بالنسبة للحوم البيضاء التي قفزت الى 7500 للكلغ وشرائح الديك الرومي التي بلغت 13500 في حين بقيت اللحوم الحمراء في حدود 20د للعلوش و23د لهبرة العجل، كما اشتعلت اثمان الغلال واصبح المشمش بين 1800 و3000 والبطيخ 2500 والبرتقال بين 2000 و3500 والتفاح 7000 وهي كلها بعيدة كل البعد عن متناول المواطن العادي فما بالك بالزوالي. فقدان الحليب المدعم ويذكر انه ومنذ اليوم الثاني لرمضان اختفى الحليب المعلب من المحلات التجارية بما في ذلك المساحات الكبرى وبقي المواطنون في حيرة من امرهم رغم تاكيدات المدير الجهوي للتجارة بانه متوفر؟ وقد عاينت»الصباح» النقص الفادح في كميات الحليب وغيابه بصفة شبه تامة عن كل المحلات تقريبا، فهناك قلة من العطارة يبيعون الحليب بالعلبة الواحدة لمحدودية كمياته. ولما سالت «الصباح» عن اسباب ذلك افادها الباعة ان الموزعين يرفضون تزويدهم بالحليب الا بشرط اقتناء»الياغورط» معه، وفي غياب المراقبة الاقتصادية خضعوا لهذا الابتزاز، وفي سبيطلة افادنا مواطنون ان سائقي شاحنات توزيع الحليب المعلب يبيعونه لبعض المحتكرين ولا يوصلون الا كميات محدودة منه للمحلات التجارية، وبذلك يلتحق الحليب المعلب بالزيت المدعم ويسجل غيابه عن اسواق القصرين الا لمن لديه اصدقاء و»معارف»رغم ان جهة القصرين تعتبر موطن انتاج اغلب الخضر والغلال( الخوخ والمشمش وحب الملوك والعوينة..) ولكميات كبيرة من اللحوم الحمراء، وتوجد بها مؤسستان هامتان للانتاج الفلاحي تابعتان لديوان الاراضي الدولية هما مركب»وادي الدرب» بالقصرين ومركب»الخضراء» بسبيطلة تحتل كل منهما مساحات كبيرة تمتد على الاف الهكتارات، وكل منهما قادرة على تزويد اسواق الجهة بمنتوجاتها والمساهمة في تعديل الاسعار، فان السلط المسؤولة لم تنجح في استثمار ذلك لفتح نقطة حقيقية للبيع من المنتج الى المستهلك وتم الاكتفاء بتحويل نقطة بيع الحليب الطازج والبيض التابعة لمركب وادي الدرب بالسوق البلدية لترويج كميات محدودة من البيض سرعان ما تنفذ قبل الساعة العاشرة صباحا، واعتبارها نقطة للبيع من المنتج الى المستهلك ذرا للرماد على العيون والحال ان مساحتها لا تتجاوز دكان»عطار» وكان من المفروض فتح نقطة حقيقية متعددة الاجنحة بمساهمة مؤسستي ديوان الاراضي الدولية وعدد اخر من فلاحي الجهة لعرض اللحوم الحمراء والبيضاء والغلال والخضر والبيض باثمان مناسبة رأفة بالمواطنين. وقد اجمع كل من التقتهم»الصباح» ان نقطة البيع من المنتج للمستهلك كانت»الاغلى» في كامل الجمهورية سواء بالنسبة للحوم البيضاء او الغلال وبعض الخضر وذلك مقارنة بما تتم معاينته في الولايات المجاورة او ما يشاهدونه في التلفزة، الى درجة ان بعض المواطنين اصبحوا يكلفون اصدقاء لهم من الذين يسافرون يوميا الى ولايتي سيدي بوزيد وصفاقس بشراء حاجياتهم من هناك لانها اقل سعرا بكثير من تلك المتداولة في القصرين، ويطرح متساكنو القصرين اكثر من سؤال عن اسباب»التهاب» اسعار الخضر والغلال واللحوم البيضاء في جهتهم ويتهمون السلط المسؤولة وفي مقدمتها الادارة الجهوية للتجارة بالتقصير في التصدي للمحتكرين والسماسرة والتجار الجشعين ومزيد تنظيم ومراقبة مسالك التوزيع. أمطار غزيرة افضل ما في رمضان هذه السنة بالقصرين تواصل هطول الغيث النافع بشكل شبه يومي والطقس شبه الشتوي الذي يخيم على الجهة، من ذلك ان القصرين شهدت مؤخرا نزول كميات كبيرة من الامطار تواصلت عدة ساعات شملت اغلب مناطق الولاية وكانت مصحوبة في بعضها ب»التبروري».. تحولت معها اغلب الشوارع الى اودية وتسببت كالعادة في فيضان»بالوعات» التطهير.